قبر جاهز إذا كانت المصالح المعنية بشؤون الدفن قد تغاضت عن المجانية المنصوص عليها قانونيا وتركت الأمور في يد العبث لتصل فاتورة الدفن في مقابر المسلمين إلى 500 درهما للقبر يتساوى في ذلك الغني والفقير ، فإن شركة للخدمات الاتصالية قد أحدثت المفاجأة بفاس ، واقترحت على العموم من زبنائها فرصة ذهبية . فالشركة لم تكتف بتجهيز قبر في الشارع العام ، بل أتاحته لزبنائها وعموم الناس بالمجان 7/7 و24/24 ، ولمن يود التأكد من أن الأمر ليس دعابة ثقيلة ، ندعوه لزيارة فضاء المرينيين بمنطقة ظهر الخميس بفاس ، وهي منطقة سياحية من خمس نجوم . حيث القبر جاهز بمواصفات مريحة ، المضحك والمبكي في العرض أنه بلا شاهد ، فالشركة لدواعي وأسباب أمنية ، لم تشر لا من قريب ولا من بعيد إلى أن الأمر يتعلق بورش «بقبر» ، ربما بعد أن تقود الصدفة مواطنا ثملا أو أعمى ليتم تثبيت رسمي وفي احتفال كرنفالي إعلامي . حديقة بن دباب تتبلط سبق لجريدة لجريدتنا أن ألمحت إلى أن اغتيال كل ما هو أخضر هو جزء من إستراتيجية حكماء الاستحقاقات وسماسرتها للمرحلة الراهنة بفاس ، وهاهي ذي الأيام تؤكد صدق ما ذهبت إليه ، إذ فور الانتهاء من أشغال» أسمنة» الاخضرار وتبليطه بحديقة النرجس الكبرى ، جاء الدور على حديقة بن دباب ، إذ شرعت الجرافة قبيل أيام في اقتلاع أشجار النخيل الذي تحدثت مصادر عن جلبه في إطار صفقة جماعية من قطر بحوالي 9 ملايين ، أما اليوم الذي لا اخضرار فيه بفاس الفيحاء فان لناضره قريب سوق الخضر ببن سليمان هذا مدخل سوق الخضر الرئيسي بالنسبة لساكنة مقاطعة المرينيين بأعحيائها العملاقة تجزئة الدولة والحي الجديد وظهر الخميس ولابيطا وبنزاكور، فإذا كانت الصورة تغني عن كل تعليق ، المضحك المبكي في المسالة أن 90 بالمائة من النفايات والقاذورات صادرة عن ومن اولئك المستنفرين عقب كل آذان ، فمالذي يمنع هؤلاء من اعتبار النظافة جزء من الإيمان؟ ولم لا يمنعهم وازعهم الديني عن تكديس الازبال والنفايات في الدرج وفي الزوايا والمدخل الرئيسي للسوق ورميها بالمكان المخصص لها بدل الإلقاء بها فوق السطوح الآيلة للسقوط على رؤوسهم ؟ الشبابيك الاتوماتيكية الشبابيك الاتوماتيكية بمعظم للابناك باتت تحت رحمة المجرمين وذوي السوابق خاصة رغم تجهيزها بأجهزة مراقبة الكترونية ، وحرس خاص ، ولعل وكالة البنك الشعبي لحي بندباب وسيدي بوجيدة النموذج الصارخ للظاهرة ، فما يكاد الزبون البنكي يجد له طريقا وسط زحف المقاهي واحتلالها الغبي للشارع العام وسط جحافل من باعة التجوال حتى يصطدم بوجوه مقطبة وأخرى متربصة تقف له بعناد أمام الشباك ، وكأنما تخاطبه ، « نحن هنا رغم كل ما يقال « ولعل ما حدث لسيدة قبيل أسابيع من الصدمات الكبرى التي يعجز الواقع عن هضمها ، ذلك أن منحرفا أجبر إحدى السيدات على إملاء رقمها السري أمام الشباك تحت تهديد السلاح ، فيما أرغمت كي تتظاهر كما لو أن الأمر يعني مساعدة بداية الأمر ، وتمكن اللص من سحب مبلغ 1000 درهم، وفيما يشبه النكاية والتشفي ، اجبرها ثانية على إملاء قنها السري بطريقة توحي للمنتظرين من الزبناء إن الأمر يتعلق بزوجين ، ولم ينته الأمر إلا عند سماع السيدة تقول والله غير 1000 درهم لي عندي اخويا ، غير ما ضربنيش ..» ولما اقتنع اللص طلب من صديقه تمزيق البطاقة ، إلا أن الأخير خاطبه « قد نحتاج إليها مرة أخرى» .. وانصرفا لا يلويان على شيء فيما أغمي على السيدة وتم استدعاء الإسعاف .