تعقد الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بأكادير، صباح اليوم الخميس، أولى جلسات محاكمة الخادمة حنان، المتهمة بقتل الطفلين آدم وسارة، بمنزل والدهما، في حي النرجس، بمنطقة الدشيرة الجهادية، في أكادير، وإخفاء جثتيهما، في غشت الماضي. وأحيلت المتهمة على غرفة الجنايات بعد مرور أقل من شهر على التحقيق، الذي أمر الوكيل العام لدى استئنافية أكادير، الشرطة القضائية بأمن إنزكان بفتحه مع المتهمة، في إطار مواصلة البحث التمهيدي، بعد اتهامها بقتل التوأم خنقا بمنزل أبويهما. وأفادت مصادر مقربة من الملف "المغربية" أن المحكمة من المنتظر أن تعين محاميا من هيئة أكادير للدفاع عن المتهمة، في إطار المساعدة القضائية، مضيفة أن الخادمة حضرت كل مراحل التحقيق دون دفاع، ووجهت لها تهمة "القتل العمد"، بعد استكمال التحقيق في القضية. وأشارت المصادر نفسها إلى أن والد الضحيتين (دركي) بصفته الولي الشرعي عليهما، من المنتظر أن يتنازل عن حقه القانوني في متابعة الخادمة، موضحة أن جلسات المحاكمة ستكشف عن هذا الأمر. وكان الوكيل العام أمر بفتح التحقيق مجددا في القضية، عندما لم يقتنع برواية المتهمة حول دوافع ارتكابها الجريمة المزدوجة، كما هي موثقة لدى محاضر البحث التمهيدي، وتمديد فترة وضع المتهمة تحت الحراسة النظرية، لمعرفة المزيد من تفاصيل الواقعة، التي هزت جهة أكادير. وكانت المتهمة، المدعوة جميلة، قالت، خلال البحث معها، إنها كانت تتعرض لمعاملة قاسية من قبل أسرة الضحيتين، التي يشتغل ربها في صفوف الدرك الملكي، منذ استقدامها من ضواحي ورزازات للعمل كخادمة، قبل أكثر من عام. وقالت جميلة، في تصريحها للضابطة القضائية "بين العاشرة والحادية عشرة صباحا من يوم الحادث، وبينما كنا نلعب، سقطت سارة على رأسها، فأغمي عليها، فحركتها، فإذا بها جثة هامدة، فخشيت أن يبلغ آدم أبويه بما حصل، فخنقته، وأخفيت جثتيهما في الطابق تحت أرضي بالمنزل". وكشف البحث الأولي مع المتهمة أن عملية خنق التوأم حتى الموت جرت بوضع يديها على رقبتي الضحيتين. وكان سكان الدشيرة الجهادية، بعمالة إنزكان أيت ملول، اهتزوا، يوم السبت 22 غشت الماضي، الذي صادف فاتح رمضان، على نبأ العثور على جثتي التوأم آدم وسارة (3 سنوات)، في قبو بيتهما من قبل جدتهما، التي كانت تبحث عن مكان لذبح ديك، إذ انبعثت رائحة كريهة من القبو، وعثر على جثتي التوأم في علبة كبيرة من الكارتون، ملطخة بالدماء، ونقلت الجثتان، بعد إخراجهما من البيت، إلى مستودع الأموات. وذكرت بعض المصادر أن الخادمة انهارت أمام محققي الشرطة العلمية والتقنية بولاية أمن أكادير، عندما حاولوا أخذ عينات البصمات من جثتي الطفلين، وأقرت، أثناء التحقيق معها، بأنها عمدت إلى خنق آدم وسارة، وقتلهما موضحة أن ما فعلته كان نتيجة العنف، الذي تتعرض له من طرف أم التوأم، بينما أصيب الأب بصدمة حين تلقى الخبر من المحققين، موضحا أن المتهمة تشتغل بمنزله منذ عام، ولم يشك للحظة واحدة أن تكون جميلة وراء مقتل طفليه. وكان والد (دركي) ووالدة (طبيبة أسنان) التوأم سارة وآدم، أعلنا عن اختفاء طفليهما في ظروف غير عادية، قبل اكتشاف مقتلهما، وأبلغا الشرطة ووسائل الإعلام، وجرى البحث عن الطفلين، كما أعلن عن غيابهما عبر وسائل الإعلام.