قلة التجهيزات وانعدامها بالمستشفى الإقليمي بتزنيت، وعدم صيانة وتشغيل آليات التبريد بقسم الأموات، والتعطل في إجراءات التسليم، أصبح موضوع مساءلة، بشدة وإلحاح، بعد الواقعة التي عرفها ذات المستشفى في بداية الأسبوع الماضي،حين تعرضت جثة سيدة فرنسية للانتفاخ والتعفن بقسم الأموات الذي وضعت فيه لمدة أربعة أيام. وأشارت مصادرنا إلى أن الوضع ازداد تعقيدا لما رفضت زميلتها الفرنسية التي كانت تقيم معها بمنزل بتجزئة حما بتزنيت، تسلم الجثة، بعد قيامها بجميع الإجراءات الإدارية، لكون الجثة كانت منتفخة ومتعفنة وبدأت تنبعث منها رائحة كريهة نتيجة عدم تجهيز قسم الأموات بذات المستشفى بجميع اللوازم الضرورية، بما في ذلك صيانة وتشغيل مبرداته بالشكل المطلوب حتى لا تتعفن الجثث الموجودة به، وخاصة في فترة الصيف الذي عرف حرارة استثنائية. ولما لم يأبه المسؤولون بالمستشفى لاحتجاج المواطنة الفرنسية، اضطرت هذه الأخيرة إلى رفع شكايات إلى عامل الإقليم وقنصل فرنسا بأكَادير والمندوب الإقليمي لوزارة الصحة، ضد كل من نائب المدير والمقتصدة، لأنهما عطلا الإجراءات الإدارية ورفضا في البداية تسليم الجثة لها إلا بعد تدخلات بعض المسؤولين بتزنيت، رغم أن المشتكية أدت جميع الواجبات لإدارة المستشفى حتى ولو كانت هي الأخرى بعد أخذ ورد. هذا وحملت المواطنة الفرنسية في شكاياتها، المسؤولية الكاملة لما وقع لنائب مدير المستشفى والمقتصدة، لأنهما تسببا في بقاء الجثة بقسم الأموات لمدة أربعة أيام في تلك الظروف، علما بأن آليات التبريد به كانت غير مشغلة بالشكل المطلوب، الأمر الذي أدى إلى انتفاخ الجثة وتعفنها. وحسب المعلومات التي استقيناها من عدة مصادر، فالفرنسية المتوفاة في عقدها الخامس، قد ولجت قسم الإنعاش بمستشفى الحسن الأول بتزنيت، في بداية الأسبوع الماضي، بعدما أصيبت بأزمة حادة فارقت على إثرها الحياة في ما بعد بذات القسم، حيث تم وضعها بقسم الأموات الذي بقيت فيه لمدة أربعة أيام، حتى فوجئت زميلتها الفرنسية المقيمة معها بأحد المنازل بتزنيت بانتفاخ الجثة وتعفنها لكون آليات التبريد كانت معطلة. هذا وتجدرالإشارة إلى أن مستشفى الحسن الأول بتزنيت، الذي عاش هذه الواقعة الخطيرة، حصل قبل أيام على شهادة الجودة في الخدمات، لكن واقع الحال، يقول غير ذلك، حيث كذب قسم الأموات هذا الاستحقاق، وعرّت المشتكية الفرنسية ما كان خفيا سواء ما تعلق بالإجراءات الإدارية أو التجهيزات اللازمة التي باتت النقطة السوداء المسجلة بهذا المستشفى إلى حد الآن. فهل ستأخذ وزارة الصحة ومعها مصالحها الجهوية والإقليمية، العبرة مما وقع بتزنيت للإسراع بتوفير آليات التبريد اللازمة بأقسام الأموات، وتوفير محولات كهربائية احتياطية تكون بديلة عند أي انقطاع كهربائي مفاجئ يتسبب في تعطل آليات التبريد وآليات الإنعاش،كما حدث بقسم الإنعاش وقسم الأموات بمستشفى الحسن الثاني بأكَادير، عندما انقطع التيار الكهربائي عن الأحياء المجاورة لذات المستشفى، مما أدى إلى تعفن الجثث، بسبب الحرارة المفرطة التي اجتاحت أكَادير في منتصف شهر يوليوز المنصرم؟