نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية الثلاثاء عن أحد ضباط الجيش الاسرائيلي أن استخبارات حزب الله تتفوق على الاستخبارات الاسرائيلية، وأنها كانت تتحكم بصورة أفضل بقواتها خلال الحرب اللبنانية الثانية. وقالت الصحيفة الاسرائيلية إن الكولونيل روبي ساندمان الذي أعد مقالا نشرته المجلة العسكرية الشهرية بعنوان «كيف يستعد العرب للحرب المقبلة»، استقى معلوماته من 24 من كبار ضباط الجيش الاسرائيلي لتصنيف جيش إسرائيل مقابل حزب الله ضمن عشر فئات. وقد حاز المقال على جائزة رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي. وفي الوقت الذي يتمتع فيه الجيش الاسرائيلي بأفضل أنواع التقنيات، فإن السجلات العسكرية كشفت عن أن الجيش الاسرائيلي فشل في الحصول على معلومات استخباراتية تتعلق بحزب الله، كما أنه لم يتمكن من توجيه قواته بصورة فاعلة خلال الحرب التي طالت شهرا، إضافة إلى أنه لم يكن لديه الحافز ليحقق النصر. وفيما يتعلق بالاستخبارات، فقد حصل حزب الله على 7 نقاط مقابل 6 للجيش الاسرائيلي. وفي مجال الاستراتيجية العسكرية حصل حزب الله على 9 نقاط مقابل 5 لجيش إسرائيل. أما في ميدان التقنيات فقد حصل الجيش الاسرائيلي على 9 نقاط، بينما حصل حزب الله على 5 فقط. وفي إطار التدريب والتنظيم حصل حزب الله على 8 نقاط مقابل 7 لإسرائيل، فيما حصل حزب الله على هذا العدد نفسه من النقاط في مجال القيادة التكتيكية مقابل 6 للجيش الاسرائيلي. وتوصل الكولونيل ساندمان من لقاءاته مع الضباط الـ24 الى أنه كانت لدى حزب الله دوافع أكبر من دوافع الجيش الاسرائيلي لتحقيق النصر. وفي فئة الدوافع حصل حزب الله على 8 نقاط، بينما لم يحصل الجيش الاسرائيلي إلا على 4 نقاط. ويقول ساندمان في مقالته إن التشكيلة التي يقوم عليها الجيش الاسرائيلي لن تجعل بإمكانه منع آلاف المقاتلين (من حزب الله أو سوريا) من التسلل الى عمق إسرائيل. وكتب يقول إن من المحتمل أن تحمل الحرب المقبلة في طياتها إرسال حزب الله لمئات من المجموعات التي تضم كل منها ما بين 4 الى 5 مقاتلين مسلحين بصواريخ مضادة للدبابات وبنادق القنص الى منطقة طبريا. وأضاف «علينا أن ندرك أن الجيش الاسرائيلي بتشكيلته الحالية لا يمكنه أن يقف في وجه قوة مسلحة جيدا بصورة تفوق الوصف، آخذة في التنامي بهدف القضاء على دولة إسرائيل». ويمضي ساندمان قائلا: «ستتمكن مئات من هذه المجموعات أن تعتمد على البنية التحتية لفلسطيني 48 في الجليل. ويوصي بأن يبدأ الجيش الاسرائيلي على الفور تشكيل مجموعات استطلاع مختارة صغيرة قادرة على مواجهة هذا التهديد. كما حذر ساندمان من احتمال ألا تساعد الولاياتالمتحدة اسرائيل في أي صراع مستقبلي مثلما فعلت في الماضي. فخلال حرب العام 2006 وحرب يوم الغفران (حرب رمضان) العام 1973، أقامت الولاياتالمتحدة جسرا جويا لنقل الأسلحة والذخائر الى إسرائيل لدعم مخزونها المتآكل. وأوصى ساندمان نتيجة ذلك بأن يطلب الجيش الاسرائيلي من الولاياتالمتحدة إنشاء مستودعات إضافية لتخزين أسلحة في إسرائيل لمواجهة الحالات الطارئة، حتى «وإن كان على إسرائيل أن تتحمل تكاليف صيانتها». وللولايات المتحدة عدد من مستودعات الأسلحة داخل إسرائيل. وأوصى من ناحية أخرى أن تقوم إسرائيل والولاياتالمتحدة بتدريبات مشتركة استعدادا لتعرض الجيش الاسرائيلي يوما ما للتهديد واحتياجه لدعم الجيش الامريكي. وقال «هذ النوع من الدعم سيكون مهما ذات يوم في حالات الطوارئ، لكنه يصلح أيضا رادعا للعدو لدى التخطيط للقيام بهجوم على إسرائيل».