مولود مكناس بلغ العاشرة من العمر هذه السنة. سن حاسمة هذه، التي بلغتها تظاهرة المهرجان الدولي لسينما التحريك مثلما حملت ذلك تأكيدات القائمين عليه. وهذه السنة أيضا، وبالنظر إلى هذه الأهمية، التي أضحى يكتسيها الفيكام، حل المشرفون عليه بالعاصمة الاقتصادية أول أمس الخميس لتقديم ليس دون شيء من الاعتزاز مضمون تظاهرة تعدى إشعاعها العاصمة الإسماعيلية. ماري أنيك دوهار، مديرة المعهد الثقافي الفرنسي المنظم للفيكام، قالت إن «التظاهرة بلغت مرحلة النضج. وتعدى إشعاعها المغرب حيث أضحت لها مكانتها بين مثيلاتها من التظاهرات عبر العالم. ولعل أبرز دليل على هذا التحول الإيجابي، إصرار ميشال أوسيلو، على المشاركة في هذه الدورة ذات الدلالة الرمزية الكبيرة في مسار المهرجان التطوري. التقييم إيجابي بالنظر إلى أن الفيكام يعرف تطورا تصاعديا. وهذا يمنحنا الثقة من أجل المضي قدما فيه وفي تطويره. لقد نجح الفيكام في تجاوز الفهم الضيق عند المغاربة لسينما التحريك، التي هي مجال أوسع، وكانت ترتبط في أذهانهم بشكل تلقائي بالرسوم المتحركة فحسب». فقرات الدورة العاشرة للفيكام، التي تحتضنها مكناس كما تعودت منذ قيام أول دورة قبل عشر سنوات الآن ما بين 6 و 14 ماي المقبل، تقترح المزيد من الجودة والتنظيم والفرجة والانفتاح على الجمهور الواسع. ما يقرب من 80 فيلماً تُعرض بستة أماكن مختلفة في مدينة مكناس، يتوقع القائمون على التظاهرة أن تحقق «إنجازا ونجاحا لم يسبق لهما مثيل» من خلال استقبال ما يزيد عن 20 ألف وافد أو متفرج. ضيف شرف متميز هو الفرنسي ميشال أوسيلي، صاحب فيلم التحريك الرائع «كيريكو والساحرة» والذي سيقدم بالمناسبة آخر إبداعاته «آزور وأسمار» المستوحى من زيارته لمكناس. 47 فيلما دوليا يتسابقون على جائزة أحسن فيلم تحريك قصير ضمن برنامج «كور كومبيت» في نسخته الثانية. أفلام تحريك مغربية لم يحدد عددها من قبل القائمين على التظاهرة ! ستشارك في المسابقة الكبرى لهذه الفئة والتي تسهر على تنظيمها شركة «عائشة»، حيث خصصت للفائز الأول جائزة قيمتها 50ألف درهم. فقرات هذه الدورة، التي تحمل شعار «التركيز على الفرنكوفونية» كموضوع موحد للاحتفال بالعيد الميلاد العاشر، تتوزع إلى ثلاث محطات كبرى تتمثل في برنامج للعروض التي لم يسبق تقديمها، والمنافستين الوطنية والدولية، وأخيراً دورات للقاءات والموائد المستديرة والورشات. وفي هذا الإطار الجمهور سيكون على موعد مع : 1 - السينما، شيء أنيق أكثر من اللازم ! تعلّمْ كيف تصبح متفرجا : أفلام التحريك تُعرض في إطار مدرسي لتحسيس الأطفال بلغة الصور ودلالاتها، باقة أولى من العروض، موجهة للأطفال ما بين 4 و6 سنوات، تقدم مؤلفات إيساو تاكاهاتا وياو ميازاري (اليابان)، وبيير لوك غرانجون (فرنسا)، ويانيك هاستراب (الدانمارك)، وكو هوديمان (كندا). وهي برمجة تحظى فيها، بنصيب وافر، الأفلام القصيرة لرواد المغرب العربي في هذا الفن والمختصون الصغار في سلسلة الرسوم المصورة بتقنية «زيب». أما بالنسبة للمراهقين، فإن فيكام يخبئ بعض المفاجآت بعرضه لأفلام ويس أندرسون (أمريكا) أو ساناو كاتابوشي (اليابان)، وسيقدم سيرج إيليسالد شخصيا فيلميه «أو» و«لولو» خلال جلسة خاصة. 2 - سينما المدينة سينما المدينة أو أفضل الأفلام الفرنسية للرسوم المتحركة يتم عرضها في الهواء الطلق في إطار متميز لساحة لهديم (يوميا على الساعة الثامنة والنصف ليلا) وفي فندق الحناء . وسيكون حاضرا في مكناس كل من ميشيل أوسيلو، وفيليب لوكليرك، وجاك ريمي جيرير، وجاك كولومبا وكثيرون غيرهم ممن وضعوا بصماتهم في تاريخ سينما التحريك في فرنسا. 3 - الشاشة الكبرى الشاشة العريضة موعد يومي لعامة جمهور الكبار على الساعة السابعة ليلا لحضور العروض الأولى للأفلام بحضور مخرجين مشهورين، وأمسيات موضوعاتية (الأمسية البلجيكية أو ليلة المانجا)، حكاية سينمائية وحفل موسيقي سينمائي. ويقوم ميشيل أوسيلو بافتتاح الرقص يوم الخميس 6 ماي 2010 مع افتتاح المهرجان بالعرض الأول الدولي لفيلم «مختار مدينة الذهب». 4 - بطاقة بيضاء تحية تقدير كبيرة للمهنة في مهرجان الفيكام : برامج مهيأة خصيصاً من قبل قنوات تلفزية، ومهرجانات الرسوم المتحركة، ومنتجون واستوديوهات للإبداع. هذه السلسلة من العروض التي تقام على الساعة 11 صباحاً في سينما «دوليز» موجهة لعشاق سينما التحريك وللمهنيين في هذا المجال. الفيكام، في دورته العاشرة، يكشف عن طموحاته الكبيرة في أن يتحول إلى رافعة تدعم اقتصاد سينما التحريك، التي لاتزال متعثرة في المغرب بالرغم من الإرهاصات الواعدة التي تتبدى هنا وهناك عند شباب مغربي متحمس. لكن، في البداية، لايزال المهرجان متشبثا بتكريس دوره الفرجوي والتعليمي. فإذن إلى مزيد من المتعة، والفرجة، والتعلم مع سينما عشاقها كثر ولاسن محدد لهم. فمن منا لا يحب معاودة مشاهدة الصغير الأسود كريكو وصوته الصغير الحازم يخاطب بمجرد خروجه من بطن المرأة، التي هي والدته، قائلا :«إيه، أيتها المرأة»... ولادة لفيلم تحريك بملامح إفريقية مخالفة لتلك الأمريكية المتنمطة. تماما كما ولادة مهرجان لسينما التحريك هو الأول من نوعه في بلد إفريقي . إفريقيا كلها تتركز في مكناس لتتحلق في فلكها دول باقي العالم خلال أيام الفيكام.