تخلد ساكنة الأقاليم الصحراوية عامة وإقليم بوجدور خاصة، الذكرى 34 لانطلاق المسيرة الخضراء. في مثل هذا اليوم 6 نونبر 1975 أزيلت الحدود الوهمية الفاصلة بين الأقاليم الجنوبية وباقي أجزاء التراب الوطني. هذا الحدث التاريخي الذي لا يخلو من أهمية والمتميز كان له تأثير ايجابي على المنطقة، حيث نفض الغبار عن أهالي المنطقة وذهبت معه أشكال العبودية الممنهجة من طرف المستعمر الاسباني. هذا الأخير وضع له حد منذ الإعلان عن انطلاق المسيرة الخضراء من طرف الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني بمدينة أكادير عاصمة الجنوب، حيث أمر المغفور له بتنظيم مسيرة نحو الأقاليم الصحراوية المسترجعة لتتوقف في منطقة لكروشي المعروفة حاليا بالطاح والتي كانت تعتبر النقطة الفاصلة بين المدن الشمالية وأجزاء من الصحراء المغربية. وبفضل المسيرة أرغم المحتل الاسباني على التراجع والانسحاب والاستعداد لمغادرة الأراضي المسترجعة. إن ذكرى المسيرة الخضراء تحولت من مسيرة التحرير الى مسيرة البناء والتشييد، ضمت الجنوب بالشمال وتجاوبت مع الحدت أغلب القبائل واستقبلتها استقبالا خاصا أبهر العدو والصديق وأربكت حسابات دعاة الانفصال بعدما شعروا أن لامكان لهم في الصحراء المغربية التي شهدت حدثا تاريخيا تمثل في الذكرى الرابعة والتلاثين لانطلاق المسيرة الخضراء، وكذلك إجلاء آخر جندي اسباني عن المنطقة. يأتي هذا الحدث بعدما أعلنت محكمة العدل الدولية بلاهاي حكمها التاريخي حيث أقرت أن هناك روابط بيعة بين ملوك المغرب وقبائل الصحراء، بناء على وثائق ومستندات وحجج دامغة أبهر حكمها العالم وأربك خصوم المغرب. ولدعم هذا الموقف الذي أقرته محكمة العدل الدولية، توافد العديد من الشخصيات الصحراوية على العاصمة الرباط لتأكيد بيعة القبائل الصحراوية من جديد، والتشبث بمغربية الصحراء. وقبل عودة المنطقة الى حظيرة الوطن. كانت عبارة عن مناطق قاحلة تجوبها قوافل من الرحل من مختلف القبائل بحثا عن الكلأ والعشب بحكم تعاطيها لتربية الابل والأغنام. هذه القبائل المسالمة برهنت عن مغربيتها ولم تترك الفرصة تضيع وكانت النتيجة ايجابية مقارنة مع من أرادوا الانفصال عن المغرب والارتماء في احضان المخابرات الجزائرية الطامحة إلى الحصول على منفذ مؤد الى المحيط الاطلسي على حساب الصحراويين المغرر بهم. أما الصحراويون الذين فضلوا التشبث بوطنهم المغرب فسايروا ركاب التنمية مند 34 سنة، حيث شهدت المنطقة عدة مشاريع تنموية في عدة مجالات ، كما استفادت القبائل الصحراوية من خيرات المغرب قصد رد الاعتبار لكل مواطن ينحدر من هذه المناطق، وتعويض ماأضاعه المستعمر الاسباني على مدى عدة عقود. وبفضل المسيرة الخضراء تحولت الأقاليم الصحراوية الى مدن تتوفر على كل المعايير المطلوبة بعدما غادرها المحتل سنة 1975 ولم يترك فيها أي شيء يذكر، اذ نهب خيراتها وهمش ساكنتها وداس على الأخضر واليابس. إن ساكنة الصحراء هي قبائل عربية ترفض العيش تحت سلطة الصليبيين ولا يرضون عن مغربيتهم بديلا . إن النهضة الثقافية والعمرانية لم تأت من فراغ بفضل حكمة وعزيمة شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية الذين يحكمهم منطق العقل . ان ماتحقق من منجزات ومشاريع تنموية تفتخر بها الأقاليم الصحراوية جعل الأطماع التوسعية لأعداء المغرب تتزايد، ومن هنا تم افتعال مشكل الصحرا ء المغربية وتحريك عناصر مدعومة من دعاة الانفصال، لكن الصحراويين الوحدويين لهم رأي آخر من خلال عدة لقاءات وحوارات أجرتها جريدة «الاتحاد الاشتراكي» معهم ، حول هذا الحدث التاريخي. ٭ محمد لحميدي (الكاتب العام لجماعة اجريفية وأحد الشباب الناشطين حقوقيا) الكل عازم على الدفاع عن وحدة الوطن ان حدث المسيرة الخضراء هو حدث تاريخي بالنسبة لنا. تطورت حياتنا اليومية ونحن سعداء بانضمامنا للمغرب من خلال المسيرة الخضراء التي حررت كل الصحراويين من قبضة المستعمر الاسباني وجعلتنا شعبا واحدا نعيش في أمان وسلم واطمئنان في ظل المملكة المغربية. ذكرى 6 نونبر1975 ذكرى نقشت في أذهاننا وسنرويها للأجيال القادمة، ولولا المسيرة الخضراء لكنا لحد الان نقبع تحت قبضة المستعمر الاسباني. أتت المسيرة الخضراء بكل ماكنا نطمح إليه من علم وثقافة وعيش كريم. الكل عازم على الدفاع عن وحدة الوطن وتبقى ذكرى المسيرة الخضراء في أدهاننا إلى الأبد . ٭ أبا عبد العزيز (رئيس المجلس البلدي والنائب البرلماني وعضو الكوركاس) لنا مميزات خاصة وعادات وتقاليد نحيي بها هذه الذكرى نحن نرى أن عيد المسيرة الخضراء هو فعلا يوم عيد وهو اليوم الذي حصلنا فيه على الاستقلال وتحررنا من الاستعمار الاسباني والعبودية التي كانت تمارس علينا إبان الحقبة الاستعمارية، فسجلنا أن الذكرى 34 لانطلاق المسيرة الخضراء كانت شيئا ايجابيا لنا ولساكنة الصحراء عامة ولإقليم بوجد ور، خاصة أن ماتحقق بإقليم التحدي من منجزات ومشاريع لم تكن الساكنة تحلم به من قبل، حيث أنجزت عدة مشاريع حية على أرض الواقع وهو ماكنا نطمح إليه للرفع من مستوى ساكنة هذا الإقليم الفتي، وهي بدورها مستعدة لإحياء هده الذكرى الغالية، حيث هيأ المجلس البلدي كل الظروف الملائمة من تزيين الشوارع بالأعلام الوطنية والإنارة الملونة وصباغة الأرصفة ونظافة الشوارع احتفالا بهذا اليوم المشهود في تاريخنا نحن أبناء القبائل الصحراوية الذين ورثوا مغربيتهم أبا عن جد. هاأنتم تلاحظون وتتابعون مدى استعداد الساكنة لتخليد هذا الحدث التاريخي المتعلق ب 6 نونبر 1975 تاريخ الإعلان عن انطلاق المسيرة الخضراء من طرف الملك الراحل الحسن الثاني. كما لنا مميزات خاصة وعادات وتقاليد نحيي بها هذه الذكرى الغالية على كل مغرب ومغربية. محمد خيا (عضو الكوركاس رئيس اللجنة الإقليمية للعمل الاجتماعي والثقافي ببوجدور ومدير مهرجان بوجدور) ما تحقق على أرض الواقع معجزة القرن أولا وقبل كل شيء أتوجه بالشكر الى جريدة الاتحاد الاشتراكي التي تهتم بهذا الحدث العظيم ، أنا كنت في تلك الفترة شابا صغيرا، وأن المنجزات التي تحققت في عهد المسيرة الخضراء هي منجزات كبرى حينما نرى بعد هذه السنوات 34 سنة بعد انطلاق المسيرة الخضراء ان ما تحقق على أرض الواقع معجزة القرن، شارك فيها العديد من المواطنين والمواطنات من ضمنهم قبيلتي التي أنتمي إليها وهي قبيلة أولاد تدرارين، وكنا جد فرحين لما رأيناه من شاحنات، واحدة تلو الأخرى تحمل المواطنين المشاركين في هذا الحدث التاريخي وكنا نتواجد أنذاك بإقليم الطانطان وطرفاية، وبفضلها تحققت المعجزات وتم استقرار المنطقة وربط الشمال بالجنوب وبدأت صفحة جديدة في التنمية وجمع الشمل بين جميع الإخوة الذين كان الاستعمار يفرق بيننا. والحمد لله نحن الآن في عهد يزدهر بالخيرات والمنجزات التنموية وهذا كله يعود إلى المسيرة الخضراء . ٭ محمدو لحميدي (رئيس جمعية فك الحصار عن المحتجزين بمخيمات تندوف) المسيرة جاءت بخيرات كثيرة حدث المسيرة الخضراء كان بشرى لكل المغاربة من طنجة الى الكويرة، المسيرة جمعت بيننا وبين إخواننا القادمين من شمال المملكة من أجل صلة الرحم والتشبث بالهوية المغربية الصحراوية حينما وصل إخواننا وأهالينا المشاركون في هذه المسيرة فرحنا بقدومهم غاية الفرح، وبإزالة الحدود الوهمية التي كانت تفصلنا عنهم وتمنعنا من الوصول إليهم في شمال المغرب، المسيرة جاءت بخيرات كثيرة منها فك العزلة عن الأقاليم الصحراوية من خلال انجاز الطريق الوطنية التي تصلنا من خلالها كل مواد العيش الكريم الذي حرمنا منه في الفترة الاستعمارية، كما حققنا العديد من الانتصارات في عدة مجالات اقتصادية وثقافية وسياسية وتم جمع شملنا بإخواننا المغاربة من طنجة الى الكويرة. وأوجه ندائي إلى كل المنظمات الحقوقية والانسانية بالعمل على فك الحصار عن اخواننا المحتجزين بمخيمات الذل والعار كما ندعو الشقيقة الجزائر الى الكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية والمس بمقدساتنا الوطنية وبهويتنا الصحراوية المغربية في إطار الوحدة الوطنية. ٭ محمد جمجي (رئيس ودادية متطوعي المسيرة الخضراء ببوجدور) أعظم مسيرة منذ فجر التاريخ ان متطوعي المسيرة الخضراء يعتزون بهدا الحدث ولهم الشرف العظيم بأن يكونوا من أسسوا لهذا الحدث التاريخي، مضحين بالغالي والنفيس من أجل صون وحدة الوطن بعيدا عن المزايدات الضيقة. إن مصلحة الوطن تعتبر فوق كل اعتبار. هذا ماجعلنا نفتخر بهذه المناسبة ونقول حقا إن عظمة هذه المسيرة الحسنية من الناحية البشرية هي اعظم مسيرة منذ فجر التاريخ. شارك فيها 000 350 مواطن ومواطنة. عندما نراجع كتب التاريخ، يتبين لنا انه لم يسبق لأية دولة عظمى أن نظمت مسيرة مثل مسيرة الفتح عبر التاريخ. ومند سنوات ونحن نعيش نشوة المسيرة الخضراء يوميا وسنة بعد سنة نعيشها بأكبادنا وافئدتنا وعقولنا وسواعدنا وأموالنا وفلذات أكبادنا وأصبحت هدفا قدسيا لايمكن لأي واحد أن يتناساه أو يتنكر له، ومن المتطوعين من قضى نحبه ومنهم من استشهد ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا .كانت المسيرة الخضراء مسيرة سلمية سلاحها كتاب الله والدفاع عن الحق والمشروعية وكتب الله لها النصر، تصديقا لقوله تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) . وأن هذا الحدث العظيم سيبقى وسيظل مفخرة للأجيال الصاعدة. ٭خيارهم حمدناه أنا مغربية وسأبقى دائما مغربية المسيرة الخضراء عمت علينا بالنفع والخير الكثير وجعلت المرأة الصحراوية تتبوأ مكانة عالية أهلتها لتحمل المسؤولية في عدة مجالات حيث أن المرأة أيضا شاركت بجانب اخيها الرجل حاملة كتاب الله مدافعة عن وطنها ، كما تلقن اطفالها دروس المواطنة ومحاربة الأمية وساهمت في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية . ان المرأة الصحراوية تدرك جيدا مدى جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقها فهي حاضرة في كل وقت وحين لتقول بصوت مرتفع «أنا مغربية وسأبقى دائما مغربية الى أن يرث الله الأرض ومن عليها».