«إزوران» هذا هو الإسم الجديد لمهرجان أيت عبد الله دائرة إغرم إقليمتارودانت، »مهرجان إزوران« كان هذا العام، وكان معه جمهوره العريض على موعد مع الدورة الثانية أيام 3,2,1 و4 غشت 2009 بمركز قيادة أيت عبد الله (سوق السبت). يمكن القول إن مهرجان »إزوران« قد عرف ولادة جديدة في دورته الثانية هذه السنة، و«اختارت قهاوي الصحراء - أسطا راعية وممولة المهرجان، اختارت تنظيمه في إطار الاحتفال بعيد العرش، الذي يخلد هذه السنة الذكرى العاشرة لتربع جلالة الملك على عرش أسلافه المنعمين» كما جاء في كلمة ألقاها بالمناسبة مدير المهرجان السيد محمد أسطايب صباح يوم السبت فاتح غشت، أول أيام المهرجان كان ذلك إحدى سمات الولادة الجديدة للمهرجان، ومن تلك السمات أيضا، أنه يأتي بعد خمس سنوات على انطلاقته الأولى في دورته الأولى عام 2009. وأوضح مدير المهرجان السبب الذي أدى إلي تأجيل الدورة الثانية إلى هذا الصيف، وكان سببا قوميا نبيلا أقنع الجميع، الا وهو «التضامن مع الشعبين الشقيقين الفلسطني واللبناني إثر تعرضهما للعدوان الإسرائيلي الغاشم عام 2006». هكذا جاء مهرجان آيت عبد الله في طابعه الجديد «مهرجان إزوران»، وامتد أربعة أيام بدل ثلاثة، واتسعت فيه الخدمات الاجتماعية الطبية في حملة شارك فيها أطباء وصيادلة وممرضون ثاني أيام المهرجان (الأحد 2 غشت) وأقبل عليها المواطنون هناك، وخضعوا للفحوصات، وتسلموا الدواء بالمجان، كما كان الختام مِسْكاً، حيث نُظم حفل ديني تميز بختم القرآن الكريم من طرف ثلاثمائة من حملة القرآن (طالب). و حضر الغذاء ذلك اليوم بمناسبة الختم 1100 شخص، وتم ذبح ذبيحة سلمت كاملة لطلبة مدرسة سيدي لحسن وعبد الله العتيقة التي احتضنت الحفل، بينما كان الغداء للألف والمائة شخص الحاضرين من طرف ممول خاص (تريتور). هكذا كان الختم يوم 4 غشت، وشهدت الأيام الثلاثة الأولى 3,2,1 غشت إلى جانب الحملة الطبية، أوراشا ترفيهية يومية للأطفال، وعروضا سينمائية لأفلام أمازيغية. كما شهد المهرجان سباقا في العدو عل الطريق انطلاقا من دوار أزاكور إلي سوق السبت المركز، ولمسافة خمس كيلومترات، وذلك صباح الاثنين 3 غشت، بمشاركة العديد من الشباب من المنطقة وخارجها. وكانت ملاعب إدعادية آيت عبد الله ميادين للتباري في كرة القدم المصغرة التي استمرت ثلاثة أيام. أمسيات المهرجان ولياليه، مع جمهور بعشرات الآلاف من النساء والرجال (انظر الصور). أحيتها ثلة من الفنانين الأمازيغيين، وكانت نسبة هامة من هذا الجمهور من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والتي كانت متعطشة لتلك السهرات الفنية الرائعة، فواكبتها بحضور متميز، وتجاوبت معها. هكذا غنت في سوق السبت آيت عبد الله، وردد جبل أزرار صدى أغانيها الراسية فاطمة تباعمرانت في أولى سهرات المهرجان، كما غنت في آخر سهراته الاثنين 3 غشت الرايسة رقية الدمسيرية رفقة الرايس أعراب، وعزفت مجموعة من الروايس «سمفونية الروايس» برئاسة لحسن إذحمو، لتحرك في سوق السبت آسكا وفي كل مداشر أيت عبد الله عبق التاريخ العريق لهذه القبيلة، والقبائل المجاورة. وفي ثاني أيام المهرجان تمايلت الجماهير مع أنغام وأغاني الرايس احمد أوطالب ومجموعة أمارك فيزيون، والختام كان مع اوركيسترا إنرزاف. وبين البداية والنهاية وبين إبداعات الروايس، كان أحواش المحلي: الدرست اندوزال، فرقة باني، فرقة مخفمان. وكان الفكاهة ملح السهرات، وصلات فكاهية يومية مع أسلال وأكزوم وشاوشاو، وبهلوانيات للأطفال. تلك هي فعاليات مهرجان إزوران في ميلاده الجيد وطبعته الثانية التي خققت نجاحا منقطع النظير بجمهور المهرجان الرائع، وبتنظيمه المحكم، و بتنوع فقرات برنامجه، من الرياضة إلى التطبيب إلي السينما والبهلوانيات والثقافة وفنون أحواش المحلي، والموسقى والطرب الأمازيغي الذي يتخطى المنطقة ويتجاوز كل حدود، تم ختم القرآن و»المعروف« الكبير. وبذلك يحقق «مهرجان إزوران» في طابعه وطبعته الثانية كل أهدافه، جلب الزوار من أبناء المنطقة ومن غير أبنائها، جلب الاهتمام الإعلامي الكبير، أعطى القبيلة والمنطقة دفعة جديدة في مجال التعريف بها، والإسهام في تنميتها، خلق العديد من أيام الشغل، والإساهم في حركة تجارية واسعة، قدم خدمات اجتماعية طبية، ووفر تنشيطا للطفولة في أوراش، ومتعة للشباب في منافسات رياضية، فضلا عن ترميمات طرقية وبنيوية، إنه مساهمة فعلية في تنمية المنطقة، لقي ترحيبا وتشجيعا من السلطات الإقليمية والمحلية، ومن خلال المهرجان أكدت المؤسسة الراعية له مفهوم المؤسسة المواطنة.