شهدت أسعار اللحوم الحمراء زيادة ابتداء من يوم الإثنين الماضي لتصل إلى 75 درهما بعدما كان سعرها يتراوح بين 60 و 65 درهما للكيلوغرام الواحد بالدار البيضاء. وحسب مصادر مطلعة بأمور تزويد الأسواق البيضاوية باللحوم الحمراء، فإن ارتفاع الأسعار ناجم عن ضغط الطلبات المرتفعة والمتوقع أن تزداد بشكل كبير خلال شهر رمضان، مما يعني ارتفاع الطلب مقارنة مع محدودية العرض المتوفر، فيما لم يستبعد مراقبون تأثير تردد بعض المزودين للمجازر بالمواشي، على هذه المعادلة، وذلك نظرا لوفرة الأعلاف، خاصة وأن عيد الأضحى المبارك يعد من أهم أهدافهم وفق استراتيجية تضمن لهم أرباحا أكثر مما يمكن جنيها في مناسبة الشهر الفضيل. وحسب بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري صدر الأسبوع الماضي، فإنه سيتم تأمين تزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء طيلة شهر رمضان، حيث أوضح البلاغ أن دراسة الوضعية الحالية تؤكد أن الإنتاج المتوفر خلال شهر رمضان لهذه السنة يقدر ب31 ألف و500 طن، في الوقت الذي يقدر فيه الطلب ب32 ألف طن، مضيفا أن تموين السوق بالمنتوجات الأكثر استهلاكا خصوصا اللحوم الحمراء، عرف تقلبات مرتبطة أساسا بالظروف المناخية. وقد أوضحت العديد من المصادر أن اللحوم الحمراء بالدار البيضاء كانت تعرف توازنا نسبيا قبل شهور، حيث كان تزويد الأسواق بهذه المواد الغذائية كاف نسبيا، لكن مع حلول شهر رمضان، وبالنظر للإقبال المرتفع على اللحوم الحمراء من طرف البيضاويين، فإنه من المنتظر أن تعرف الأسواق خصاصا كبيرا في هاته المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها في موائد العشاء أو السحور لدى أغلب البيضاويين. وحذرت مصادر مطلعة على أمور أسواق اللحوم بالدار البيضاء، من تنامي ظاهرة الذبيحة السرية التي يرتقب أن تعرف انتعاشا كبيرا بالمدينة، خاصة وأن نقط تمركزها من الصعب ضبطها، لأنها تنتشر بالعديد من الأحياء البيضاوية سواء منها الهامشية أو الضواحي وحتى بعض الأحياء المصنفة ضمن «الراقية». وفي هذا السياق أكد مهتمون بأن دخول لحوم الذبيحة السرية إلى الأسواق البيضاوية سيشكل منافسا قويا للحوم المجازر، وذلك راجع للأثمنة التفضيلية المقترحة، حيث أفادت نفس المصادر أنه من المنتظر أن تبلغ أثمنة لحوم الذبيحة السرية 60 درهما، وهو سعر يعتبر مغريا مقارنة مع السعر الرسمي الذي عرف زيادة قبل أيام من حلول شهر رمضان. وهذا ما سيكون له تأثير على أسواق اللحوم الحمراء خاصة بالنسبة للشريحة الشعبية الغالبة على الأحياء البيضاوية. ولم يخف عدد من المتتبعين لهذا الشأن أن تلجأ بعض محلات الجزارة إلى الاستعانة بلحوم الذبيحة السرية لكسب المزيد من المداخيل من جهة، ولتزويد الزبائن باللحوم المطلوبة من جهة أخرى، وهذا ما سيفرض على لجن مراقبة اللحوم لدى محلات البيع، مضاعفة مجهوداتها في هذا الصدد.