احتج العديد من سكان سيدي إفني ليلة الأربعاء أمام المستشفى المحلي بالمدينة ضد ما أسموه ب«الإهمال الذي طال جثة الشاب م.أ» الذي لقي مصرعه عصر الإثنين المنصرم في حادث سير مروع وقع بحي بالمنحدر الموجود بشارع ابن سينا المحاذي لمحطة الطاكسيات، إثر اصطدامه المفاجئ بسيارة خاصة محملة بالسردين فقدت توازنها، بسبب عطب تقني أصاب فراملها، وهو ما أدى إلى إصابته بجروح غائرة أدت إلى تناثر بعض الأطراف من جسمه جراء قوة الاصطدام. وقد انطلقت شرارة الاحتجاج بعدما اكتشف أهل الضحية أن جثة ولدهم البكر أصيبت بالتعفن بعد قضائها يومين كاملين بمستودع الأموات بمستشفى المدينة، وذلك في انتظار استكمال إجراءات التسليم المعمول بها في مثل هذه الحالات. كما تفاعلت القضية أكثر في الجنازة التي شيعت زوال أول أمس بمسجد «أبراغ» بحي الجوطية بسيدي إفني، بعد أداء الصلاة عليها خارج جدران مسجد الحي، وتداول المعزين لخبر تعفن أجزاء بالجثة. وعبر المحتجون عن غضبهم الشديد من تأخر الإجراءات المتعلقة بتسليم الهالك لأفراد أسرته قصد الدفن، كما عبروا عن إدانتهم المطلقة لما أسموه ب«مستوى التهميش الطبي الذي تعاني منه المنطقة»، وقرروا مقاضاة وزارة الصحة في شأن قضية الإهمال، على أساس أن يتكفل الفرع المحلي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بالمصاريف المتعلقة بالدعوى القضائية بتنسيق مع أفراد من عائلة الضحية وفريق من المحامين. من جهته، أوضح مصدر طبي، رفض الكشف عن هويته، بأن سبب التعفن يعود إلى أن «جثة الشاب غير عادية، لأنها أصيبت بجروح بليغة جدا في الرأس والبطن والرجلين، إلى درجة أن بعض أطرافه مفرقة، وبلغت العظم وتجاوزت مستوى اللحم»، وأضاف المصدر بأن جثة مصابة بهذا النوع من الجروح «يصعب الحفاظ عليها، على اعتبار أنها تحتاج لمستوى أكبر من التبريد». ونفى المصدر ما يقال بشأن عطل فني أصاب وحدة التبريد، وقال إنها «تعمل في ظروف جيدة، كما أن كبريت الأموات متوفر بالكمية الكافية، ويتوفر مستودع الأموات على 6 حاويات للجثث تم إصلاحها قبل أربع سنوات في إطار برنامج خاص، وقد أكدت لجنة محلية زارت المستودع بأن وحدة التبريد لا إشكال فيها على الإطلاق».