يدخل الشريطان المغربيان القصيران »باريس على البحر« للمخرج منير عبار و«سلام ذ - ديماتان»( سلام والضفدع) للمخرج محمد أمين بنعمراوي ابتدء من مساء يومه الأربعاء ميدان التباري الفني للفوز بجائزة مهرجان بيروت السينمائي في دورته التاسعة في صنف الأفلام القصيرة التي «سيواجهان» فيها مجموعة من الأفلام الدولية من لبنان (خمسة أفلام)، من فرنسا، العراق، الجزائر، فلسطين، الأردن، تونس، مصر، السعودية... الفيلمان المغريبان القصيران اللذان سبق لهما أن شاركا في ملتقيات سينمائية وطنية ودولية عديدة في فرنسا و تركيا و غيرهما.. حصدا مجموعة من الشواهد التقديرية والتنويهات وكذا جوائز من قبيل «جائزة السيناريو» التي حازها الفيلم الأمازيغي الريفي «سلام ذ - ديماتان» في المهرجان الوطني العاشر للفيلم بطنجة (2008)، كما الجائزة الكبرى لمهرجان مرتيل السينمائي، يرصدان نظرة الجيل المغربي الجديد للعديد من القضايا الوطنية والدولية التي تستأثر بها الساحة الوطنية من قبيل الهجرة والميز والفقر والأمية والطفولة وغيرها. وعلى هذا المنوال فالمخرج منير عبار يستعرض في فيلمه »باريس على البحر« قصّة شاب أفريقي مهاجر( ويلسون) الحالم بالفردوس الأوروبي)، يخبر أهله، عبر المراسلة، عن مغامرته الهجروية ووصوله إلى الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط باجتيازه لمضيق جبل طارق في طريقه إلى المغرب، كما يبلغهم عن تفاصيل حياته المليئة بالنجاح في عاصمة الأنوار باريس !!! في حين يروي محمد أمين بنعمراوي في « سلام والضفدع» الذي يقوم بتشخيص أحداثه كل من سعيد المرسي، والطيب المعاش، ولويزا بوستاش، وعلاء الدين البشيري، ورشيد معطوك، ومصطفى الزروالي عبر إيقاع درامي منساب في خمس عشرة دقيقة من الزمن، يروي في طابع اجتماعي بعضا من تفاصيل واقع الطفولة المغربية في العالم القروي بوعورة تضارسيه واحتياجاته.. عبر شخصية «سلام» - عبر تقنية «الفلاش باك» - الطفل الذي كانه، منذ 25 سنة، بأحلامه وطموحاته وعالمه الخاص مع الرسوم المتحركة «ديماتان» (الضفدعة) التي كانت تفسد متعة متابعة أحداثها على التلفزة الجزائرية، ضرورة المساعدة في إنجاز متطلبات البيت اليومية التي كانت تفرضها عليه والدته .. وكأنه يريد من خلال ذلك (الشخصية / المخرج) بث رسالة توجيهية، تربوية، تحسيسية.. تتغيا ضرورة احترام الكبار لخصوصيات الطفل، واحترام رغبته المشروعة في اللعب ورسم شخصيته الذاتية فكريا ووجدانيا..