في سياق تظاهرة «ليلة المعارض: مسارفني ليلي» ، الدورة الرابعة ، يشارك كل من الفنانان حيضر محمد المهدي وعبد الله بليوت بأعمال تشكيلية تجسد مجالات اشتغالاتهم وانشغالاتهم الفنية. معرض هذه الأعمال ، أختير له عنوان « clin d oeil» (الذي سيستمر إلى غاية 10 أكتوبربالمركب الثقافي لأكدال) ، حيث يسعى إلى تقديم بعض مظاهر غنى وحيوية فن وعلامات ورموز حيضر و بليوت، عبر لوحات تختلف في تقديم المواضيع ، لكن نلمس بوضوح خطواتهما الفنية الثابتة ، سواء على مستوى حركة الفرشاة وتوزيع الألوان بشكل يرقى لأن يلبي حاجة المتلقي الجمالية والفنية، وهذا مايؤكده حضور عناصر اللوحة الفنية ليس بروح اعتباطيا ، وإنما جاء نتيجة لبحث متواصل واجتهاد فني مستمر لمسيرة فنية شخصية أو مهنية بحكم أن كل من الفنانان يشتغلان كأساتذة لمادة التربية التشكيلية .. هكذا ، توضح التجربة الفنية لحيضر محمد المهدي (من مواليد 1968، أستاذ التربية التشكيلية، يعيش ويعمل بالقنيطرة ، نظم وشارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية بالدارالبيضاء ، القنيطرة والرباط) ، التي تجمع مابين التركيب والدمج بين الصباغة والقماش والخط العربي في أعمال لاتنبني بشكل سطحي ، بل تتركب معه ايحاءات ، حيث الخيوط المترامية «هنا وهناك، وكأنها المصدر الممتد لباقي فضاء اللوحة بعناصر الضوء والنور،إذ نلمس تلاقحا وتمازجا بين الأدوات المشتغل عليها، وكأن اللوحة لم تكن تنعم بهذه القوة من التوهج والاشعاع لولا تقنية الحفر التي تمت بكثير من التوفق والملائمة». في حين، يشتغل عبد الله بليوت (من مواليد 1968، أستاذ التربية التشكيلية ، يعيش ويعمل بالرباط ، نظم وشارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية بالدارالبيضاء والجديدة) ، حول موضوع «ربطة العنق» ، الذي يسافربه الفنان بليوت، عبر التاريخ لينسج تركيبة من الالوان «تعكس مسار قطعة من الثوب ، كانت وماتزال علامة للمكانة الاجتماعية عبر العصور، وذلك من خلال اختياراته للأشكال والمواد التي يتم بها التركيب بين الموضوع ولوحات متعددة الألوان».