وأخيرا عقد فريق أولمبيك أسفي لكرة القدم جمعه العام السنوي مساء يوم الثلاثاء الأخير بالقاعة المغطاة بالكارتينغ، والذي تميز، لأول مرة في تاريخ الفريق منذ التحاقه بقسم الصفوة، بعدم انتخاب مكتب مسير جديد بالرغم من المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي بالإجماع، لتظل أشغال الجمع العام مفتوحة على كل الإحتمالات في انتظار اللقاء المرتقب مع المسؤولين في المكتب الشريف للفوسفاط بأسفي لتقديم الرد النهائي حول طبيعة العلاقة التي ستجمع الطرفين في المستقبل القريب. وقد انطلقت أشغال الجمع في حدود الساعة الثامنة مساء بتأخير دام زهاء الساعة عن الموعد المحدد سلفا، وحضره قرابة 60 منخرط، حسب معاينتنا للحاضرين داخل القاعة، لكن المفاجأة الأولى التي ستهز أركان القاعة كانت حينما أعلن رئيس الفريق السيد خلدون الوزاني بأن عدد المنخرطين الذين هم في وضعية قانونية تخول لهم المناقشة والتصويت والترشح لا يتجاوز 20 منخرط، أكثر من ذلك فقد تلا الكاتب العام للفريق السيد الطيب الدويش لائحة بأسمائهم، لنصل إلى المفاجأة الثانية وهي أن عددا كبيرا من أعضاء المكتب المسير الحالي لم يسووا وضعيتهم المالية والإدارية داخل الآجال القانونية المنصوص عليها في القوانين الأساسية المنظمة لكرة القدم. مسلسل المفاجآت لم يقف عند هذا الحد، بل ستكون المفاجأة الثالثة من نصيب بعض المنخرطين الذين أكدوا في مداخلاتهم الكثيرة والطويلة بأنهم، سبحان الله، لا يعرفون شيئا عن واجبات وحقوق المنخرط، بل لا يفقهون شيئا في بنود القوانين الأساسية والداخلية المنظمة للنوادي الرياضية ببلادنا. وبالرغم من شروحات رئيس الفريق، وكذلك عضو المكتب الجامعي ورئيس المكتب المديري للنادي السيد أحمد غايبي، وأيضا المندوب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة السيد محمد أيت الحلوي، فإن تدخلات المنخرطين ظلت تدافع عن نفس الطروحات، ليتم في الأخير انسحاب عدد قليل من المنخرطين الذين غادروا القاعة قبل أن يتم قبول ملتمسات المنخرطين الذين شكر بعضهم المكتب المسير للفريق الذي خرق القوانين المنظمة للجموع العامة وسمح للجميع بإمكانية المناقشة والتصويت وربما كان سيسمح لهم أيضا بالترشيح لعضوية المكتب المسير الجديد. هذا التوافق العجيب والذي برره البعض بضرورة مراعاة مصلحة الفريق سيكون إشارة قوية لطبيعة ومستوى كل المنخرطين الحاضرين والذين يمثلون برلمان فريق أولمبيك أسفي، بحيث كانت المفاجأة الرابعة حينما أكد أحد المتدخلين، والذي هو أيضا عضو بالمكتب المسير للفريق، بأنه لم تتم المصادقة على التقريرين الأدبي و المالي داخل اجتماع المكتب المسير قبل عرضه على أنظار الجمع العام، كما أن باقي المنخرطين لم يتوصلوا بنسخ منهما إلا ثواني قليلة قبل انطلاق أشغال الجمع العام. و كان الكاتب العام للفريق قد تناول الكلمة لتلاوة التقرير الأدبي (دامت مدته 15 دقيقة) والذي ابتدأه بزف خبر التحاق 19 منخرطا جديدا بالفريق دون الإفصاح عن العدد الإجمالي للمنخرطين، بعد ذلك قسم محتويات تقريره إلى شطرين: الأول يخص الأنشطة والمنجزات (أنشطة المكتب المسير، إدارة الفريق، تمثيلية ألأولمبيك داخل المكتب الجامعي الجديد، أعمال اللجان؟ مركز التكوين، عقود اللاعبين) والثاني يتعلق بالنتائج الرياضية (احتلال الأولمبيك الرتبة 11 ، الإقصاء من دور ثمن كأس العرش، نتائج الصغار والفتيان والشبان، مدرسة كرة القدم: 160 طفلا). مباشرة بعد ذلك تلا أمين المال «ورقة تقديمية للتقرير المالي» بالعربية ودامت مدتها 7 دقائق، و لم يقدم تفاصيل التقرير المالي المفصل والمكتوب بالفرنسية، والذي استهله بالقول بأن الموارد المالية للفريق وصلت الى 16.6 مليون درهم، في حين كانت السنة الفارطة 10.50 مليون درهم، أما مصاريف هذا الموسم فقد حطمت الرقم القياسي في تاريخ الفريق بوصولها سقف 16.90 مليون درهم عوض 13.10 في الموسم الفارط. الأمين أشار أيضا إلى أن الفريق استفاد كثيرا من بيع مهاجمه الإيفواري بوريس لاندري كابي و الذي وصلت قيمت إعارته و بيعه أكثر من 6 ملايين و 200 ألف درهم. و أضاف بأن منح المؤسسات المنتخبة و بعض المؤسسات الاقتصادية تشكل الجزء الأكبر من المداخيل بمجموع 5.8 مليون درهم مع احتساب حقوق البث التلفزي والتي لا يتجاوز مبلغها 2 مليون درهم، أما الهبات والمساعدات فقد قاربت هذه السنة 400 ألف درهم عوض فقط 10 ألاف درهم في الموسم السابق، لتظل النقطة السوداء في هذا التقرير هي المداخيل الصافية للمباريات والتي لم تتعد حدود 260 ألف درهم مقابل 350 ألف درهم السنة الماضية، أما المداخيل الاستشهارية فقد عرفت انخفاضا هذه السنة من مبلغ مليون و 840 ألف درهم إلى مليون و 300 ألف درهم مع التذكير بأن بعض المستشهرين لازالوا لم يؤدوا ما بذمتهم للفريق. وقد اختتم أمين المال تقريره بالتأكيد على تفائل الجميع فيما يخص المستقبل المالي للفريق، حيث أكد للحاضرين بأن إدارة المكتب الشريف للفوسفاط قد التزمت، بعد تدخل وإلحاح السيد والي جهة دكالة-عبدة، بتعميم بنود الاتفاقية الموقعة مع نادي الدفاع الحسني الجديدي لتشمل نادي أولمبيك أسفي. بعد ذلك فتح باب المناقشة أمام المنخرطين والذين جاءت أغلب مداخلاتهم بعيدة كل البعد عن ملامسة المشاكل الحقيقية التي يعاني منها فريق بحجم الأولمبيك، أكثر من ذلك فلم نلمس في وقت من الأوقات قدرة المنخرطين على لعب دور القوة الاقتراحية الكفيلة بدعم الفريق ماديا وفكريا في أفق وضعة على السكة الصحيح، سكة المؤسسة الكروية الحديثة. وبعد انتهاء النقاش المحتشم، صوت الحاضرون كلهم بالإجماع وبرفع الأيادي على التقريرين الأدبي والمالي، ليقدم المكتب المسير استقالته، بعدها غادر الرئيس السابق خلدون الوزاني قاعة الاجتماع، وبعد أخذ ورد، اقتنع ووافق الجميع على اقتراح السيد أحمد غايبي بضرورة تأجيل انتخاب المكتب المسير الجديد للفريق إلى مدة زمنية لا تتجاوز الأسبوع إلى حين التوصل برد نهائي ومسؤول من المسؤولين عن المكتب الشريف للفوسفاط حول طبيعة العلاقة التي ستربط مستقبلا هذه المؤسسة الاقتصادية بفريق الجهة الثاني أولمبيك أسفي لكرة القدم.