فازت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية يوم الجمعة بشرف تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة عام 2016 في تصويت للجنة الأولمبية الدولية في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن. وتغلبت ريو دي جانيرو على مدريد لتنال شرف استضافة الألعاب الأولمبية بعد استبعاد شيكاغو وطوكيو في أول جولتين من التصويت . ونالت ريو دي جانيرو شرف أن تكون أول مدينة أميركية جنوبية تنظم هذه الألعاب علماً بأن إقامة دورة الألعاب الأولمبية اقتصرت حتى الآن على قارات أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية واوقيانيا فقط. وعقب إعلان فوز المدينة البرازيلية، عمّت الفرحة بلاد السامبا وأطلق عشرات الآلاف من السكان الذين غزوا منذ الصباح شاطئ كوباكابانا الشهير، صيحات الفرح وتعانقوا ورقصوا تحت أمطار من قصاصات الورق. دموع بيليه وصدمة شيكاغو وقال حاكم ولاية ريو دي جانيرو سيرجيو كابرال: «إنه لأمر لا يصدق ومدهش واستعراضي» مباشرة بعد إعلان النتيجة الرسمية، في حين شوهد أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه يجهش بالبكاء من شدة تأثره. وقال بيليه: «أنا سعيد جداً، سعيد جداً، سعيد جداً. أنا شخص يتأثر كثيراً، إنا أبكي منذ سماعي النبأ رسمياً». وأضاف: «إنها لحظات رائعة ليس فقط للبرازيل بل لأميركا الجنوبية أيضاً. إذا أردت أن أضيفها إلى كأس العالم، فقد سجلنا هدفاً ثانياً». في المقابل، صرّح رئيس البنك المركزي في البرازيل هنريكه ميريليس أن المسؤولين عن ملف ريو دي جانيرو «أقنعوا أعضاء اللجنة الأولمبية بقوة اقتصاد البرازيل». وأضاف: «لقد بذلنا جهوداً جبارة في السنوات السبع الأخيرة، وينتظرنا عمل كبير في السنوات السبع القادمة. وضعنا الاقتصادي المتين لعب دوراً كبيراً في تأمين الفوز». ولعب الرئيس البرازيلي لويز اينياسيو لولا دا سيلفا دوراً كبيراً في إقناع الحاضرين من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية (العدد الكلي 106 أعضاء) في اختيار ريو دي جانيرو لاستضافة الأولمبياد، وقال دا سيلفا أمام الحضور صباحاً خلال الدفاع عن ملف ترشيح مدينته بحماسة: «ريو جاهزة تماماً. أعطونا هذه الفرصة»، مشيراً إلى «حدود جديدة» ستمثلها هذه الألعاب التاريخية بالنسبة إلى الحركة الأولمبية. وكان أعضاء اللجنة الأولمبية وجهوا ضربة قاضية لمدينة شيكاغو على الرغم من وصول الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى كوبنهاغن ليلقي بثقله وراء ملف المدينة التي تعتبر مسقط رأسه. وأعرب رئيس ملف شيكاغو، بات راين عن خيبة أمله لكنه قال: «خضنا معركة شريفة وأنا فخور بفريق عملي والحملة التي قمنا بها»، وأضاف: «تفوز في بعض الأحيان وتخسر في أحيان أخرى، هذه هي الرياضة». وبدت أيضاً واضحة صدمة المسؤولين عن ملف طوكيو عاصمة اليابان التي تعتبر قوة اقتصادية في العالم ذلك لأن رسالتهم حول تحسين الأمور البيئية ومنح الفرصة للشباب لم تكن مقنعة لدى أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية. أوباما يهنيء ريو دي جانيرو قال الرئيس الامريكي باراك أوباما انه كان يتمنى العودة لبلاده من كوبنهاجن وهو يحمل «أنباء أفضل» من إخفاق شيكاجو في الحصول على حق استضافة دورة الالعاب الاولمبية الصيفية 2016 لكنه قدم التهنئة لريو دي جانيرو بعد فوز المدينة البرازيلية بشرف التنظيم. وأبلغ أوباما الصحفيين في البيت الابيض بعد فشل جهوده في اقناع اللجنة الاولمبية الدولية بمنح شيكاجو حق التنظيم «يمكن للمرء أن يلعب مباراة رائعة لكنه لا يفوز بها.» مدريد الحصان الأسود أما مدريد التي كانت تسعى إلى أن تصبح ثاني مدينة إسبانية تنظم الألعاب بعد برشلونة عام 1992، فكانت الحصان الأسود في هذا السباق وربما كانت نقطة الضعف الوحيدة في ملفها كون الألعاب المقبلة ستقام في القارة الأوروبية وتحديداً في لندن، علماً بأن التقليد يقضي بانتقال الألعاب من قارة إلى أخرى في كل مرة من دون أن يكون هذا الأمر قاعدة ثابتة. وكانت لدى رئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو شكوك حول حظوظ العاصمة، بيد أنه قدم مداخلة قوية أيضاً، كما ساهم وجود الرئيس الفخري للجنة الأولمبية الدولية خوان انطونيو سامارانش في الحصول على بعض الأصوات. وكان سامارانش (89 عاماً) ناشد أعضاء اللجنة الأولمبية وتوجه إليهم بعبارات مؤثرة بقوله: «أيامي معدودة في هذه الحياة، إذا منحتم مدريد صوتكم سأكون سعيداً جداً». في المقابل، كانت مداخلة رئيس الاتحاد الدولي السابق لكرة القدم البرازيلي جواو هافيلانج (93 عاماً) مؤثرة أيضاً عندما دعا جميع أعضاء اللجنة الأولمبية إلى الاحتفال بعيد ميلاده المئة في ريو. واستضافت بكين الدورة الأولمبية الأخيرة عام 2008، في حين تنظم لندن الألعاب المقبلة عام 2012 . يذكر أن البرازيل ستنظم أيضاً نهائيات كأس العالم لكرة القدمسنة 2014.