تكاد تنتهي أشغال إنجاز حوض« درب الديوان» لاستيعاب التساقطات المطرية الاستثنائية، و جهة الدارالبيضاء الكبرى مازالت بحاجة إلى عدد من البنيات التحتية الضرورية في مجال التطهير السائل، لحماية الساكنة والمنشآت والشبكات الطرقية من الفيضانات والتدفقات المائية القوية. ومن المتوقع أن تتعزز الجهة بالقناة المجمعة الغربية الكبرى لواد بوسكورة لتجنيب المدينة مخاطر الفيضانات المحتملة في حالة واجه الوادي صعوبة في السيلان بسبب انسداد مجراه. في هذا الحوار، يقدم الطاهر العكال مسؤول ب«ليدك» عن مشروع القناة المجمعة الغربية الكبرى ، بعض التوضيحات بشأن خصوصيات هذه المنشأة.. ما هو انعكاس القناة المجمعة الغربية الكبرى على الدارالبيضاء؟ لابد في البداية من التذكير بأن الماء يتميز بذاكرة قوية، والوادي الذي يُحرم من مجراه الطبيعي، يكون مضطرا حينما تكون الأمطار قوية، إلى البحث عن مسالك أخرى يجري فيها، مما يؤدي إلى التدفقات المائية التي كلما كانت استثنائية في وادي بوسكورة، كلما اخترقت أهم شوارع المدينة انطلاقا من مكتب الصرف إلى غاية محطة القطار الدارالبيضاء الميناء. وقد تبين من خلال مكتبنا للدراسات أن القناة المجمعة الغربية الكبرى ستؤمن الجهة الجنوبية الغربية للدار البيضاء من فيضانات «واد بوسكورة». وتكمن أهمية القناة في أنها ستمكن الوادي من منفذ يوصله إلى البحر بعد أن كان المخرج إليه تعرض إلى الانسداد بفعل وتيرة و ازدياد التعمير، إضافة إلى أهمية تقوية البنية التحتية الأساسية للتطهير الخاصة بالمياه المطرية في المنطقة الغربية للدار البيضاء، منها مناطق فيرارة، الألفة، الحي الحسني... التي ارتفع فيها معدل التعمير، و كذا إمكانية فتح جميع مناطق الجنوب الغربي للمدينة في وجه التعمير. قبل مدة لم نكن نعرف شيئا عن فيضانات «واد بوسكورة»، بم تفسرون ذلك؟ من المهم جدا التذكير بأن واد بوسكورة كان في البداية يخترق الدارالبيضاء و يصب في المحيط الأطلسي مباشرة شرق المدينة القديمة، ثم تعرض مجراه منذ بداية القرن العشرين، للانسداد بسبب التوسع العقاري و سرعة التمدين على الخط بين طريق الجديدة و الميناء. هكذا بدأ الوادي يصب في شبكات التطهير السائل الواقعة قرب جامعة الحسن الثاني، و نتجت عن ذلك مشاكل مرتبطة بالتساقطات المطرية القوية (1996 -1997)، و أيضا بأمطار سنتي2001 و 2002 و ما خلفته من خسائر سجلت في المحمدية بشكل خاص مع فيضان الواد المالح. هذه الأمور أدت إلى اتخاذ السلطات المحلية قرار مواجهة مشكل تدبير مختلف الأودية التي تخترق جهة الدارالبيضاء و خاصة «واد بوسكورة». و في هذا السياق سيتم إنجاز قناة مجمعة توصل مجرى وادي بوسكورة إلى البحر و تجنب عددا من مناطق المدينة التدفقات القوية للمياه المطرية. فالأمطار التي تسقط مرة كل مائة سنة من الممكن أن ينتج عنها عند مدخل الوادي ( مدخل الدارالبيضاء)، منسوب للمياه يتجاوز 100 متر مكعب في الثانية، في حين أن الطاقة الاستيعابية لقنوات التطهير التي يصل إليها «واد بوسكورة» لا تتعدى مترين مكعبين في الثانية. و هذه القناة المجمعة الغربية الكبرى التي تشرف على إنجازها ليدك، تمثل مشروعا كبيرا يروم من جهة، وقاية الدارالبيضاء من مخاطر فيضان الوادي ، و من جهة أخرى تقوية شبكة تصريف المياه المطرية بالجهة الغربية . وهي قناة عبارة عن ممر تحت أرضي طوله 6,3 كلم وأعماقه تصل في بعض الأماكن إلى 40 مترا، حيث يتوقع أن تنطلق أشغال المشروع، على أبعد تقدير، في بداية 2010، مع الإشارة إلى أنه تمت الاستعانة بخبرات مجموعة «سويز البيئة» الدولية ، بحيث تمت تعبئة 10 خبراء دوليين مختصين في مجال الأشغال تحت الأرضية. هل لكم أن تعطونا فكرة عن الغلاف المالي للمشروع؟ يمول هذا المشروع في إطار شراكة بين وزارة الداخلية و كتابة الدولة المكلفة بالماء و البيئة، عبر الصندوق الوطني للتطهير السائل و تصفية المياه المستعملة، ثم صندوق أشغال التدبير المفوض الذي تشرف عليه ليدك. و بالتالي فالقناة استثمار مهم تفوق تكلفته الإجمالية المليار درهم. مع الإشارة إلى أن الأشغال من المتوقع أن تنطلق مع نهاية السنة الحالية (2009) و بداية سنة 2010 على إثر الانتهاء من تحديد التركيبة المالية للمشروع، حيث حددت الدراسات مدة الإنجاز في ثلاث سنوات بما يسمح بتشغيل القناة في فصل الشتاء برسم سنة 2012 . القناة المجمعة الغربية الكبرى تمتد القناة على 7 كيلومترات طولا و تبلغ 40 مترا عمقا حسب كل موقع، وستنجز بأحدث التقنيات، و بواسطة آلة حفر صممت خصيصا لهذا المشروع، حيث ستأخذ القناة شكلا دائريا قطره 4 أمتار. ستمكن القناة المجمعة الغربية الكبرى من تصريف صبيب 65 مترا مكعبا في الثانية عبر التدفق في مساحة فارغة و بمعدل 83 مترا مكعبا في الثانية، و ذلك أثناء تدفق شديد. و هو ما يوازي تساقطات مطرية تحدث مرة كل 20 سنة، مما يمثل مستوى جيدا للسلامة بالنسبة لمدينة في حجم الدارالبيضاء. وستمر القناة بشكل أساسي من أحياء منطقة غرب الدارالبيضاء، مع الإشارة إلى أن نقطة الانطلاقة تتواجد بين طريق القدس و الطريق 1077، تحديدا قرب مدار «عزبان» بطريق الجديدة. بعد ذلك يسلك النفق امتداد شارع القدس بالحي الحسني و سيخترق طريق أزمور على مقربة من مركز المصدر الكهربائي (الجهد العالي) المسمى «دار بوعزة»، و ذلك قبل أن ينفذ إلى المحيط الأطلسي. تم تصميم المنشأة لاستقبال المياه التي تأتي عبر واد بوسكورة، و تتكون من: منشأة للتصريف عبارة عن قناة شبه منحرفة طولها حوالي 400 متر و عرضها 3 أمتار و 50 سنتمترا في السفح و تتوسع تدريجيا لبلوغ 20 مترا. وذلك سيمكن من تقليص سرعة المياه التي ستصل إلى نفق يتراوح عمقه عند الانطلاق بين 17 و 20 مترا. آبار لولوج القناة و للتهوية: على طول الممر تحت الأرضي، تستعمل الآبار للولوج إلى القناة المجمعة و أيضا لتهويتها، و تمكن أيضا من التقاطع مع قنوات تجميع مياه الأمطار للأحواض الحضرية التي يخترقها النفق في اتجاه البحر. منفذ للقناة المجمعة مدمج في محيطه: سيوضع مخرج القناة المجمعة في جانب يمكن من الإرجاع إلى البحر بدون التسبب في خلق واجهة مع التمارجات البحرية. إضافة إلى ذلك، أنجزت دراسة من أجل أن يكون المنظر الطبيعي لمنفذ القناة مدمجا تماما في محيطه. لن تستعمل القناة إلا لتصريف المياه المطرية: سيتم اعتراض صبيب أدنى مستوى الوادي أو صبيب التسربات المحتملة قبل الوصول إلى البحر و توجيه ذلك نحو شبكة التطهير السائل القريبة. سيتم استعمال جهاز متطور جدا من أجل ضمان أن تعمل القناة المجمعة الغربية الكبرى بالتصريف نحو البحر فقط في فترة التساقطات الكثيرة، وستخضع هذه القناة للتتبع والمراقبة عن بعد من خلال المكتب المركزي للقيادة BCC (ليدك).