بمجرد أن انتشرالخبرإلى سكان حي النرجس وبقية الأحياء المجاورة بالدشيرة الجهاية بعمالة إنزكَان أيت ملول،حتى تدافعت الحشود،لمتابعة أطوارإعادة تمثيل جريمة حي النرجس،التي اهتز لها الرأي الوطني،بعدما علم الجميع أن الضحيتين هما طفلان/توأم لايتجاوزسنهما ثلاث سنوات، وأن القاتلة لم تكن سوى خادمتهم التي اؤتمنت على تربيتهم ومراقبتهم وحمايتهم من طرف الأبوين:إبراهيم الدركي بمطار أكَاديرالمسيرة والسعدية الطبيبة الجراحة للأسنان بأيت ملول. فمنذ الساعات الأولى من صباح يوم أول أمس،عاش حي النرجس حركة غيرعادية،فالترتيبات الأمنية اتخذت على أكثرمن مستوى،والمواطنون يترددون على الحي بنوع من الفضول،لمعرفة قصة القتل،والقاء نظرة خاطفة على القاتلة. كان عقرب الساعة يشير إلى الساعة الواحدة والنصف،عندما توقفت سيارات الشرطة أمام منزل الطفلين المقتولين،فنزلت الخادمة المتهمة بالقتل"جميلة حماني 20سنة"من السيارة وهي مطوقة برجال الأمن، قامتها قصيرة وجسمها نحيل وسحنتها تميل إلى السمرة،وعلامات الندوب والقهر والمعاناة تظهر جليا على محياها،وهي ترتدي قميصا ملونا وتنورة وتضع على رأسها وشاحا أسود. وأثناء دخولها لمنزل الضحيتين،قصدتها زوجة شقيق أب الطفلين وصرخت في وجهها بأعلى صوتها"الله يأخذ فيك الحق"قبل أن يبعدها رجال الأمن ومنعوها من الدخول إلى المنزل.... وباستثناء ما تم التقاطه من صور أثناء خروج ودخول المتهمة من سيارة الشرطة، لم تتمكن وسائل الإعلام من التقاط صورداخل المنزل /الفيلا ،بسبب رفض والد الطفلين المقتولين دخول وسائل الإعلام المختلفة إلى المنزل،وحضورها لمتابعة مجريات تمثيل الجريمة من بدايتها إلى نهايتها. هذا في الوقت الذي سبق فيه أن رفض الأب الدركي إعادة تمثيل الجريمة داخل منزله، نظرا لهول الصدمة،ولم يعدل عن موقفه إلا بعد إلحاح وإقناع من طرف المسؤولين الأمنيين والقضائيين،بضرورة استكمال مسطرة التحقيق بخصوص جريمة القتل،التي لا تنتهي بالنسبة للبحث والتحقيق إلا بإعادة تمثيل الجريمة. وحسب ما أفادت به مصادرنا،من عين المكان من،فالخادمة لوت ولفت الطفلين"آدم وسارة"في كيس بلاستيكي وضغطت عليهما إلى أن أزهقت روحهما،ببرودة دم،وبعدها وضعتهما في كيس كارتوني كبير،ثم وضعت عليه الأمتعة لمحوآثارالجريمة التي سيتم اكتشافها من طرف جدتهم (من الأم) التي قدمت توّا من بني ملال بعد سماع خبر اختفاء التوأم (آدم وسارة) ،حيث لاحظت وجود بقع الدم بالطابق السفلي تحت الأرضي،حين ولجته لقضاء بعض الأغراض. وفي ظل التكتم الشديد ورفض الأب والأم الإدلاء بأي تصريح،فضلا عن المعلومات الشحيحة التي استقيناها من هنا وهناك، تظل أسباب القتل إلى حد الآن غامضة،باستثناء ما صرحت به الخادمة لدى الضابطة القضائية من كونها ملَت من تربية الأطفال،فأجهزت على آدم وسارة مباشرة بعد خروج إحدى الضيفات من المنزل. وبالنسبة للأبوين:إبراهيم إيحي الدركي المنحدرمن الراشيدية والأم السعدية الطبيبة المنحدرة من بني ملال، فقد رزقا بأربعة أطفال توائم،فمات واحد منهم مباشرة بعد ازدياده،وعاش الثلاثة الاخرون فأجهزت الخادمة على اثنين،في حين كان الثالث لدى جدته(من الأم) ببني ملال،أثناء وقوع هذه الجريمة. أما الخادمة جميلة حماني (20سنة) المنحدرة من منطقة تالوين بإقليم تارودانت،فقد اشتغلت لدى العائلة لمدة سنة فقط،في حين كانت أختها تشتغل لدى شقيق الدركي،والتي غادرت منزله قبل وقوع الحادثة،حيث ذهبت إلى منزل والديها بتالوين وبقيت هناك. وفي ما يتعلق بالطفلين المقتولين التوأم(آدم وسارة)،وبعد خضوعهما للتشريح الطبي،فقد ووري جثمانهما الثرى بمقبرة الدشيرة الجهادية عصريوم الإثنين 24غشت الجاري،بعد صلاة الجنازة التي أديت عليهما بمسجد الرحمة بذات المدينة.