انطلقت مساء أمس الجمعة فعاليات الدورة التاسعة الحافلة بالانشطة السينمائية المتنوعة و التي ستدوم مدتها إلى غاية مساء يوم السبت القادم، و هي مساهمة لإلقاء نظرة سريعة حول أهم التطورات و الملاحظات التي حملتها الدورات الثماني السابقة و التي تبرز أنه مهرجان خريفي غير قار في مواعيد تنظيمه بل تغيرت هذه المواعيد في كل دوراته السابقة و الحالية أيضا و نظمت في فترات مختلفة ما بين نهاية شهر شتنبر و نهاية شهر دجنبر مرورا بشهري نونبر و أكتوبر بينما أصبحت مدته قارة في ثمانية أيام انطلاقا من الدورة الخامسة. وقد شهد هذا المهرجان عهدين بارزين و مختلفين أولهما تحمل فيه السيد أندري أزولاي مسؤولية نيابة رئاسة المؤسسة المنظمة لهذا المهرجان و التي يترأسها كما هو معلوم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، و ثانيهما أصبح فيه السيدان نور الدين الصايل و فيصل العرايشي يتحملان هذه المسؤولية انطلاقا من الدورة الرابعة، كما انتقلت مهمة مدير المهرجان من المنتج الفرنسي دانييل توسكان دو بلانتيي بعد وفاته إلى زوجته ميليسا توسكان انطلاقا من الدورة الثالثة، و انتقلت أيضا مهمة المدير الفني للمهرجان من الفرنسية كريستين رافي إلى مواطنها برونو باردي انطلاقا من الدورة الرابعة. و يلاحظ أن ملصق كل الدورات عرف تحسنا تدريجيا من الناحية الجمالية و نفس الشيء بالنسبة للكاتالوغ الذي كان بسيطا بشكله و مضمونه و مكتوبا بالفرنسية فقط، إلى حدود الدورة الثالثة قيل أن يصبح أكثر سمكا و إتقانا شكلا و مضمونا و مترجما بإتقان إلى العربية و الفرنسية انطلاقا من الدورة الرابعة بفضل كفاءة فريق يصهر على إنجازه من ضمن أعضائه نادية الحنصالي و طار ق خلامي. عرف هذا المهرجان أيضا تغييرا مهما إذ تم حذف المسابقة الرسمية الخاصة بالأفلام القصيرة انطلاقا من الدورة الرابعة لتصبح مسابقته مخصصة للأفلام الطويلة فقط و التي انتقل عددها إلى 15 فيلما و هو عدد قار منذ الدورة السادسة. بالنسبة للجانب الفني فإن البرنامج العام عرف دورة بعد أخرى تنوعا و تطورا ملموسا على مستوى الكم و الكيف مما أتاح للجمهور و للمشاركين في هذا العرس السينمائي ،الاستمتاع و الاستفادة من مختلف فقراته المختلفة، إذ استضاف المهرجان عبر كل دوراته نجوما عالميين من أشهرهم عمر الشريف،جان مورو، فرانسيس فورد كوبولا، مارتين سكورسيزي، رايدلي سكوط، أوليفير سطون، آلان دولون، كلوديا كاردينال، يوسف شاهين، شين كونري، عباس كياروستامي، سوزان سراندون، ليوناردو دي كابريو سيكورني ويفير و غيرهم. كما تم فيه تكريم بعض الفنانين المغاربة في شخص الشعيبية العدراوي، محمد حسن الجندي، أمينة رشيد، حميدو بنمسعود، محمد مجد، مصطفى الدرقاوي و بعض الفنانين الآخرين من مصر و الصين و فرنسا و الهند و اليابان و أنجلطرا و ماليزيا، و سيكتشف الجمهور خلال الدورة الحالية السينما الكورية الجنوبية و التايوانية و ضيوفا لامعين آخرين. كان المهرجان و مازال مناسبة لاكتشاف أو مشاهدة أو إعادة مشاهدة العديد من الروائع العالمية من مختلف البلدان و ذلك عبر فقرات التكريمات أو الاستعادة أو نافذة على السينما العالمية مثل السينما الأسيوية و الهندية و المغربية و الإسبانية و الإيطالية و الهندية و المصرية و البريطانية. سينمائيون متميزون ترأسوا لجن التحكيم خلال الدورات السابقة و هم بالتتابع الممثلة شارلوط رامبلين، مارتين سكورسيزي، فولكير شلودورف، آلان باركير، جان جاك آنو، رومان بولانسكي، مياوس فورمان ، باري لوفانسون و عباس كياروستامي في الدورة الحالية، كما شارك بعض المغاربة في هذه اللجن و يتعلق الأمر بمحمد برادة، فريدة بنليزيد، فريد بلكاهية، عبد اللطيف اللعبي، نبيل عيوش، هند التعارجي، محمد عبد الرحمان التازي، صارم الفاسي الفهري، المرحوم عبد الكبير الخطيبي، المغربي الفرنسي جمال الدبوز، حميد بناني، غيثة الخياط و لحسن زينون في الدورة الجارية. الجدير بالذكر أيضا أن بعض الأفلام المغربية الطويلة حظيت بالمشاركة في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان الدولي خلال الدورات السابقة و هي بالتتابع «منى صابر» لعبد الحي العراقي، «و بعد» لمحمد إسماعيل، العيون الجافة» و «انهض يا مغرب» لنرجس النجار، «تينجا» لحسن الكزولي، «العايل» لمومن السميحي، «يا له من عالم جميل» لفوزي بنسعيدي، «سميرة في الضيعة» للطيف لحلو، «قنديشة» و تم هذه السنة اختيار فيلم «الرجل الذي باع العالم» لسهيل و عماد نوري.وكانت النجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) بالتتابع من نصيب الجزائر و فرنسا في فيلم من إنتاج مشترك (إن شاء الله الأحد)، اليابان، البوسنة، الولاياتالمتحدةالأمريكية، كرجيستان، ألمانيا، استونيا ثم روسيا.