ضربة جديدة للنظام الجزائري.. جمهورية بنما تعمق عزلة البوليساريو    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    السجن المحلي بالقنيطرة ينفي تدوينات يدعي أصحابها انتشار الحشرات في صفوف السجناء    وهبي يشارك في انعقاد المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب    كأس إفريقيا للسيدات... المنتخب المغربي في المجموعة الأولى رفقة الكونغو والسنغال وزامبيا    الصحف الصينية تصف زيارة الرئيس الصيني للمغرب بالمحطة التاريخية    نشرة إنذارية.. طقس حار من السبت إلى الاثنين وهبات رياح قوية مع تطاير الغبار الأحد بعدد من مناطق المملكة    التعادل يحسم ديربي الدار البيضاء بين الرجاء والوداد    ابن يحيى تشارك في افتتاح أشغال المنتدى البرلماني السنوي الأول للمساواة والمناصفة    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    بوريطة: المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال    يوم دراسي حول تدبير مياه السقي وأفاق تطوير الإنتاج الحيواني    MP INDUSTRY تدشن مصنعا بطنجة    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    أمريكا تجدد الدعم للحكم الذاتي بالصحراء    بينهم من ينشطون بتطوان والفنيدق.. تفكيك خلية إرهابية بالساحل في عملية أمنية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    فاطمة الزهراء العروسي تكشف ل"القناة" تفاصيل عودتها للتمثيل    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    الرابور مراد يصدر أغنية جديدة إختار تصويرها في أهم شوارع العرائش    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لأول مرة في تاريخه.. "البتكوين" يسجل رقماً قياسياً جديداً    زَمَالَة مرتقبة مع رونالدو..النصر السعودي يستهدف نجماً مغربياً    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    تفكيك شبكة تزوير وثائق السيارات بتطوان    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلى مناضل فاض به الكيل
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 25 - 08 - 2009

جان كريستوف كامباديليس قيادي اشتراكي فرنسي، مثير للجدل بآرائه التي يعتنقها كثير من اليساريين الفرنسيين.
هنا رسالة اطروحة الى المناضلين حول القضايا التي تشغلهم.
والمهمة الأولى للاشتراكيين الأوربيين هي التمييز بوضوح مع النهج الليبرالي وتشكيل وسائل تعيين مرشح جميع الاشتراكيين الأوربيين خلال الانتخابات الأوربية المقبلة.
صديقي، رفيقي العزيز.
ألا تعتقد أن الحزب الاشتراكي الفرنسي سيكون له الشرف بحمل هذا المسار الجديد؟
نحن نرى، فالأمر لا يتعلق بإنجاز صغير ولكن القيام بدعوة إلى نهضة في ظل شروط اليوم مع رجال ونساء اليوم، كما قال الجنرال دوغول بخصوص الجمهورية الخامسة.
في نفس الحركة، الاشتراكيون يريدون أن يتنفس المجتمع. وهذا لا يعني ذوبان الدولة. لنقل ذلك بوضوح. ليست هناك ديمقراطية بدون دولة قوية وعادلة، لاسيما وأن ثورة الإنترنت والفردانية المفرطة ترهن العلاقة مع الديمقراطية في إطار نوع من الشفافية الكونية.
نريد محاربة ضعف مزدوج، ضعف دولة خانقة وعاجزة وضعف مجتمع خامل وغير مسيس.
نرفض دولة تُناول من الجماعات المحلية وفي نفس الوقت تخنقنا ماليا، مجتمع متروك لحاله إلى هذا الحد، يدفع الناس الذين يحسون أنهم وحدهم في مواجهة العالم إلى الانغلاق في تضامنات إثنية أو دينية.
وليس من المعقول كذلك ألا يكون للدولة التي تقرض الأبناك أو تقلص الضريبة على القيمة المضافة، ألا يكون لها حق المراقبة من أجل سيادة المصلحة العامة.
فالمصلحة العامة، هي كلمة السر التي يجب استعادتها في مواجهة مجتمع الأفراد الذي شجعه اليمين الأوربي، احترام الفرد، وتشجيع رغبته في التحكم في مصيره، دون السقوط في الفردانية الاستهلاكية لنيكولا ساركوزي، يعني استعادة القيم العزيزة لدى مارتين أوبري.
يجب إعطاء ألوان للجمهورية من خلال دولة اجتماعية، نشيطة، مخططة ومحايدة.
ستتفق معي في القول بأن الحياد مسألة حيوية في فرنسا. فهذا وبعيداً عن معركتنا اليومية، يوجد حقل سياسي من أجل إعادة تشكيل سياسي.
هذه السنة ستكون غنية من أجل التقدم في حوار مع الفرنسيين حول هذه القضايا. ويجب أن يمكننا هذا النقاش مع الفرنسيين حول هذا المشروع من تحديد نموذج مجتمعنا، مثل ندوة يناير 2010 حول نموذج الإنتاج التي يجب أن تكون طموحة، ولكن موحدة، لأنه سيكون غير الملائم أن ننقسم على بعد شهرين من الانتخابات الجهوية وموعدنا في يناير 2010 المخصص لوسائل تحديثنا.
انطلاقا من هذا المصير الذي يجب، بطبيعة الحال، أن يكون عقلانيا وبراغماتيا، ألا توجد وسائل بناء نفس في مستوى جبهة شعبية قادرة على هزم ساركوزي؟
علينا أن نطرح السؤال، لأننا نرى البعض منا يقفز على استحقاق 2012 استعداداً لترشيحهم في 2017.
صديقي، رفيقي العزيز
هل يحب التحالف مع تيار الوسط (الموديم).
لقد حسمنا في المؤتمرات، وفرانسوا بايرو خسر في الانتخابات البلدية والجهوية والأوربية، وظل مثل الضمادة لصيقا بنقاشات الحزب الاشتراكي، وهذا النقاش يقسِّم ويشعل فتيل الجدل.
ونعرف جيداً أنه بعيداً عن التصريحات، فإن الانتخاب هو الذي يصنع التحالف. لا أحد يضع في نفس المستوى اقتراعا بلديا، حيث الهيمنة الانتخابية للحزب الاشتراكي واضحة، ولا يمكن القفز عليها وبين الاقتراع الرئاسي الذي تبقى فيه هذه الهيمنة غير مؤكدة.
والنقاش الوحيد الممكن هو: هل التحالف مع تيار الوسط (الموديم) فعال بالنظر إلى مشروعنا السياسي؟ هل هذا مفيد من أجل بناء النصر؟
على كل حال، فرانسوا بايرو لا يقاسمنا لا استراتيجيتنا ولا مشروعنا. بالأمس كان يريد أن يكون اليمين الآخر، واليوم الوسط ولكنه مازال لا يريد أن يكون اليسار الجديد. إنه يريد إعادة تشكيل سياسي يمر عبر انفجار الحزب الاشتراكي واتحاد الحركة الشعبية. هل نريد ذلك؟ هل سنكون انتخابويين الى هذا الحد، لا يهم سوى الفوز مهما كان محتوى التحالف المفترض؟ رغم أن كل هذا يبدو أمراً غير مؤكد. هل من الممكن ولو لمرة واحدة، طرح السؤال التالي: لماذا يجب أن يتحالف الاشتراكيون مع الموديم؟ لماذا يجب أن يتحالف الاشتراكيون مع الوسط، بينما فرنسوا بايرو لا يرغب في ذلك؟ بينما هو يجعل من قطيعتنا مع اليسار الموحد شرطاً مسبقاً لإعادة تشكيله؟ لم أسمع أبداً أحداً من أنصار التحالف مع الموديم يندد برفض فرانسوا بايرو التحالف مع اليسار. وهذا التبرير هو المستعمل للتنديد بالحزب الاشتراكي. ولكن أؤكد لك أن فرانسوا بايرو لا رغبة له بتاتا بهذا التحالف.
ونفهم ذلك جيداً «فالوسط الرئاسي» لا معنى له إلا في القدرة على تجاوز الحزب الاشتراكي. فإذا تحالف بوضوح مع اليسار سيصبح شريكاً مثل الآخرين وسيحرم نفسه من إمكانية أخذ مكاننا في الرئاسيات. وكون بايرو يبدو أكثر يمينا بالنسبة لليسار، وأكثر يساراً بالنسبة لليمين خلال دور ثان للرئاسيات لا يطرحه أحد. الجميع يعتقد أو يبدو هكذا... أنه يكفي أن تصل الى الدور الثاني لكي تكون الحركة أوتوماتيكية.
لدى فرانسوا بايرو استراتيجية ولا أرى لماذا يجب مؤاخذته عليها: أن يكون الملجأ ضد نيكولا ساركوزي. وفي هذا الطريق سيذهب أبعد ما يمكن مع اليسار دون أن يفقد موقعه كرجل توازن، بل يمكنه القول إنه لن يخلط أصواته مع أنصار ساركوزي. ولكن انطلاقاً من اللحظة التي يرفض فيها اليسار، ستقول بأن ذلك لا يفيدنا كثيراً. اللهم إذا تم اختيار فرانسوا بايرو كمرشح، وهو أمر آخر، وبالتالي لا أرى فائدة من أن يجعل من هذه المسألة مشكلا استرتيجياً محورياً.
يمكن أن نفهم أيضاً البيئيين، لأنه في حالة تحالف بين الوسط والحزب الاشتراكي والخضر، يمكنهم أن يطرحوا أنفسهم كمحور. وهنا تكمن استراتيجية دانييل كوهن بنيديت. هل هي استراتيجية الخضر؟ وكون هذه الاستراتيجية لا تتوفر على أدنى حظ للفوز في الانتخابات الرئاسية ليست مشكلا لرئيس الفريق الإيكولوجي في البرلمان الأوربي.
إنه يراهن على مسلسل طويل وحتمي لتعويض الحزب الاشتراكي. باسم ماذا علينا أن نكون مازوشيين إلى هذا الحد لتسهيل استراتيجيات لا تريد لنا الخير؟
ويبقى أنه لا يمكننا إعلان التحالف مع شخص لا يريد ذلك، لماذا يريدون أن ينتحر الموديم من أجل الحزب الاشتراكي؟ فرانسوا بايرو يريد التحالف غداً إذا كان في القيادة. ولكننا لن نلحق أبداً «مجال اليسار النقدي» بهذا التحالف. وليس لأننا كنا تاريخيا على حق بخصوص اليسار الشيوعي وحتى المتياسر
فذلك يعني أن هذا اليسار ليس حقيقة انتخابية تقارب 10% ،ومع ذلك فالتحالف مستحيل كذلك بالنسبة لمن يدعون للتحالف مع أقصى اليسار، صحيح هم أكثر تحفظا، ويعرفون أن المغامرة تزعج البعض من اقطابهم، لاسيما إذا كانوا من قدماء 68، فهم مثل بايرو لا يريدون تحالفا معنا، بل وحتى المشاركة في الحكم معنا، نحن عقبة أمام استراتيجيتهم المتمثلة في بناء جبهة يسارية واسعة قادرة على التأثير علينا تقود إلى تحالف إلى اليسار إلى حد يكون قادرا على تحرير جزء من ناخبين ودفعهم نحو فرانسوا بايرو.
إذن كيف السبيل لضبط أطراف هذه الحلقة؟
نحن اشتراكيون، ولا يبدو لي لاأخلاقيا أن نهتم بالحفاظ على موقعنا، فالحزب الاشتراكي ليس نتيجة لتحالف مع أوليفيي بوزنسونو، لأن هناك حركات اجتماعية اليوم، وفي الغد هو نتيجة تحالف مع فرانسوا بايرو لأنه «هو أفضل معارض» ولا هو نتيجة تحالف مع الخضر لأنهم حققوا تقدما ملموسا في الانتخابات الأخيرة. علينا ألا نبدأ في ابتكار استراتيجيات بالصدفة هي في الحقيقة تضعفنا. لننطلق من مشروعنا، من مبادئنا، من رغبتنا من أجل بناء تحالف فعال هدفه إزدهار الجميع وكل واحد من مكوناته، نريد أن نفوز مع أحزاب شريكة تقبل الحكم معنا. آخرون يرفضون هذا الأفق، لكن لهم خصم مشترك هو نيكولا ساركوزي.
علينا أن نفرق بين عقد الوحدة الذي يخلق الديناميكية واليقين والقيادة و بين الإلتقاء المضاد لساركوزي الذي يمثل العدد. هذا العقد يجمع من يريد أن يحكم جماعيا بلدية، جهة، البلد، والالتقاء هو تعبير دون شروط مسبقة للرغبة في تفكيك جناح ساركوزي.
خطابنا بسيط: «إذا كانت معارضتكم لساركوزي حقيقية، إذن ادعموا اليسار الموحد عندما سيكون في وضع يسمح له بهزم ساركوزي» فلو اختار بايرو وبوزنسونو جناحهم في الانتخابات الرئاسية، لما وصلنا الى هذه الوضعية. إذن علينا ألا نعيد الكرة، ولكن من أجل وضع شفرة بحدين، على الحزب الاشتراكي أن يستعيد روحا. سنعود إلى ذك.
صديقي، رفيقي العزيز
هل يجب تجاوز استحقاق 2012؟
«لا يمكن هزم ساركوزي» نسمع ذلك هنا وهناك. والعديد من المسارات الشخصية تبنى على هذا الرهان.
ليس لأننا لا نرى الآن من باستطاعته هزم نيكولا ساركوزي، معنى ذلك أنه لا يمكن هزمه. فهذه الوضعية ليست كلها سيئة. فرئيس الجمهورية مرشح ولا يعرف من سيواجه، وحصيلته على مستوى الدبلوماسية هزيلة ومنتقدة. صراع تافه مع باراك أوباما، عودة إلى أسلوب شيراك في التعامل مع روسيا، الفشل الذريع مع الصين، علاقات بدون استراتيجية مع البرازيل، علاقة مبهمة أو احتقارية مع افريقيا، ساركوزي يعاني أيضا في استطلاعات الرأي، وشعبيته سلبية، ولم يتم تحقيق أي من إلتزاماته ولو أنه يؤكد عكس ذلك، والفرنسيون لا يؤيدون لا الرئيس ولا اتحاد الحركة الشعبية الذي حصل خلال الانتخابات الأوربية على 28% صحيح أنه في المقدمة ولكن كما قال جان بيير رافران «بدون حليف، إنها الهزيمة المحققة».
فالصراع داخل اليمين أقل بروزا في الإعلام منه بالنسبة لليسار. نتساءل لماذا. ولكن الخلاف حقيقي وأكثر عنفا...
ساركوزي لا يمكنه الفوز إلا بتقسيم خصومه، ويجتهد في تمزيقهم ويعمل جاهدا على أن لا يفوز أحد في استطلاعات الرأي. وبالنسبة له فهذه السنة حاسمة ليس فقط لأنه سيواجه العجز العمومي والاجتماعي والديمقراطي، بل أيضا عليه أن يسجل نقاطا حاسمة في الانتخابات الجهوية. ستتفق معي في القول بأن هذه المرحلة حاسمة أيضا بالنسبة لنا وساركوزي يعد لها بعناية.
استراتيجية الرئيس للانتخابات الجهوية بسيطة: النفخ على جمر تنافس لا مجال له بين التناقضات يجعل الدور الثاني صعبا. إطلاق حملة شعبوية ضد اللامركزية. توظيف جدل ثانوي حول الضرائب، ويمكن تلخيص حملة الانتخابات الجهوية كالتالي: جهات له من جانب وجهات للاخرين جميعا من جهة أخرى. و اتحاد الحركة الشعبية يريد أن يجلب لساركوزي جهات بهدف مزدوج: إعطاءه فوزا يفتح له الطريق لإعادة انتخابه وبالأخص إنجاح إعادة مركزية الدولة عبر حملة ضد تداخل الاختصاصات وتضخم عدد المنتخبين.
يريد أن ينزع سلطة قرب من الفرنسيين ليجمعها في يد واحدة. إنها معركة للامركزية ضد إعادة المركزية.
واحزاب اليسار والإيكولوجيون على علم. لقد حكموا الجهات لمدة خمس سنوات في إطار الوحدة. والاختلاف سيفقدهم الجهات. ولكن أكثر من ذلك سيفتح الباب أمام إعادة انتخاب ساركوزي.
وليس هناك أدنى سبب ليفوز ساركوزي بالانتخابات الجهوية وبالرئاسيات المقبلة. أولا لأنه لا يستحق ذلك، وليس أكيدا أن الفرنسيين لا يرغبون في التغيير مع الخروج من الأزمة. ثم إن الحصيلة السلبية واضحة... لنرى أين توجد البلاد. فالعجز العمومي في تزايد، والبطالة في تزايد، وانعدام الأمن في تزايد. فهو تخلى عن أي إصلاح جبائي. والضرائب غالية وغير عادلة. والرئيس لن يفلت من مخطط تقشفي مبني على تقليص النفقات في مجال الصحة والتقاعد والتربية. وهذا سيكون نقاش الدخول السياسي المقبل.
فسياسته لا يمكن أن تخلق صدمة الثقة التي ينادي بها، لأن ساركوزي هو مجتمع القلق، والجمود الذي يوجد عليه تجاه الانفجارات الاجتماعية دليل على هذا الوضع المقلق، أما ما ينتظر الشباب في هذا الدخول فهي وضعية احتقان وبدون حل، وماذا عن الأمن؟ فنظرية ساركوزي المبنية على تأمين مراكز المدن وتنظيم حملات قمع في الضواحي كانت كارتية، وخلاصة القول، نظام ساركوزي فشل.
الغضب، القلق، الاحباط في كل مكان حتى في المدرسة، حيث يتم حذف المناصب إلى درجة أن المدرسين لا يعرفون ماذا يفعلون، وفي نفس الوقت لم تعد المدرسة مكان لتحصيل المعارف والتعلم، بل مسار المحارب لبلوغ الامتياز المدرسي، ولم نعد نسمع كلمات «تربية» «تثقيف» الجميلة .
هل سيؤدي هذا القلق إلى غضب ورغبة في التغيير، اعتقدت في يناير الماضي أن الحركة الاجتماعية ستتصاعد، لكن الملاحظ أن الأجراء يفضلون الحصول على تعويضات للرحيل بدل المواجهة ضد التسريعات، هذا يفسر كثيرا وضع القلق السائد ولكنه لا يقول شيئا حول مآل هذا الغضب الاجتماعي الزاحف ،ورغم ذلك ترى معي ليس فقط بؤسا أخلاقيا سيكولوجيا ،ثقافيا واجتماعيا في فرنسا ولكن أيضا تدهورا جماعيا لمستوى عيش الفرنسيين، هذا لا يمكن أن يستمر طويلا...
علينا أن تعيد الثقة ببناء خطاب سياسي متجه نحو المستقبل، وهذا يمر عبر الوحدة، والاشتراكيون لا يمكنهم أن يأملوا في جمع اليسار ثم البلد وهم أنفسهم غير موحدين.
صديقي، رفيقي العزيز
إذن من العمل؟
عدم الاساءة للآخرين لاغير...
الاشتراكية تاريخ يتجاوزنا، فهي ليست للوضع في الرف كأكسيسوار، الاشتراكيون اليوم مدانون بمجرد الهجوم عليهم، ماذا تعني حملة اعلامية فضفاضة بالنظر لما عاناه اسلافنا لفرض أنفسهم؟ إذا كنا نريد أن نكون أوفياء لما كانت عليه أسباب التزامنا وحتى إن كنا نريد مصيرا، علينا أن نتحلى بصدق شجاعة العمل الجماعي الذي يبقى معياره الأول هو الرغبة في رفع عملنا نحو المصلحة العامة وليس الاساءة للآخرين.
إذن، لنوقف النقاشات الخاطئة، التحليل حول الحزب الاشتراكي متفق عليه، لنوقف التقسيمات الخاطئة «الجهاز» ضد «الاصلاحيين» لا أحد يريد الاحتفاظ بالحزب الاشتراكي لمؤتمر ابيناي، ولا أحد يملك ادوات تصفية الحزب الاشتراكي، لنوقف المواقف الخاطئة، فالنقاش حول اليمين واليسار داخل الحزب الاشتراكي متجاوز، لأن الامر يتعلق باعادة بناء.
وبالأخص لنوقف نسف عملنا ولنوجهه نحو الوحدة، ألم ننجح في تجاوز الشرخ السياسي الذي أحدثه الاستفتاء حول معاهدة الدستور الاوربي وذلك من خلال قرار لم يطعن فيه أحد?.
أليس مؤتمر ريمس وراءنا؟ أليس لكل واحد رغب في ذلك مكان في القيادة؟ ألم تقم مارتين أوبري سيغولين روايال، برتراند دولانوي أو لوران خانيوس بالمبادرات اللازمة لرمي الاحقاد في النهر؟ ولكن مع ذلك علينا ألا نتصرف كباشوات مرتاحين للمواقع المكتسبة، لنستمع للفرنسيين، هناك عمل حقيقي للتجديد يجب القيام به، علينا أن نقطع نهائيا مع هذه الاستراتيجية السيئة التي تراهن على التأثير الميكانيكي للتداول، فهي استراتيجية كبدتنا خسارة رئاستين.
البرلمانيون صادقوا في يوليوز على وثيقة تقول «كفى» ألم يحن الوقت للتقدم نحو ميثاق حقيقي للوحدة فيما بيننا من أجل اعادة البناء؟
وأول عمل في هذه الوحدة هو أن يتعهد كل منتخب، كل مسؤول لمدة سنة بعدم انتقاد الحزب الاشتراكي أو رفاقه والعمل فعلا من أجل إعادة البناء.
إذا كان مستحيلا إسكات الانتقادات، علينا أن ننتظم من أجل إسماع صوت التجديد والتجميع، لم نصل بعد إلى هذا المستوى.
صديقي، رفيقي العزيز
آمل أن أكون قد أجبت عن الاسئلة الرائجة بكثرة بيننا، وأن ذلك أثار نقاشك، الأمر لا يتعلق باقناعك بكل شيء، التفكير ليس كلام انجيل ولكن إذا تمكنت من تنوير الرهانات والنضال من أجل الدفاع عن الوحدة فمجهودي لم يذهب سدا.
أعرف أن كل واحد في هذه العطلة يعد للدخول المقبل. أتمنى أن يكون هذا الدخول بناء، نحن نراهن على أكثر من مستقبل شخصي لبعض الاشخاص، فالأمر يتعلق بتاريخنا وبمستقبل الفرنسيين.
> جان كريستوف كامباديليس
(نائب عن باريس)
انتهى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.