كانت تكهنات المتتبعين للكرة الطائرة صائبة عندما أجزموا بأن تأهل المنتخب الوطني لنهائيات بطولة العالم أصبح مستحيلا بعد إخفاقه في الدور الأول بالجزائر. فقد تأكد الأمر بصفة نهائية في الأسبوع الماضي خلال إجراء الدور الثاني بالقاهرة، حيث أبانت النخبة الوطنية عن تهاون بعض لاعبيها في الدفاع عن القميص الوطني، وفي عدم جاهزية معظم العناصر بدنيا وذهنيا. الإقصاء في هذا الدور الثاني جاء أكثر مرارة من التعثر في الدور الأول، فرغم أن المنتخب الوطني بالجزائرعجز عن التأهل، إلا أنه قدم عرضا لابأس به، في حين أن إقصائيات القاهرة عرت عن عيوب النخبة المغربية بالواضح. فأول مباراة كانت ضد المنتخب النيجيري، وكان الكل يراهن على أن هذه المباراة ستكون نقطة الانطلاق، وستحفز اللاعبين والطاقم التقني على مواجهة مصر بمعنويات عالية، ولم لا الانتصار على الفراعنة. إلا أن جميع الأمنيات تبخرت منذ البداية، فبعدما تفوق المنتخب الوطني خلال الجولتين الأولى والثانية، وكان خلال الجولة الثالثة متقدما بحصة 21 مقابل 17، إلا أن عزيمة النيجيريين قلبت الأوضاع رأسا على عقب، مستغلين تهاون اللاعبين المغاربة وثقتهم الزائدة في كسب المقابلة قبل نهايتها، حيث تمكن الفريق النيجيري من كسب اللقاء بثلاث جولات ماقبل اثنين. الهزيمة في هذه المباراة أربكت جميع الحسابات، وبخرت الآمال التي كانت معقودة على هذا المنتخب، وجعلت المدرب الوطني حميد العبدلاوي يعجز عن إعطاء تبربر مقنع لما جرى. بل صرح أن هذا المنتخب ليس هو الذي لعب في ألعاب البحر الأبيض والمتوسط بإيطاليا، ونافس أعتد المنتخبات العالمية. نزلت الهزيمة أمام نيجيريا على أعضاء الوفد المغربي كماء بارد، إذ لم يصدقوا ماجرى، وحتى الهزيمة أمام مصر بثلاث جولات لصفر كانت عادية بالنسبة للجميع، بحكم قوة المنتخب المصري. مستوى المنتخب الوطني لم يتحسن خلال هذه الإقصائيات، إذ رغم الانتصار الصعب أمام بوتسوانا، إلا أن الجميع أجزم بأن المنتخب لم يكن في الموعد بتاتا، لأن جميع الظروف كانت ملائمة لكي يظهرمنتخبنا بمستوى أقوى من الذي ظهر به في القاهرة. علما بأن الجامعة الملكية للكرة الطائرة كانت في الموعد من خلال توفيرها جميع الظروف اللازمة، حيث استفادت العناصر الوطنية من تربصات عدة لم يسبق لأي منتخب أن استعد بها. كما خصصت ميزانية فاقت مليون درهم للتحضير لهذه الاقصائيات، وكذا بطولة إفريقيا التي ستقام في الشهر المقبل بمدينة تطوان. فبعد بيسكارا بإيطاليا، عسكر المنتخب بكل من هولندا، بولونيا، البرتغال، كما تم جلب عدد من اللاعبين المحترفين... الآن وعلى أبواب تنظيم بطولة إفريقيا للأمم بالمغرب، يتعين على الناخب الوطني إعادة ترتيب أوراقه ومعرفة الخلل في أقرب وقت ممكن، كما يجب الاجتهاد في تلقين اللاعبين الروح القتالية في حمل القميص الوطني، وعلى الجامعة التفكير في إيجاد حلول مناسبة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتدارك الهفوات في اختياراتها.