جدد الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية ادريس بنهيمة، استعداده للتحاور مع الربابنة المضربين عن العمل، ولكنه اعتبر بأن ظروف العمل تفرض ، من الناحية التقنية، أن يكون الحوار بعد استئناف العمل، لأن مجموعة من مدراء الشركات يضطرون في أيام الإضراب إلى التنقل لمعالجة مختلف الطوارئ وللتخفيف من حدة المشاكل التي تواجه المسافرين. من جهته أعلن الناطق الرسمي باسم الجمعية المغربية لربابنة الجو نجيب الإبراهيمي أن كل الربابنة المغاربة مدينون في ما آلت إليه وضعيتهم الاجتماعية للدولة المغربية وللخطوط الملكية المغربية ، هم « ليسوا جبناء ولا مرتزقة حتى يتنكروا لفضل الدولة والشركة عليهم، فهم يتلقون باستمرار عروضاً أجنبية أحسن بكثير من الوضعية التي توفرها لهم الخطوط الملكية المغربية ولكنهم يرفضونها لأنهم منتوج المنظومة التعليمية الحكومية، ولكنهم يرفضون في نفس الوقت ما أسموه ب «تلقين الدروس»، معتبرين بأنه ليس من اختصاصهم التدخل في مناقشة ما إذا كان الإضراب مازال ينفع في حل النزاعات أم لا. وبخصوص الإضراب أكد الإبراهيمي أن الجمعية لم تتلق صباح يوم الإثنين الأخير أية إشارة من الإدارة العامة لتحديد موعد للحوار رغم أن الشركة تخسر يومياً حوالي 1.7 مليار سنتيم، ورغم أنها تشغل ربابنة أجانب لا تزيد مدد الرحلات التي أنجزوها عن 4000 ساعة بينما حوالي 140 من الربابنة المغاربة أنجزوا ما يزيد عن 7500 ساعة من الطيران ولهم مستويات تكوين عالية ولكنهم يتقاضون أجوراً وتعويضات أقل مما يتقاضاه الأجانب. وبعد التذكير بحالة الربان الإسباني الذي يبيت في مليلية المحتلة في انتظار مواعد الرحلات التي ينجزها من الناظور، أعلن الإبراهيمي أن الجمعية تطالب بإعطاء الأولوية للكفاءة الوطنية، وهي مصممة على مواصلة الإضراب ما لم تتوقف الإدارة العامة عن خدش وطنية الربابنة المغاربة. عند عرض هذا الطرح على ادريس بنهيمة أكد أنه سبق له أن اقترح عقد لقاء مع ممثلي الجمعية دون شروط مسبقة،ولاحظ أن الربابنة أنفسهم يعرفون أنه من الناحية العملية يستحيل عقد الحوار مباشرة بعد استئناف العمل، واستغرب كيف أن الربابنة التحقوا بالعمل في الساعة الثامنة من صباح يوم الإثنين الأخير، ولكنهم عادوا للدخول في إضراب جديد، وصفه بالعشوائي، دون سابق إنذار. وبالمناسبة جدد استعداده للتحاور شريطة أن يتم ذلك بعد وقف الإضراب وعودة حركة الطيران إلى وضعها العادي، كما رفض المقارنة بين ما يتقاضاه الربابنة المغاربة وبين ما يتقاضاه نظراؤهم الأجانب، وبرر طرحه هذا بكون العلاقة مع المغاربة طويلة الأمد، بينما هي مع الأجانب محصورة في الزمن ومرتبطة بوضعية استثنائية، ولكنها في ذات الوقت خاضعة لما هو معمول به في السوق العالمية. وعند تعرضه لموضوع المغربة، انطلق ادريس بنهيمة من كون الخطوط الملكية المغربية تتوفر على 60 طائرة وبذلك فإن تدبيرها يحتاج إلى 600 ربان، وما دام أن عدد المغاربة لا يتجاوز 450 رباناً، فإن تعويض الخصاص يتم بالضرورة بحوالي 150 ربانا أجنبيا، وهؤلاء الربابنة لا يتم تشغيلهم إلا بعد حصولهم على ترخيص من مديرية الطيران المدني التي لا تخضع لسلطة الخطوط الملكية المغربية علماً بأن هذه التراخيص لا تسلم إلا بعد التأكد بشكل صارم من أن طالبيها يستحقونها ويستجيبون لكل المعايير، فالمغربة في ظل الوضع الحالي مستحيلة سواء تعلق الأمر فقط بالخطوط الملكية المغربية وفرعياتها، أو تعلق الأمر بباقي شركات الطيران المغربية. وما دام أن الالتحاق بالشركة الفرعية أطلس بلوو هو الذي أثار بشكل حاد طبيعة الوضعية التي سيكون عليها الربان المغربي، فإن بنهيمة ذكر بأن الشركة الأم لها قانونها الداخلي، كما أن الشركات الفرعية لها قوانينها الداخلية، ومن الطبيعي أن يخضع كل ربان لقانون الشركة التي يعمل بها لكن هذا لم يمنع من كونه لا يعارض أن يلتحق بعض الربابنة بشركة أطلس بلوو لمدة معينة على أن يستعيد وضعيته الأصلية مباشرة بعد عودته للشركة الأم. وفضلاً عن كل هذا، فإن تقريب وجهات النظر لا يتحقق عن طريق الإضراب و|إنما عن طريق الحوار البناء. وبخصوص إقامة الربان الإسباني في مليلية المحتلة، أوضح بنهيمة أن الربابنة المغاربة الذين يغطون رحلات الناظور يبيتون بدورهم في مليلية لأنهم لا يرضون بمستوى الإقامة المتوفر في الناظور. إن التلويح باستمرار الإضراب في ظرفية متميزة بكون الطلب فيها على النقل الجوي يصل إلى ذروته، وبكون نسبة هامة من الزبناء يستحقون فعلاً الاستفادة من «الخدمة الوطنية» لأنهم ليسوا مثل السياح الذين تنتهي معاناتهم بمجرد وصولهم إلى وجهتهم وهذا الوضع ينطبق على الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي تواجه مخاطر فقدان مناصب العمل، كما ينطبق على المعتمرين الذين قد يتعرضون لصعوبات تفقد مناسك العمرة الجدوى الدينية المبتغاة منها. فما دام أن طرفي النزاع يؤكدان استعدادهما للحوار فما الذي يمنع من الالتحاق الفوري بمراكز العمل مع تحديد موعد للحوار في الأسبوع الموالي؟.