أكد عدد من المهتمين بالمجال الصحي على أن خطورة داء أنفلونزا الخنازير تتمثل في سرعة انتشاره وانتقاله من شخص لآخر، علما بأنه ما يزال في مرحلة ما قبل الموجة الأولى، مشددين على أن أحسن طريقة لمواجهة الفيروس تتمثل في الوقاية التي تكمن في النظافة، علي اعتبار أن اللقاح ليس بوسيلة ناجعة تمكن من الاستشفاء من الداء وإنما هو بدوره ليس سوى مجرد وسيلة للوقاية، لاتتجاوز صلاحيتها سنة واحدة، فضلا عن التخوفات التي رافقت ظهوره وتسويقه والتي يقال بشأنها أن اللقاح لم يجرب بما فيه الكفاية حتى يمكن تداوله وتلقيح البشر به، وهو ما يفسر الإحجام/الإعراض عن التلقيح بعدد من المناطق بالعالم حتى في الأوساط الطبية نفسها إذ حوالي 60 % من العاملين بالمجال الطبي بفرنسا يرفضون تعاطي اللقاح، هذا في الوقت الذي تم الشروع في المغرب يوم الخميس في تلقيح العاملين بالمجال الصحي بشكل اختياري وليس إجباريا عكس الحجاج، علما بأن منظمة الصحة العالمية أصدرت وثيقة تدعو إلى اعتماد اللقاح وتؤكد مأمونيته، وعملت من جهتها على توزيع 3 ملايين جرعة من اللقاح على 71 دولة، وتعتزم منح 200 مليون جرعة إضافية ل 95 دولة في العالم أوائل شهر دجنبر، سيما آنه من المرتقب أن تطال الإصابات بالفيروس نصف سكان العالم في النصف من شهر أكتوبر لسنة 2010 وفق الإحصائات التي أجريت من طرف المصالح الطبية العالمية في هذا الخصوص. وحذرت عدد من الأوساط الطبية من التعامل مع المصابين بلامبالاة أو التقصير في منحهم الرعاية والاهتمام اللازمين، إذ أدى هذا النوع من التعامل إلى وفاة فتاة بمصر خلال بداية هذا الأسبوع كان من الممكن إنقاذها إلا أن التقصير أدى إلى التسسب لها في وفاة لم تنتج عن الإصابة بالفيروس، وأبدت ذات المصادر تخوفاتها من أن تؤدي هالة الرعب والخوف إلى وقوع مزيد من الإصابات، محذرين من الإصابة بنوع من الهستيريا الوبائية المرتبطة أعراضها بما هو نفسي وليس بدني! الإقبال على جلب اللقاح وتوفيره بالأعداد المطلوبة التي تبقى بعيدة المنال في الظرف الحالي يعادله إقبال وطلب كبير علي عقار التاميفلو الذي أثبت نجاعته في القضاء على فيروس أ«إتش1إن1»، سيما مع استمرار انخفاض درجة الحرارة في عدد من البلدان، الأمر الذي أدى إلى تطور انتشار الفيروس وارتفاع عدد ضحاياه، ما أدى إلى خلق مشاكل غير محدودة لعدد من الدول كما هو الشأن بالنسبة لأوكرانيا التي أعلن فيها منذ أيام وفاة 70 حالة بسبب أنفلونزا الخنازير والتهاب الجهاز التنفسي في حين فاق عدد المصابين 255 ألف حالة الأمر الذي دفع السلطات هناك إلى فرض الحجر الصحي وإغلاق المؤسسات التعليمية مع حظر جميع التجمعات البشرية في البلاد لمدة 3 أسابيع، وهي القرارات التي جعلت المجموعة الصيدلانية «روش» تبعث بطائرة محملة بشحنة من عقار «التاميفلو» لمساعدتها على مواجهة انتشار الجائحة.