بعد التسمم الغذائي الذي تعرضت له أسرة كاملة نجم عنه وفاة طفلين من نفس العائلة، وفي غياب الصحة بتالسينت والإسعافات المستعجلة، نقل الابن الثالث صحبة الوالد إلى الرشيدية لإنقاذ حياتهما، حيث لم تستطع اللجنة الطبية المبعوثة تحديد أسباب هذا التسمم وعزته الى تسمم مجهول، وأضحى من المسكوت عنه من قبل المندوبية الإقليمية . مباشرة عمت حركة انتقالية خاصة بهيئة الأطباء، استفاد منها أربعة منهم كالتالي: طبيبان من جماعة تالسينت و 1 طبيب من جماعة بومريم و1 طبيب من جماعة بوالشاون، لتجد ساكنة هذه الجماعات نفسها دون طبيب ولا معوض لحد الساعة، ولم تكلف المندوبية الإقليمية نفسها عناء التعويض لأنها تعرف حقّ المعرفة وتعلم علم اليقين، وهي تؤشر على طلبات انتقال هؤلاء بالقبول، دون ملاحظة شريطة التعويض، أنها ستزيد من الوضع الصحي بهذه المناطق تعقيدا وحرجا ، الشيء الذي عانت منه هذه الجماعات خلال شهر رمضان المعظم بكامله وقبله وتعاني منه لحدّ الآن ، فراغ صحي، الشيء جاء على لسان رئيس جماعة تالسينت. والمواطنون الذين يقصدون هذه المستوصفات الفارغة ، يُحوّلون اتجاههم صوب صيدلي قديم وهو «فكاك لوحايل»، في انتظار ما ستجود به سماء المندوبية الإقليمية للصحة من تعيينات سرابية جديدة طال أمدها، زادت من اكتواء الجماعات بهذا الخصاص، وتعرف الآن جماعة عين الشعير هي الأخرى نفس الخصاص من الأطباء إذ سُمح لطبيب بالمغادرة كذلك دون تعويض . وأمام هذا الوضع الصحي المزري بهذه المناطق، فالمندوبية الإقليمية للصحة بالإقليم كما السلطات الإقليمية والمحلية تزكي هذا الفراغ بسكوتها، الشيء الذي سمح برفع عدد الجماعات دون أطباء إلى نصف الجماعات بالإقليم 4 من 10 وكلّها بالعالم القروي. نحن أمام وباء خطير يستدعي اليقظة والترقب ( أنفلوانزا الخنازير)، موضوع المذكرات الصادرة إلى رؤساء جميع القطاعات تحسبا وحيطة وخصوصا بقطاع التعليم، علما كذلك أن المجال الجغرافي لهذه الجماعات يسمح بتناميه، والمسؤولية الجمّة المنوطة بقطاع الصحة بالإقليم وبالخصوص في هذه المناطق النائية تستدعي التحرك وبكل استعجال حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه وحينها لا ينفع الندم.