يبدو أن تطمينات الحكومة بأن كل شيء سيكون على ما يرام في ما يخص أثمنة المواد الغذائية من خضر وفواكه ولحوم وحليب، خلال شهر رمضان، قد دكها الجمل حتى قبل حلول هذا الشهر المبارك. إذ نطت وقفزت الأثمنة بشكل كبير لتصل إلى نسب تقول إن الغالبية العظمى من المغاربة سيشربون حريرتهم بما قل ودل، وسيصومون عن الأسماك واللحوم، ويزهدون في الفواكه، ويكتفون بالكفاف والغنى والاستغناء عن كل ما سلف، إلا إذا ما لجأوا إلى السلف طبعا، ونقصد به الكريدي وليس أي سلف آخر. ولأن هذا الشهر الأبرك لن يُسلِّم الغالبية العظمى من المغاربة، إلا للدخول المدرسي، مع ما يتطلبه ذلك أيضا من مصاريف تتجاوز الطاقة عادة، وأيضا من سلفات ترهن ما ترهنه من أجرتهم، فإن المرء لا يملك إلا ن يدعو بأن يكون في عون هذه الغالبية العظمى من المغاربة وأن يجزي لها صبرها. أما تطمينات الحكومة فإنها إذ تقول إن كل شيء متوفر، فهي تقول أيضا: من قال إن الحريرة باردة يدير يدو فيها!