مواجهات عنيفة بفاس ما بين عصابتين مدججتين بالسيوف والسلاسل الحديدية محمد حرودي تمكنت دورية لأفراد القوات المساعدة برئاسة القائدة «سعيدة منصر» رئيسة الملحقة الإدارية لحي طارق التابعة لباشوية اكدال، في وقت جد متأخر من ليلة أول أمس من إلقاء القبض على 32 عنصرا من بينهم 7 فتيات قاصرات، وحجز 10 قنينات من الشيشة وعدد من السيوف من الحجم الكبير والسلاسل الحديدية،وذلك على اثر اندلاع مواجهات عنيفة ما بين أفراد عصابتين بمقهى للشيشة بحي الأمل على بعد أمتار من القصر الملكي بمنطقة حي طارق، حيث ذكرت مصادرنا ان أفراد العصابتين حولوا الحي خلال مواجهتهم إلى ساحة للحرب بفعل تبادل الرشق بالحجارة وعمليات الكر والفر التي استعملت فيها جميع أنواع الأدوات الحادة، والتي أسفرت عن تكسير سيارات الخواص التي كانت مركونة بعين المكان وإلحاق أضرار بالدور السكنية المجاورة، إضافة إلى تدمير محتويات المقهى بأكملها، الشيء الذي أثار الرعب والفزع في صفوف ساكنة الحي والتي بادرت- بحسب إفادة شهود عيان- لحظة اندلاع المواجهات بين أفراد العصابتين إلى الاتصال بالدائرة السادسة للأمن، لكن لا حياة لمن تنادي.فيما ذكرت مصادر جد مقربة من الحادث ان قائدة الملحقة الإدارية لحي طارق وقائد الحرس الترابي كثفا من اتصالاتهما بالجهات الأمنية طلبا للتعزيزات الأمنية لإحكام القبضة على عناصر العصابتين التي تجاوز افرادهما معا المائة نفر، لكن مسؤولي الشرطة بالدائرة الأمنية المختصة لم يعيروا هذا الإشعار أي عناية تذكر. أبان سكان الحي عن جرأة كبيرة في مشاركتهم إلى جانب أفراد القوات المساعدة في القبض على أفراد العصابتين المتناحرتين بعد أن احكموا إقفال باب مقهى الشيشا،مما سهل عملية إلقاء القبض على 32 فردا من العصابة التي تمت محاصرتها بداخل المقهى، فيما تمكن أفراد العصابة الثانية من الفرار تحت أجنحة الظلام، حيث استغرقت عمليات مطاردة القوات العمومية لأفراد العصابتين 5 ساعات امتدت حتى الساعة الرابعة فجرا ولا يزال البحث جاريا عن الفارين.فيما أفادت مصادر مقربة من البحث والتحري ان اغلب عناصر العصابتين هم من ذوي السوابق العدلية والذين تم تمتيعهم مؤخرا بقرارات العفو الملكي. جدير بالذكر أن مقاهي الشيشة التي انتشرت بكل أطراف مدينة فاس كالفطر، والتي تتجاوز 500 محل،تحولت خلال المدة الأخيرة إلى أندية ليلية وأوكار للتعاطي للمخدرات وممارسات غير أخلاقية وإيواء قاصرين وقاصرات، حيث سبق للسلطات المحلية أن أعلنت الحرب عليها،غير أن دخول عدد من الأعيان والمنتخبين بالمدينة على الخط وإصرارهم على تثبيت قانون الغاب بالمدينة ـ بعد أن نجحوا في ممارسة ضغوطات كبيرة على السلطات المحلية لأجل إيقاف الحملة التطهيرية التي أطلقتها ضد أرباب مقاهي الشيشة ـ كل هذا حال دون اكتمال مخطط سلطات فاس الهادف إلى الحد من انتشار الظاهرة التي تحولت إلى كابوس يقض مضجع الأسر الفاسية، خاصة في ظل تنامي نفوذ لوبيات مقاهي الشيشة الذين تربطهم علاقات وطيدة بذوي القرار بالمدينة ومختلف رجال الأمن.فيما ظل والي جهة فاس وعامل عمالتها عاجزا عن إصدار قرار إداري في شأن المقاهي المستغلة لظاهرة الشيشة وتمتيعه بالنفاذ المعجل وما يترتب عنه من آثار قانونية، يتم بموجبها منع هذه الظاهرة بصفة نهائية في العاصمة العلمية أو تقنينها حتى لا يتكرر ما وقع بحي طارق وقبله بأحياء أخرى من أفعال إجرامية على الطريقة الهوليودية والتي تكون الفتيات اليافعات والكحول والمخدرات من الأسباب المباشرة لاندلاعها.