وضع أربعة فرنسيين من أصول تركية رهن الاعتقال أول أمس الاثنين، على إثر تشابك عنيف وصراع دموي بين عشرات الشبان المغاربة والأتراك عشية يوم الأحد، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، إصابة اثنين منهم وصفت بالخطيرة. وكان الضحية ، وهو شاب فرنسي في ال 22 عاما من عمره، ينوي تفريق عراك نشب بين شباب مغاربة وأتراك ، حين تلقى طعنة سكين قاتلة على مستوى القلب، وقد لفظ أنفاسه في الطريق الى المستشفى، حسبما صرح به آلان كورتاد عمدة مدينة بونتي الواقعة شمال أفينيون الفرنسية حيث وقع الحادث. وقد اعتقل أربعة من الأتراك الذين شاركوا في العراك وتتراوح أعمارهم بين 19 و 21 و22 و 49 ، بعدما تبين للمحققين أن صاحب الطعنة القاتلة يوجد ضمنهم. وحسب عمدة المدينة، فقد تحول نزاع بسيط بين بضعة شبان ينحدرون من أصول مغاربية وتركية، حول جهاز راديو - سيارة، إلى تشابك بالأيدي بعدما «ارتفع الضغط بسبب رمضان وارتفاع درجة الحرارة..» حسب تعبير العمدة، وبذلك تحولت المشاداة البسيطة بين اليافعين إلى معركة حقيقية في الشارع الرئيسي للبلدة، شارك فيها ما يزيد عن 100 شخص، إثر انضمام أبناء الجاليتين بالمدينة لمناصرة أبناء جلدتهما، وكاد هذا الانفلات الأمني يتطور بين الجاليتين لولا استنفار قوات الأمن لتفريق الجموع المتصارعة. وفور علمه بهذا الحادث، انتقل وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتفوه إلى عين المكان لتهدئة النفوس، داعيا إلى ضبط النفس، ومشددا على أنه «ليس في فرنسا أي مكان للطائفية ، وقال أرتفوه أنه سيعمل كل ما بوسعه لكي لا يتكرر مثل هذا الحادث المأساوي مرة أخرى فوق التراب الفرنسي». وفي نفس السياق علمنا أن عمدة المدينة جمع كل رؤساء الجمعيات والهيآت الممثلة للجاليتين في خطوة لرأب الصدع، والحيلولة دون وقوع ردود فعل انتقامية. وتعيش بمدينة بونتي جالية تركية تتكون من حوالي 1500 مواطن، كما تعد الجالية المغاربية من أهم الجاليات بالمنطقة ، وتألف معظمها من المهاجرين المغاربة.