شكلت انتخابات تجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين التي جرت يوم الجمعة المنصرم، محطة أخرى للنساء المغربيات لتحقيق اختراق نوعي تمثل في رفع تمثيليتهن إلى ست عضوات، وانتخاب أول امرأة مغربية تحمل لواء تمثيل هيئة الصناعة التقليدية بالغرفة الثانية «لطيفة الزيواني» عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وقد انتزعت المستشارة البرلمانية لطيفة الزيواني، المزدادة سنة1969 ، والحاصلة على شهادة الإجازة في "اللسانيات " من جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، فضلا عن حصولها على ديبلومات دولية في صناعة الخزف، المقعد الوحيد المخصص لهيئة ممثلي غرف الصناعة التقليدية على صعيد جهة دكالة عبدة، بعد تنافس محتدم مع مرشح حزب الاستقلال السيد حسن شوميس، انتهى بتساويهما في عدد الاصوات (19 لكل منهما)، ليؤول المقعد الانتخابي في الأخير للسيدة الزيواني باعتبارها الأكبر سنا. ويحمل انتخاب الزيواني، التي ترعرعت في كنف أسرة عريقة توارثت على مر السنين الاشتغال في صناعة وتسويق الخزف بآسفي، في طياته نوعا من رد الاعتبار والانصاف للمرأة المغربية العاملة في قطاع الصناعة التقليدية. كما يعد اعترافا بالطاقات والقدرات التي تختزنها النساء المبدعات بهذا القطاع، ليس فقط في حلقاته الصغرى التي ينظر فيها للمرأة الصانعة كيد عاملة رخيصة، ولكن أيضا كقوة اقتراحية متسلحة بالمعرفة العلمية المحيطة بكل ما يعتمل في القطاع من مشاكل، وما يجابهه من تحديات على مستوى التسيير وتحديث طرق الانتاج والتسويق والترويج... وقد أكدت الزيواني أن انتخابها عضوا في مجلس المستشارين، يعد "محطة في مسار طويل من البحث والتحصيل، كرسته للاهتمام بقطاع الصناعة التقليدية، وخاصة صناعة الخزف" . كما يعد ، تضيف، " تكليفا يلقي على عاتقي مسؤولية كبيرة خاصة في ظل التحديات التي يواجهها قطاع الصناعة التقليدية على اكثر من صعيد" . الزيواني، التي تتقن كل مراحل إنتاج الخزف وتدير مقاولة ناجحة لإنتاجه وتصديره، حددت أولويات عملها في إسماع صوت المشتغلين بالقطاع وتطوير طرق الاشتغال، وتثمين المنتوج، وكذا الاعتناء بالعنصر البشري باعتباره الركيزة الاساس لديمومة القطاع، وإعادة إحياء هذا الموروث والمحافظة على طابعه الأصيل من الاندثار. واشارت في هذا السياق إلى أنه سبق وأنجزت بحثا توثيقيا حول " معجم الصناعة الخزفية بمدينة آسفي"، كما تعكف حاليا على إنجاز موسوعة حول الخزف الآسفي، تضم وثائق ومخطوطات، اقتفت أثرها في عدة بلدان، ولاتزال تبذل الجهد والمال في استكمال عملها التوثيقي هذا. وترى الزيواني أن انتخابها عضوا بمجلس المستشارين يعد واجهة أخرى لخدمة قطاع الذي تحمل هم تطويره وتأهيله، داعية الى إعمال مقاربة شمولية تكون كفيلة بإيجاد حل للمشاكل المركبة للقطاع وتقطع مع الحلول التجزيئية.