عدد كبير من المدن المغربية تحمل شوارعها أسماء رموز وطنية أو تاريخية، أو لمدن ومواقع عالمية، ومن الأسماء التي وضعت على بعض شوارع هذه المدن اسم محمد السادس، ورغم أنها تختلف في الموقع وفي المسافة والمساحة. لكن أغلبيتها تحظى بالاهتمام الوافر والعناية الخاصة لما تحمله من زمرية قوية في اسمها. وإذا ما أعتمدنا مدينة الدارالبيضاء كنموذج فإننا نجد أنها حدت حدو شقيقاتها من المدن المغربية، إلا أن الشارع الذي أطلق عليه هذا الاسم، غالبا ما تكون له من الامتيازات ما تجعله عميد الشوارع المغربية التي تحمل هذا الإسم، لأهميته الكبيرة والاستراتيجية بالعاصمة الاقصتادية. حيث يخترق القطب الاقتصادي بالمدينة فهو المؤدي إلى درب عمر. وبه يوجد كراج علال. وتتواجد به أيضا بداية قسارية الحفاري، والعديد من القساريات القديمة، كقسارية الشاوية. وغيرها... ويعتبر شارع محمد السادس بالدارالبيضاء الشارع المحطم للأرقام القياسية المتعلقة بالمحلات التجارية الخاصة ببيع الأجهزة الإلكترونية والأدوات المنزلية ووسائل النظافة، أيضا يشتمل هذا الشارع على سوق الحبوب، وعلى بداية حي الأحباس - هذه المنطقة توجد تحت تفود عمالة مقاعات الفداء مرس السلطان. ويمتد الشارع ليصل في جانبه الأيمن عمالة مقاطعة عين الشق الذي يبدأ من بعد قنطرة الطريق السيار إلى حدود بوسكورة، وفي جانبه الآخر مقاطعة سيدي عثمان ومقاطعة ابن امسيك. ورغم هذا الزخم من المقاطعات والعمالات، فإن الاهتمام بهذا الشارع وبموقعه ومردوديته، فهو يظل لا يرقى إلى مستوى اسمه. فهو يكاد يكون من الشوارع القريبة من التهميش. فالباعة المتجولين يساهمون في تراكم الأزبال به، أزبال تختلف حسب اختلاف ما هو معروض للبيع. أما الجانب الآخر من الشارع المنتمي لتراب ومسوؤلية سيدي عثمان، وابن امسيك فتنتشر به مظاهر النقل السري المعتمدة على العربات «الكرويلات» وعلى سيارات قديمة، تعرقل حركة السير وتشوه بيئته وجماله. وبمنطقة عين الشق تنشر النفايات بكل جانب إلى حدود بوسكورة، ولوجود العديد من عربات بيع الفواكه، والفواكه الموسمية ك«الهندية» وترك الأزبال متراكمة بكل جانب منه، بالإضافة إلى وجود سوق لبيع الرمال أغلبها مهربة من مقالع غير مرخص لها اضافة إلى بيع جميع وسائل البناء. ويعتبر شارع محمد السادس هو الممر الوحد إلى مطرح الأزبال بطريق مديونة الذي تسلكه كل شاحنات النظافة بالمدينة. أما النقل بهذا الشارع فيعرف حركة غير عادية. فهو كثير الازدحام لوجود أسطول كبير للطاكسيات الكبيرة، وحافلات النقل العمومي والخصوصي، وسيارات النقل المدرسي، والعربات القادمة من الضواحي تحمل بضائع لبيعها في جنبات هذا الشارع، مما يجعله دائم الاكتظاظ والازدحام، وكثيرا ما تقع حوادث سير مميتة، أو خطيرة. والغريب في الأمر أن بهذا الشارع توجد الباشوية وهي الوحيدة بالمغرب بل يوجد القصر الملكي. ألا يستحق هذ الشارع بكل هذه الامكانيات أن يكون عميد الشوارع المغربية التي تحمل هذا الاسم، إذا ما نال مايستحقه من العناية والاهتمام؟.. فكل مقاطعة لها نصيب منه، وإذ اعتنت به لكان الشارع على امتداده أحسن وأنظف وأسلم شارع بالمدينة. فعلى من تقع هذه المسؤولية. وإلى متى سيبقى على هذه الوضعية المزرية، ألا يستحق العناية اللازمة من مجلس المدينة. ومن الجهة ومن مجلس العمالة حتى يظاهي شارع محمد السادس بمراكش. وشارع محمد السادس بفاس، و بكل مدينة لها شارع يتشرف بحمل هذا الإسم.