يعرف الأمن الوطني حركة غير عادية يتابعها الرأي العام بكل اهتمام، وكله ثقة بعد الارقام التي كشفتها الحركية الجديدة، لا سيما وأنها طالت كل مواقع الجريمة ومستويات الانحراف. لقد اختارت أجهزة الأمن، بقيادة الشرقي الضريس، أن تباغت المجرمين والمنحرفين في مواقعهم عوض أن تنتظر خروجهم الى الشارع العام لزرع اللاأمن والخوف والقلق في أوساط المواطنين. ولا يمكن إلا أن نبارك هذه الخطوات ، ولعله سيكون من المنصف والعقلاني أن ننتبه الى لغتنا الصحافية وهي تتابع ما يقع، ونحن بدورنا لم نسلم من عبارات مثل الانفلات الأمني هنا وهناك، والحال أن الانفلات الأمني يكون في دول بلااستقرار أو تلجأ الى فيالق شبه عسكرية لرد الفوضى ، وهو أمر لا يصدق بتاتا على بلادنا. كما أننا في المعالجة نميل أحيانا الى التشخيص ، وليس من عادتنا أن نشخص ، عندما يتعلق العمل بالمؤسسات الوطنية، والأمن الوطني ، بالذات يحظى باحترام جريدتنا، ومسؤوليها. كما أنه نابع من صميم هذا الشعب بأبنائه وموظفيه ومسؤوليه، ولسنا في حاجة بالفعل لكي نعيد تكرار ذلك. وعندما ننتقد، كما قد ننتقد أنفسنا، قد نتوفق أحيانا في العبارات وفي زاوية النظر أو لا نتوفق استثناء، لكننا نقول بأننا مع العمل الذي تقوم به مختلف الاجهزة في حماية المواطنين وردع الجريمة وتهذيب الفضاء العمومي..