حقق الاتحاد الاشتراكي بجهة دكالة عبدة، فوزا كاسحا ومميزا في انتخابات الثلث الأخيرة بحصوله على مقعدين من أصل أربعة ، وسط أجواء من العنف ولعلعة المال المشبوه . فقد حصلت الأخت لطيفة الزيواني على المقعد الوحيد المخصص للصناعة التقليدية بعد أن انتزعته من فك الفساد ، فيما تمكن الأخ مولود السقوقع من حجز مقعده بغرفة المستشارين ممثلا لهيئة الجماعات المحلية وسط نفس الأجواء وأمام منافسين معروفين باستعمالهم لكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة . الأخت لطيفة تعتبر أول امرأة على الصعيد الوطني تلج الغرفة الثانية ممثلة للصناع التقليديين وسط جحافل من التواطؤات والفساد السياسي والنخاسة الانتخابية . المثير في هذه النتيجة هو أن مرشح الأصالة والمعاصرة الذي يشغل منصب رئيس غرفة الصناعة التقليدية بالجديدة حصل على صفر في محضر النتائج، أي أنه لم يصوت حتى على نفسه ....؟ وبقراءة متأنية في نتائج هذه الانتخابات على مستوى إقليمآسفي، وبتفكيك الأرقام وتحليل مدلولها الانتخابي والسياسي، نخلص إلى مايلي : بالنسبة لحزب الاتحاد الاشتراكي ..حصل على أصواته المتوقعة . بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة الذي ارتبكت آلته التنظيمية وترجمت في تكوين مليشيات للاعتداء على مسؤولي ومناضلي الاتحاد الاشتراكي ، له 244 مستشارا على مستوى الاقليم ويسير 12 جماعة حضرية وقروية ، حصل على 31 صوتا فقط ، فيما قرر 213 مستشارا منهم تغيير وجهتهم وإفراغ أصواتهم لصالح مرشح حزب عرشان ، وهو الأمر الذي يدعو إلى التساؤل، خصوصا وأن مرشح النخلة يشغل منصب النائب الثاني لرئيس الجماعة الحضرية بآسفي تحت قبعة الأصالة والمعاصرة . الملاحظة الثانية ومرتبطة هذه المرة بحزب الاستقلال الذي يسير 10 جماعات بإقليمآسفي ، وله منها حسب الاحصائيات الرسمية 212 مستشارا ، لم يحصل سوى على 77 صوتا أي أن الهجرة الجماعية ل135 من منتخبي الميزان اتجهت صوب نخلة عرشان ؟؟؟ الملاحظة الثالثة أن حزب عرشان الذي لايتعدى عدد مستشاريه بإقليمآسفي 13 عضوا تمكن من حصد 403 من أصوات الناخبين " الكبار" مما يعني أن مستشاري الاستقلال والبام ضخوا له 390 صوتا ... لنتأمل هذه المفارقات وندفع بها تجاه التفكيك الموضوعي والواقعي .. أولا ..عندما يقف الملاحظ على هذه النتائج يتوضح عدم الالتزام بالخلفية السياسية والتنظيمية من طرف مستشاري البام والاستقلال ، ونسجل أن نائب المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة وزميله الجديد رئيس الغرفة الفلاحية بالجهة لنفس الحزب ، انخرطا في دعم حزب عرشان ومرشحيه ، والنتيجة تبخر " الاكتساح الانتخابي " الذي حصلوا عليه في الانتخابات الجماعية الأخيرة ..والمثير أيضا أن أصوات البام بآسفي تبخرت هي الأخرى وانتهى ذلك الوهم التنظيمي الذي مس قيادة الحزب وصدقه حتى صانعوه المحليون . ثانيا : حزب الاستقلال برمزيته وتاريخه وموقعه ،فتح أبوابه في آسفي لعناصر معروفة بمرورها على أكثر من حزب إداري كرئيس الجماعة الحضرية الذي له سوابق في دعم وجوه الفساد ضدا على مناضلي وأطر حزب الاستقلال كما فعل في تجديد ثلث 2006 حين أسقط زميله الاستقلالي الدكتور بنبراهيم ، مدعما عمر الكردودي الرئيس السابق لحد احرارة ..المعروف في الساحة محليا وجهويا بإفساده لكل العمليات الانتخابية . هذه باختصار قراءة في النتائج النهائية لآخر استحقاق انتخابي ، توضح بالملموس طبيعة الاصطفافات وسط المشهد السياسي المحلي ،وفسادا انتخابيا له رموزه وعرابوه امام سلطة اختارت التواطؤ ضدا على توجهات البلاد .