تحول حي النرجس، بمنطقة الدشيرة الجهادية، في مدينة إنزكان، ظهر أول أمس الثلاثاء، إلى محج للزائرين، والحدث هو نقل المدعوة جميلة، الخادمة المتهمة بقتل الطفلين التوأم، آدم وسارة، من زنزانة بأسفل كوميسارية إنزكان إلى فيلا عائلة الضحيتين، لإعادة تمثيل تلك الجريمة. اختلط الزوار بالمعزين، وهجر غالبيتهم خيمة عزاء نصبت قبالة مقر مسرح الجريمة، فور وصول كوكبة من سيارات الشرطة إلى عين المكان، واصطف الكبار والصغار، نساء ورجالا، لخطف نظرة من الخادمة المتهمة. يتدخل حراس أمن بزيهم الرسمي لإبعاد الجمهور عن طريق المتهمة إلى مسرح الجريمة، في وقت كانت الخادمة محاطة بثلاثة ضباط شرطة، غلاظ شداد، وهي ترمي الناس والمكان بنظرات حبلى بالاندهاش، الممزوج بالرهبة والخوف. تنزل الخادمة جميلة من سيارة الشرطة، مذعورة من صوت استنكار الجمهور، ولعنات الزوار، ونظرات عائلة الطفلين التوأم، البالغين من العمر ثلاث سنوات، بينما يقبض ضابط شرطة بجسدها النحيف، وتمسك بيده إمساك الخائف من هلاك محقق. بدت جميلة منهكة القوى، إلى حد جعل بعض الحاضرين يضرب كفا بكف، ويقول "هاذي هي مولات الفعلة؟". كانت هيئة المتهمة وشكل لباسها، الغارق في البداوة، وقصر قامتها غير المنسجمة مع سنها البالغ 21 عاما، عوامل تدفع عنها شبهة ارتكاب جريمة قتل مزدوجة على هذا النحو من البشاعة، عن سبق إصرار وترصد، إنها " الجريمة بالصدفة" يقول العميد المتقاعد، محمد الرميلي، رئيس فرقة جنائية سابقا. و"الجريمة بالصدفة "هي تلك التي ترتكب تحت إكراه قوة قاهرة، والقوة القاهرة في قضية آدم وسارة تتضح من خلال ما تداولته وسائل الإعلام بقول المتهم للمحققين"، يوضح الرميلي. وكانت جميلة قالت في التحقيق الأولي للشرطة معها "بين الساعة العاشرة والحادية عشرة صباحا من يوم الجمعة الماضي، وبينما كنا نلعب، سقطت سارة على رأسها، فأغمي عليها، فحركتها، فإذا هي جثة هامدة، فخشيت أن يبلغ آدم أبويه بما حصل فخنقته، وأخفيت جثتيهما في الطابق التحت أرضي بالمنزل". ترفض عائلة الطفلين التوأم آدم وسارة تسلل وسائل الإعلام إلى الفيلا مسرح الجريمة، وتستقبل الخادمة المتهمة بالبكاء والاستنكار، بينما هي غير عابئة بما يجري حولها، وتستجيب فقط لأوامر الشرطة الحركية. كان ضابط الشرطة القضائية يحرك المتهمة من قفاها النحيف، لإثارة انتباهها إلى أوامر رؤسائه، كي تعمل على تجسيد جريمة قتل الطفلين، بينما كان عقلها شاردا، ونظراتها تحمل الكثير من الكلام، وهي تحملق في الناس والمكان، كما يقول مصدر مطلع، دون أن يكشف عن المزيد من التفاصيل. وكانت مصادر أمنية كشفت، أول أمس الاثنين بأكادير، أن تحقيقات الضابطة القضائية حول هذه الجريمة أظهرت ضلوع الخادمة في ارتكابها، وحاولت المتهمة تبرير ما اقترفته بتعرضها لمعاملات قاسية من قبل أسرة الضحيتين، التي يشتغل ربها في صفوف الدرك الملكي، منذ استقدامها من ضواحي ورزازات، قبل أكثر من عام. وتعود فصول الجريمة التي كانت الخادمة منفذتها، والتي حامت حولها الشكوك منذ انطلاق التحقيق، إلى اختفاء الطفلين التوأم، البالغين من العمر 3 سنوات، عن الأنظار منذ الجمعة المنصرم، في ظروف غامضة، بالقرب من منزلهما في حي النرجس بالدشيرة الجهادية بمدينة إنزكان، إلى أن عثر عليهما مقتولين، السبت المنصرم، في الطابق التحت أرضي بمنزل والديهما.