تستضيف باريس على مدى ما يقرب من السنة، الثقافة والحضارة التركية التي تعد رمز لتعقد التاريخ والجغرافيا، وذلك بالنظر إلى حجمهما وجمالهما. فممر البوسفور لا يفصل بين أروبا وآسيا فقط، كما يتصور البعض بل يجمع بين الناس، إضافة إلى أن تركيا عبر القرون لم تتوقف على الإطلاق عن كونها الباب الذي يفتح القارة الأوروبية على العالم الشرقي. وحول هذه التظاهرة الثقافية يقول عمدة باريس «برتراند دو لانوي»: « إنه فخر لباريس أن تستضيف هذا الموسم الخاص بتركيا بشراكة مع إسطنبول، وهناك أكثر من مشروع لجعل تركيا ضيف شرف العاصمة الفرنسية، فعلى سبيل المثال، يقوم البيت الأوروبي للتصوير باستضافة كثير من المعارض التي تعكس الفن التشكيلي التركي إلى جانب الأعمال التراثية، كما يستضيف متحف اللوفر ثلاثة معارض فنية حتى شهر مارس من العام القادم». أما مهرجان باريس للسينما فقد أشاد بالسينما التركية الجديدة، كما سيتم تكريم المخرج السينمائي الحاصل على جائزة «كان» في العام الماضي «نوري بيلجي جيلان» عبر منحه وسام مدينة باريس. هذا إلى جانب تنظيم العديد من العروض والمحاضرات والأمسيات الموسيقية. كما سيقوم معهد الثقافات الإسلامية بالتعاون مع مسرح الشاتليه باستقبال أكبر فرقة للموسيقى الكلاسيكية في إسطنبول، إلى جانب أمسية شعرية خاصة بالشاعر التركي ناظم حكمت. ومن نصوصه الجميلة نص بعنوان «نوبة قلبية»: إن كان نِصْفِ قلبِي هنا .. يا طبيب فالنصف الآخر في الصين مع الجيشِ المتحرك نحو النهرِ الأصفرِ في كُلّ صباح يا طبيب ... كُلّ صباح عند شروق الشمس يسمع أهل اليونان خفقان قلبي وكُلَّ لَيلة يا طبيبي حين ينام السجناء وتجد المستشفى قد صارت مَهْجُورةُ يَتوقّفُ قلبُي كبيت قديم و خَرِب في إسطنبول وبعد ذلك بعشْرة سَنَواتِ كُلّ ما أستطيع أن أقدمه لأهلي الفقراءَ هي تلك التفاحة التي بيدي فقط تفاحة واحدة حمراء . . قلبـي. وذلك يا طبيب، أراه السببُ لهذه "النوبة القلبيةِ لَيس النيكوتين أو السجن أَو حتى "تصلب الشرايين" أَنْظرُ إلى الليلِ من بين القضبان و بالرغم مِنْ الثقل الجاثم على صدرِي قلبي لا زالَ يَنبض مع أضواء النجومِ البعيدة».. أما وزير الثقافة والاتصالات، فريدريك ميتران، فيرى أن: «فرنسا قد حاولت خلال هذا العام المخصص لتركيا، القبض على جميع جوانب تركيا من حيث التنوع والحداثة». فبرنامج العام طموح جدا، يحتوي على أكثر من 400 حدث ثقافي واقتصادي، مع الحرص الكامل على تواجد المثقفين الفرنسيين والأتراك من أجل تسليط الضوء على عديد من الأحداث التي تعد قاسما مشتركا بين فرنسا وتركيا في كافة المجالات بما فيها المأكولات.