من أجل عقد دورة أكتوبر فقط اضطر مكتب مجلس مدينة الدارالبيضاء إلى عقد ثمانية اجتماعات لم يحضر منها ساجد سوى في اجتماعين، وهو رقم قياسي من حيث عدد الاجتماعات، إذ من المعلوم أن المكتب خلال الولاية السابقة كان يعقد 4 اجتماعات في كل سنة، وهي «لقاءات » تسبق الدورات الأربع التي تشهدها السنة! سبب تحقيق هذا «الرقم القياسي» من الاجتماعات يعود الى سياسة شد الحبل بين أعضاء المكتب وساجد، فالأعضاء الخمسة الذين يمثلون حزب الأصالة والمعاصرة داخل المكتب (وهي الأغلبية داخله)، يقفون عند كل نقطة يطرحها ساجد ويطلبون تفصيلاتها مع حضور التقنيين للمزيد من الشرح! مصدر من مجلس مدينة الدارالبيضاء، أكد لنا بأن ساجد حضر في الاجتماع الأول وانسحب خلال الاجتماع الثاني ولم يحضر إلا في الاجتماع الأخير لأن الدورة على الأبواب، وقد خضع لقرار النواب الخمسة الذين كانوا مدعمين بممثل حزب العدالة والتنمية داخل المكتب، بحذف خمس نقط، كان ساجد قد أدرجها في جدول الأعمال، منها نقطة متعلقة بترخيص شراء أراض توجد بمنطقة لهراويين من طرف شركة ليدك كي تقيم فيها خزانات للمياه الشتوية! واضاف هذا المصدر بأن الأثمنة المقترحة من طرف «المدينة» على أصحاب هذه الأراضي جد مرتفعة، وهو ما تم رفضه من طرف أعضاء المكتب الذين اعتبروا بأن توفير هذا النوع من الأراضي تفرضه الدولة على المنعشين العقاريين، وهي عملية جاري بها العمل ولا شأن لمجلس المدينة بها. المعارضة التي يبديها أعضاء الأصالة والمعاصرة تجاه ساجد داخل المكتب، وكما أوضح لنا ذلك عدد من المتتبعين للشأن المحلي، تدخل في إطار «رد الصرف» للرئيس الذي اعتبره الأعضاء لمذكورون أنه خذلهم خلال انتخاب المكتب الحالي بدعمه لحزب العدالة والتنمية كي يمثل في المكتب، وهو قرا معاكس للاتفاق الذي تم بين ساجد والأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال الذي تمت التضحية به داخل قاعة التصويت! التعثر الذي سبق أول دورة من عمر المجلس الحالي، يدفع إلى التساؤل: هل سيقبل ساجد في المستقبل أن تتكتل حوله معارضة داخل المكتب سيصعب معها تصريف جداول الأعمال والذهاب الى الدورة بشكل موحد؟ أم أنه سيجابه هذه «المعارضة» ويلجأ إلى الانفرادية في القرارات كما كان يفعل في السابق؟ والسؤال المهم في هذا كله هو: هل الأغلبية المتحالفة مع ساجد منسجمة، وإذا ما كانت غير ذلك فماذا سيكون مصير الدارالبيضاء؟! أحد الأعضاء في المجلس قريب مما يجري، صرح لنا بأن المكتب لن يستمر، وفي القريب ستطفو على السطح بعض المفاجآت!