شكل انتخاب لطيفة الزيواني، عن هيئة الصناعة التقليدية، دخول أول امرأة من قطاع الصناعة التقليدية إلى مجلس المستشارين. وانتزعت المستشارة البرلمانية الزيواني (عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) المزدادة سنة 1969، والحاصلة على شهادة الإجازة في اللسانيات، من جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، وديبلومات دولية في صناعة الخزف، المقعد الوحيد المخصص لهيئة ممثلي غرف الصناعة التقليدية في جهة دكالة عبدة، بعد تنافس محتدم مع مرشح حزب الاستقلال، انتهى بتساويهما في عدد الأصوات (19 لكل منهما)، ليؤول المقعد، في الأخير إلى الزيواني باعتبارها الأكبر سنا. ويشكل انتخاب الزيواني، التي ترعرعت وسط أسرة عريقة توارثت الاشتغال في صناعة وتسويق الخزف بآسفي، نوعا من رد الاعتبار، وإنصافا للمرأة المغربية العاملة في قطاع الصناعة التقليدية. كما يعد اعترافا بطاقات وقدرات النساء المبدعات بهذا القطاع، ليس فقط في حلقاته الصغرى، التي ينظر فيها للمرأة الصانعة كيد عاملة رخيصة، بل، أيضا، كقوة اقتراحية متسلحة بالمعرفة العلمية، المحيطة بكل ما يعتمل في القطاع من مشاكل، وما يجابهه من تحديات على مستوى التسيير وتحديث طرق الإنتاج والتسويق والترويج. واعتبرت الزيواني أن انتخابها في مجلس المستشارين، يعد "محطة في مسار طويل من البحث والتحصيل، كرسته للاهتمام بقطاع الصناعة التقليدية، خاصة صناعة الخزف".