انطلقت مساء أول أمس الأربعاء الدورة الثانية لمهرجان الفيلم العالمي بمراكش الذي يستمر على مدى أربعة أيام ، وتميز حفل الافتتاح الذي حضره أندري أزولاي بتكريم المخرج فرانسيس فورد كوبولا ، و غلب عليه الحضور الفرنسي و الطابع الأوربي وشرطت في بطاقات الدعوة اللباس الغربي كما لم تستدع إليه إلا النخبة السينمائية لحضور سهرة الافتتاح والتي نقلتها التلفزة المغربية مباشرة ، فيما بقي الجمهور العريض خارج قصر البديع.كما غاب عنه شخصيات حكومية ربطها البعض بانشغالها بالانتخابات.تبع حفل الافتتاح عرض شريط ABOUT A BOY ً مثل طفل ً للمخرجين الشابين الأخوين كريس وبول فايتز ، وهو فيلم يحاكم المجتمع الغربي من خلال تفريخه لشريحة جديدة سميت عندهم بالأمهات العازبات ، وفد اعتمد المخرجين في فيلمهما الذي لعب دوره الرئيسي بإتقان الممثل هوك كرانت على البساطة في عرض الأفكار دون اللجوء إلى المهيجات الجنسية التي بدأ يطلقها بعض المخرجين الغربيين المميزين في حين لازال يعتمدها بعض مخرجينا السينمائيين ، كما اعتمد على تقنية صيد الخاطر أو الحوار الداخلي والذي من خلاله أراد أن يبين التناقض العميق بين الواقع المر بالفصل بين القول المخفي، وهو حقيقة مرة لا يستطيع صاحبها الكشف عنها وبين القول الظاهر الذي يلجأ صاحبه إلى لكذب مرارا للتخلص من ضغط الحياة الغربية المليئة بالنفاق الاجتماعي ، ويبرز بطل الفيلم حائرا من دون عمل يبحث عن أمهات ً عازباتً لتجزية الوقت معهن ،ومن خلال هذا البحث يتضح له تعاسة هذه الشريحة ،ومدى نبذ المجمع لها والتي هي نتاجها الطبيعي لإباحية المجتمع الغربي المطلقة ،وتبرز ذروة هذه التعاسة في إقدام إحداهن على الانتحار مما يجعل ولدها ، البطل الثاني في الفيلم يقرر الغناء أجل إرضاء نزواتها في حفل مدرسي يتوقع أن يفشل فيه من ،وفد نجح المخرجان كذلك في إبراز عبث الحياة عند شريحة من المجتمع الغربي المترفة والتي تعيش عالة على المجتمع ومنها بطل الفيلم الذي قسم حياته إلى وحدات زمنية مدة كل واحدة منها 30دقيقة حيث يقضي جل أوقاته في أمور تافهة ويخصص مثلا عدة وحدات زمنية للتفرج على التلفاز أو لعب الكولف أزور ،في حين تخلو حياته من أي هدف يبرزها المخرجين في لقطة رائعة حين يجلس بطل الفيلم على ركبتيه ويضع رأسه على الأرض معترفا بالإحباط ويعلنها صراحة أن حياته بدون معنى . يذكر أن الانطلاقة الفعلية للمهرجان والذي يترأسه الفرنسي دانيال توسكان رئيس مؤسسة أوني فرانس كان قد أعلن عنه من مدينة كان cannes الفرنسية شهر يوليوز الماضي . كما أن المهرجان أراد أن بفتح نافذة على القارة الأسيوية باستدعائه لنخبة من المخرجين والممثلين لكي يشاركوا في سواء في لجنة التحكيم أو في بقية فعاليات المهرجان خاصة من هونج كونج والصين وتايلاند وكوريا. وتترأس لجنة التحكيم الممثلة الفرنسية جان مونرو ويحضرها المخرج السينمائي المغربي نبيل عيوش ، وسيدخل التباري من أجل جائزة المهرجان عشر أفلام طويلة منها فيلم ًوبعد ً للمخرج المغربي محمد اسماعيل و ًزواج راناً للمخرج الفلسطيني تهاني أبو سعد ، أم الأفلام القصير ة فتترأسها المخرجة التونسية مفيدة تقاتلي . كما أن ندوتين مقررتين خلال هذه الدورة الأولى يوم 19حول سلطة السينما وواجباتها يترأسها الكاتب برنا رد هنري ليفي ،والثانية حول السينما الوطنية بين الإبداع والصناعة يترأسها بكولا تدو رئيس مؤسسة تكومون .وقد راهن المخرجون السينمائيون المغاربة على أهمية انعقاد المهرجان غي دورته الأولى من خلال افتتاح أفاق التعاون والإنتاج المشترك مع المؤسسات الأوربية على الخصوص لكن بوادر ذلك لم تظهر لحد الآن. عبد الغني بلوط