لم يتوقف سكان أحياء نرجس، الزيتون 1، موحى وبوعزى، آمالو إغريبن، وتامومنت بخنيفرة عن توجيه مراسلاتهم وشكاياتهم لمختلف الجهات المسؤولة، ولن يكون آخرها تلك التي تم التقدم بها لدى عامل الإقليم يوم 11 غشت من العام الماضي و25 ماي من العام الجاري، في شأن قاعة أفراح، هذه التي ما إن فتحت أبوابها حتى فتحت معها أبواب الجحيم حيال سكان الأحياء المشار إليها، حيث أصر أصحاب القاعة، يقول السكان، على إزعاج وإقلاق راحة الجميع من خلال ما ينتج عنها من ضوضاء وصخب، ومن أصوات موسيقية ماجنة طوال الليل، الوضع الذي من البديهي أن يحول العديد من الأزقة المجاورة إلى فضاءات مفضلة للمعربدين والمتسكعين ممن تستهويهم أجواء الأعراس والسهرات فيتجمعون على شكل مجموعات تهدد سلامة وأمن السكان والاحترام الواجب لهم، أما نساء الأحياء المتضررة، يضيف المشتكون، فيمكن القول بأنهن يخشين الخروج ليلا في هذه الظروف تفاديا لمظاهر الإيذاء والتحرش، أما عن المرضى والمواليد والمسنين الذين يرغبون في الهدوء والنوم فحدث ولا حرج إذا لم يستدع الأمر وصفا ميدانيا يمكنه تحريك ألم وسخط الكثيرين. السكان المتضررون يجددون مطلبهم بسحب رخصة القاعة على أساس أن استمرارها يشكل انتهاكا لحق السكان في الأمان الشخصي ولأمنهم وسكينتهم، سيما أن عملية منح هذه الرخصة لم تتوفر فيها -منذ البداية- لا الشروط ولا الإجراءات والمساطر القانونية المعروفة، حيث تم القفز على مبدأ الإعلان والقيام الضروري ببحث المنافع والمضار قبل الترخيص بمشروع لا تخفى أضراره على السكان، خصوصا، يضيف السكان، أن الجهات المسؤولة تعلم بوجود الآلاف من السكان بالموقع، وأن المئات من هؤلاء السكان استبقوا عملية الترخيص بإيداع تعرض لدى السلطة المحلية، وتم إرفاق هذا التعرض بعريضة مذيلة بأزيد من 200 توقيعا لم يكن متوقعا أن يتم التعامل معها بكل ذلك الاستخفاف الواضح، وبينما تقدموا للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطلب مؤازرة، ظل السكان على صمودهم في أفق القيام بمعارك احتجاجية لم يكشفوا عن أشكالها.