ها هي الصورة أخذت تتوضح .. هاهم مسيرون يتركون مكانهم في دفة تسيير أولمبيك آسفي لكرة القدم ويأتي آخرون. ما الذي وقع حقيقة في الجمع العام الأخير للأولمبيك ... ولماذا تغيب غايبي وبنعمر والآخرون؟ منذ الصيف الماضي والنقاش دائر حول أوضاع الأولمبيك.. هناك الخطاب الذي يتحدث عن الأزمة في التدبير والتسيير ويقدم بدائل «بلاستيكية» ويرمي من وراء ذلك إلى الاستحواذ على مداخل القرار داخل المكتب، ومن هناك تهيئته كحصان انتخابي مفترض لمستقبل الأيام. وهناك الخطاب الذي يتميز بعقلانيته وهدوئه والذي يستحضر في تحليله وضع استراتيجية رياضية للفريق والنادي، تكون بمثابة خارطة طريق حقيقية لإحداث قفزة نوعية عميقة في تاريخ الرياضة المحلي. بين هذين الخطابين طال النقاش، وتعددت الطروحات ودخلت السياسوية على الخط. ولأن الخطاب الشعبوي، والذي تبدت ملامحه في المؤسسات التمثيلية بآسفي، له امتدادته وعلاقاته النافذة وأغلبية لا تؤمن بالبرامج، فإنه في النهاية «انتصر» على الخطاب العقلاني ذي الرؤية العميقة والقراءة الموضوعية للواقع الرياضي ليس في آسفي فحسب، ولكن في المغرب الرياضي برمته، وتلك هي المفارقة الغريبة. نتائج الجمع العام أو ما تبقى من الفصل الأخير المعلق من الجمع العام المفتوح، قادت شخصية لا تجربة لها على الإطلاق إلى رئاسة الفريق، مدعومة من طرف مجموعة تسيطر على المجالس والغرف ومقاعد البرلمان، مستعيرين لعبة الخيوط والأيادي.. في صنع مكتب جديد . هذه النتيجة شكلت صدمة للرأي العام المحلي وألما عميقا لدى غالبية الشارع الرياضي المسفيوي. الكل تفاجأ بالطريقة التي جرى بها الجمع العام والأساليب الموظفة في تضييق الخناق على بعض المسيرين ممن أثبتوا كفاءتهم منذ صعود الفريق للقسم الوطني الأول، ليس فقط في نظافة اليد، بل لتوفرهم على تصور حقيقي لبناء وتقوية الفريق وتوفير وسائل الاستقرار في تدبيره. هذا الخطأ التاريخي لن تغفره المدينة للرئيس المؤقت والذي انسحب وسط المعركة.. ألم تكن له مهمة محددة في الزمان والمكان، وقد أنجزها والسلام ؟؟ السؤال المطروح اليوم .. في بلادنا توجد كفاءات حقيقية لها غيرة وطنية وتريد المساهمة في تطوير القطاعات المنتجة كل من موقعه.. والإفادة بتجربتها.. كفاءات ذات منهجية علمية وفكر عقلاني في التحليل تريد توظيف تصور متطور في التدبير والتسيير. سوء التدبير الذي عرفته آسفي، انتقل إلى أولمبيك آسفي، أي انتقل إلى الرياضة، فقط لأنهم عرفوا أن الميزانية ستصبح ثابتة وبالملايير، وأن المكتب الشريف للفوسفاط سيدعم فريق الكرة. بدون تجني أو مزايدة .. اقرأوا الفاتحة على الأولمبيك، هذا الانقلاب الخطير الذي وقع، سيكون له مايليه، وتداعياته لن تظهر في سنة أوسنتين، سيرى الجميع، والأيام بيننا.