هاجم برلمانيون استقلاليون، رئيس شركة الخطوط الملكية المغربية «لارام» بشدة إدريس بنهيمة، واصفين إياه ب»المتعنت» وبأن تصرفاته مع إضراب ربابنة الشركة «ترجع بالمغرب إلى سنوات خلت»، متسائلين عن الجهة التي يعمل لفائدتها عندما يرفض الحوار مع الربابنة ويكتري طائرات أجنبية من أموال المؤسسة التي يشرف على تسييرها خلال الأيام التي أضرب فيها الربابنة. وجاء هذا الهجوم العنيف على إدريس بنهيمة في سؤال كتابي وجهه فريق حزب الاستقلال بمجلس المستشارين إلى الوزير الأول الاستقلالي عباس الفاسي، بشأن إضراب الجمعية المغربية لربابنة الجو. وورد في السؤال الكتابي، الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، أن «إضراب الجمعية المغربية لربابنة الجو بقدر ما هو خطير بقدر ما يثير الكثير من التساؤلات الصميمية، بل يبعث على الشك لا سيما إذا علمنا أن هؤلاء الربابنة تتمحور مطالبهم في مطلب صغير وبسيط وشرعي، ألا وهو مغربة وظيفة ربان طائرة سكاي بلو، علما أنهم ضحوا باستفادات مادية ومعنوية كبيرة في شركة الخطوط الملكية المغربية». وقد حمل السؤال توقيع كل من خديجة الزومي ومحمد العربي القباج ومحمد تيتنا العلوي ومحمد كافي الشراط وعبد الله العزابي. ووصف المستشارون البرلمانيون إدريس بنهيمة ب»المتعنت» عندما يرفض مطالب الربابنة ويرفض الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض معهم، وبالمقابل قبل بالإضراب وعمد في نفس الوقت إلى كراء طائرات بأموال كثيرة. وأوضح البرلمانيون في سؤالهم الكتابي أن «تعنت الرئيس المدير العام للشركة غير المبرر يمس بالتوازنات المالية للمؤسسة، ويستخف بالأطر، حيث يقبل بالإضراب ويستأجر طائرات بأموال باهظة يوميا، ويعثر ظروف رجوع أفراد الجالية المغربية مما يؤثر سلبا على استئناف عملهم، ولا يطيق أن يفتح حوارا جادا هادفا، علما أن هذا الحوار لا يتطلب أغلفة مالية عالية ولتكن! كان عليه أن يستجيب للحوار وكان عليه أن يصون مالية المؤسسة في الموسم الذي يعرف إقبالا كبيرا، فلصالح من يعمل هذا الرئيس المدير العام؟ وماذا يضيع إذا حضن الربابنة المغاربة والذين عرفوا بكفاءاتهم العالية دوليا؟». وطالب المستشارون الاستقلاليون من الوزير الأول عباس الفاسي التدخل من أجل وضع حد «لهذا التصرف الذي لم يعد مسوغا في دولة الحق والقانون»، وبفتح حوار مع الربابنة ومع فئة «التقنيين الذين ما فتئ الرئيس المدير العام يعاقبهم على الانتماء النقابي ويطوح بكل من مارس حقه النقابي وكأنه يرجع بالمغرب إلى سنوات خلت». وذكرت مصادر مطلعة ل«المساء»، أن المستشارين الاستقلاليين كانوا يريدون في البداية توجيه سؤال شفوي إلى وزير النقل والتجهيز كريم غلاب، غير أن القيادة الحزبية تدخلت من أجل الحؤول دون ذلك على اعتبار أن كريم غلاب لا سلطة له على الشركة. وبالتالي تم تحويله إلى سؤال كتابي. وأضافت نفس المصادر أن نسخة من السؤال الشفوي وجه إلى جريدة «العلم» الناطقة باسم حزب الاستقلال من أجل نشره، غير أن تدخلات من القيادة الحزبية حالت دون ذلك. غير أن رجاء بنسعود مسؤولة التواصل بشركة «لارام» أكدت أن الإدارة لم تتوصل بأي شيء في هذا الإطار بشكل رسمي، مؤكدة أن الإدارة قامت بواجبها من خلال كراء طائرات من أجل إيصال المسافرين إلى وجهاتهم، واستجابت لمطالب الربابنة وبأن الشركة قامت من تلقاء ذاتها سنة 2006 بتطبيق مبدأ المغربة، كما أن الإدارة ترحب بأسلوب الحوار والنقاش كسبيل لحل الإشكالات والخلافات. ومن جهة أخرى، عبر نجيب الإبراهيمي الكاتب العام للجمعية المغربية لربابنة الجو عن تشاؤمه إزاء جلسة الحوار التي من المنتظر أن تعقدها الجمعية مع إدارة شركة الخطوط الملكية المغربية «لارام» يومه الاثنين على الساعة العاشرة صباحا، على اعتبار أن شروط الحوار لم تتوفر بعد. وتساءل نجيب الإبراهيمي عن أي حوار تتحدث شركة «لارام» في ظل استمرار كراء الطائرات من الخارج بالرغم من أن الربابنة عادوا إلى العمل ابتداء من يوم الخميس الماضي، وفي ظل تطبيق عقوبات تأديبية بحق بشرى البرنوصي الناطقة الرسمية باسم الجمعية المغربية لربابنة الجو، ومنعها من قيادة الطائرات إلى متم الشهر الجاري عقابا على تصريحات صحفية سابقة قالت فيها إن شركة «لارام» طبقت التخفيض على الضريبة على الدخل بالنسبة لجميع العاملين بالشركة باستثناء الربابنة. ومن جهتها أكدت رجاء بنسعود أن إدارة «لارام» اتخذت في حق بشرى البرنوصي تلك الإجراءات بعدما لم تمتثل للاستدعاءات التي وجهت لها من قبل إدارة الشركة، وهو الأمر الذي نفاه نجيب الإبراهيمي.