للمرة الثانية عشرة على التوالي، تنخرط جمعية الوفاق / الدارالبيضاء - أنفا في تنظيم عملية الإفطار بالفضاء الخارجي لمركب الصناعة التقليدية - شارع بوردو - بالبيضاء تفعيلا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها الملك محمد السادس في خطابه التاريخي (ماي 2005) وهي بذلك تدعم وتسند توجهات الخطاب الملكي الرامي إلى تكريس كل الجهود من أجل انتشال الفئات المحرومة من براثن الفقر والإقصاء والتخلف، وأن تتمكن هذه الفئات من الأخذ بناصية التقدم وتحقيق التنمية البشرية المستدامة باعتبارها معركة المغرب، اليوم وغدا، مما يدعو كل فئات المجتمع المدني الفاعلة إلى ابتداع صيغ وأساليب جديدة تلبي طموحات المستفيدين وتشكل إضافة نوعية في مسار العمل التكافلي الحقيقي. وهكذا تميزت جمعية الوفاق كإحدى الجمعيات التربوية الاجتماعية المهتمة بتنشيط الطفولة والشباب منذ تأسيسها في منتصف السبعينات، بإضافات ذات نكهة إنسانية عميقة حيث نوعت الجمعية برامجها وإشعاعها، واقتحمت مجال العمل التضامني الاجتماعي ودشنت عملية الإفطار في بداياتها الأولى بدار الشباب الزرقطوني باستفادة محدودة قاربت 200 شخص يوميا. ونظرا للنجاح الذي واكب هذه العملية، انتقلت طواقم الجمعية لإعداد وتهييء الفضاء الخارجي لمركب الصناعة التقليدية والذي يمتد على مساحة 1450 مترا مربعا وتمت تعبئة كل الطاقات من أفراد وهيئات وجمعيات ومحسنين ومؤسسات تجارية مواطنة واجتماعية بتنسيق وتعاون وشراكة فعالة مع الجمعية التي قامت بتنظيم محكم للعملية، وبتوفير التجهيزات كما وكيفا، حيث بلغ عدد الطاولات 160 طاولة و1600 كرسي ومختلف التجهيزات الضرورية من أفران الغاز والكؤوس وأواني التوزيع والشرب مع التوظيف الأمثل للموارد البشرية، حيث وصل عدد المتطوعين في العملية إلى 40 متطوعا وطاقم الطبخ المكون من 10 أفراد... وغير ذلك من التجهيزات اللوجيستيكية حيث يصل عدد المستفيدين إلى حوالي 1500 مستفيد يوميا. ومن المنتظر أن يصل عدد الوجبات المقدمة إلى 45000 وجبة تتضمن كل ما هو ضروري للصائم في وضعية مريحة وسهر شامل للمتطوعين على خدمتهم وتهييء كافة الظروف لإنجاح العملية وإسعاد المستفيدين مع الحرص على استمرارية عملية الإفطار المحمول للعائلات المعوزة التي يتم انتقاؤها بدراسة ميدانية قبيل حلول شهر رمضان والتي يصل عددها إلى 300 عائلة. ويشار إلى أن مسيرة الجمعية خلال 12 سنة وما راكمته من تجربة فعالة ومصداقية أكيدة مكن كل ذلك من مضاعفة الفاعلين المتدخلين الاجتماعيين والهيئات والمؤسسات، ومن أجل ضبط وتنظيم محكم لعملية الإفطار فقد تم توزيع أجنحة الفضاء إلى 4 أجنحة تحمل أسماء ذات دلالة هي: (الإخاء، التضامن، المواطنة، الصدق) وعلى رأس كل وحدة منسق يتتبع ويشرف على كل المراحل الإعدادية والممارسة اليومية التي تمتد من التاسعة صباحا إلى الثامنة ليلا طيلة شهر رمضان. وهكذا يمكن اعتبار هذه المحطة عنوانا حقيقيا لإبراز دور المجتمع المدني في إذكاء روح التضامن وإشاعة القيم النبيلة وخلق التآزر والتكافل بين مختلف فئات المجتمع المغربي، حيث مكنت التظاهرة من إبراز الأداء الجيد والخدمة الممتازة والتلبية الفعلية لحاجيات المستفيدين من مختلف الأعمار والشرائح مما يعتبر وبامتياز تجربة متميزة لجمعية الوفاق في مسار العمل الاجتماعي في تعبئة شاملة وإيجابية برصد كل الإمكانيات وتوظيف كل الطاقات بهدف الوصول إلى غايات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وفلسفتها في تحقيق التنمية المندمجة والمستدامة. ولتحقيق التميز، تشكل الجمعية في مثل هذه التظاهرات الهامة فرقا للعمل التطوعي تباشر تحضيراتها واستعداداتها قبل انطلاق عملية الإفطار ثم يلي ذلك إعداد وتهييء فرق وظيفية مثل لجن الإشراف والتنسيق العام، التغذية والتوزيع العام، الاتصال والتواصل والإعلام، التنشيط الثقافي والفني والديني، التوثيق والأدوات... وذلك لتحسين الخدمات وجودة المنتوج وتشغيل الفضاء كما عرفه منذ سنوات بالإضافة إلى الحملات الإعلامية عبر المنابر الوطنية المكتوبة والمسموعة والمرئية والتي تقف بنفسها مباشرة على دقة التنظيم وحيوية الأطر المتطوعة وشفافية ومصداقية الجمعية في مثل هذه التظاهرات الاجتماعية دون الحديث عن الأنشطة الموازية طيلة رمضان مثل حملات التبرع بالدم والقوافل الطبية مع جمعيات متخصصة وتخليد المناسبات الدينية في جو روحاني تربوي. لجنة الإعلام والتواصل