افاد مسؤولون امريكيون ان الشرطة الافغانية تعاني من نقص في التدريب والمعدات والمشرفين ممايعرقل جهود تسليمها مسؤولية الامن الداخلي. كما يزيد انتشار المخدرات والانقسامات القبلية والفساد وارتفاع نسبة الاستقالات من صعوبة الجهود لبناء قوة ذات مصداقية وقادرة على حماية الشعب من حركة طالبان والتصدي للجرائم بشكل عام. ويبرز بعض هذه المشاكل في قرية غولستان في اقليم فرح حيث يقوم فريق عسكري اميركي بتدريب47 شرطيا افغانيا جديدا. ويستفيد هؤلاء الشرطيون من استراحة بعد اربع ساعات من الدروس في مهارات مثل استخدام الاسلحة وتفتيش المنازل والعربات, ليأخذوا قيلولة على اسرة حديدية تحت وهج شمس الظهيرة. وقال المدربون الاميركيون انه وعلى الرغم من حماس واهلية بعض العناصر الجدد الا ان صقل المهارات عملية تستغرق وقتا بينما الحاجة ملحة على الارض مع تزايد وتيرة هجمات طالبان. وقال السرجنت تشارلز الن غاريت من اللواء الثاني من قوات مشاة البحرية «لا اعتقد انه من الممكن تسريع العملية اكثر من ذلك». واضاف «ليسوا معتادين على اجواء الدرس. يريدون اخذ استراحة لشرب الشاي كل بضع دقائق, لذلك نحاول العمل باسرع ما يمكن. يستمتعون احيانا بالتدريب, لكنهم في ايام اخرى لا يريدون سوى النوم» حتى ان عنصرا جديدا اطلق النار على ساقه بينما كان يحاول تنظيف سلاحه, بحسب غاريت. ومن المهمات الاساسية للقوات الدولية في افغانستان بناء قوة شرطة وطنية افغانية قادرة على تولي شؤون الامن في البلاد المضطربة. وارتفع عدد عناصر الشرطة الافغانية الى68 الفا منذ العام2001 عندما دخلت القوات الحليفة بقيادة الولاياتالمتحدة للاطاحة بنظام طلبان. ومن المتوقع ان يزيد الى86 الفا بفضل مساعدةمخصصة لتنمية الشرطة وقدرها10 مليارات دولار. لكن القلق يزداد من ان المشروع لا ينجح, وسط مخاوف من ان انعدام الامن يعرقل اقامة مشاريع تنمية ذات ضرورة ملحة. واعتبر الحلف الاطلسي والامم المتحدة ان عدد افراد الشرطة الافغانية يجب ان يزيد ليبلغ140 الفا اذا امكن بحلول نهاية العام. وكان الجنرال ماكريستال قائد القوات الاميركية والحليفة في افغانستان دعا مؤخرا الى ارسال40 الف جندي اضافيين الى البلاد, حيث سيوظف القسم الكبير منهم في تدريب عناصر الامن المحليين. واشار تقريره الاخير الذي رفعه الى الرئيس الاميركي باراك اوباما الى «نقص في التدريب والمدربين والموارد والمعدات والاشراف» لدى قوات الشرطة. واضاف ان تدني الاجور يؤدي الى الفساد, كما ان انعدام نظام قضائي فاعل يحول دون اداء مهام الشرطة كما يجب, مما يستدعي «اصلاحا في العمق مع الموارد اللازمة». وفي نواح اخرى, انتقدت تدريبات «الحل السريع» وبعضها اقتصر على ثلاثة اسابيع فقط, على انها غير مناسبة, واثيرت مخاوف من ارتفاع نسبة القتلى بين عناصر الشرطة, ونسبة الاستقالة وحتى تسلل عناصر من طالبان اليها. وقال دبلوماسي غربي في كابول ان ثلث العناصر الجدد في الشرطة على الاقل يستقيلون, مضيفا «هل يمكن ان نلومهم بينما يقتل زملاؤهم كل يوم؟». واعتبر الدبلوماسي وسائل تدريب الشرطة خاطئة, واشار الى ان ارتفاع نسب الضحايا ناجم عن استخدام رجال غير مدربين وغير مسلحين ومن انهم «قوة عسكرية محاربة ثانوية بدلا من قوة لتطبيق القانون». وفي اقليم فرح, يزيد انتشار المخدرات والكحول بين عناصر الشرطة الافغانية من صعوبة الوضع, بحسب المارينز. ويقول المدرب اللفتنانت دان ناغورني لوكالة فرانس برس «ليست المخدرات امرا غريبا عليهم هنا. وهذا يطرح تحديا بالطبع»». وواجه مدربون مؤخرا رئيس شرطة المنطقة محمود شاه حول سلوك عناصره وتعاطيهم الافيون, الذي يعتبر اقليم هلمند المجاور من اكبر منتجيه في العالم. وفي الوقت نفسه, اشار غاريت الى ان الفساد احبط اندفاع بعض العناصر الجدد. فغالبا ما يقبض الشرطيون ثلثي راتبهم الشهري وقدره9 الاف افغاني (180 دولارا) اما الباقي فيتم اختلاسه. كما يعانون باستمرار من النقص في الغذاء والوقود. واضاف «اعتقد انهم سينجحون في احد الايام, لكن الامر سيستغرق وقتا».