تحت شعار « مؤتمر الشهيد المؤسس ياسر عرفات انطلاقة جديدة نحو الحرية والاستقلال» بدأت فتح التي تقود السلطة الفلسطينية أمس الثلاثاء في بيت لحم في الضفة الغربية مؤتمرها العام الاول منذ عشرين عاما لتجديد قيادة الحركة التي تعاني من انقسامات واضعفتها هزيمتها امام اسلاميي حماس في غزة. وهو المؤتمر الاول العام للحركة منذ1989 والسادس فقط منذ ان اسسها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في نهاية الخمسينات. قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفلسطينيين يحتفظون بحقهم في المقاومة التي يكفلها القانون الدولي، وأكد في كلمة مطولة في مستهل المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) رفضه كل أشكال الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، كما هاجم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة. وقال عباس في كلمته إن السلطة الفلسطينية ستواصل البحث والتحري لمعرفة أسباب وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقال إنه يرفض المتاجرة بدم عرفات. ووجه عباس القائد العام لحركة فتح تحية لأبناء فتح في قطاع غزة «الذين منعهم الانقلابيون من التوجه إلى الشق الآخر من الوطن». ووصف عباس الفتحاويين في غزة بالصامدين في وجه «القمع والتعسف». واتهم الرئيس الفلسطيني حماس باعتقال عدد كبير من عناصر فتح في قطاع غزة، لكنه شدد رغم ذلك أن «الوطن سيبقى موحدا رغم أنف الجميع». وأكد أنه لن يسمح «للظلاميين أن يواصلوا نهجهم التخريبي الذي يستهدف أساسا ضرب المشروع الوطني الفلسطيني». كما أكد عباس أن منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأشار إلى أن المؤتمر الحالي لحركة فتح يأتي بعدما شهدت الحركة العديد من المخاطر والتحديات، واستطاعت تجاوزها بالتصميم والإرادة، واعتبر انعقاد مؤتمر فتح على أرض فلسطين إنجازا للحركة. وسرد الرئيس الفلسطيني تاريخ انطلاق الرصاصة الأولى لفتح في الأول من يناير 1965، وأبرز مآثر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ودوره الكبير في انطلاق الثورة الفلسطينية. وسبق كلمة عباس افتتاح مفوض التعبئة والتنظيم وعضو اللجنة المركزية لفتح أحمد قريع لأعمال المؤتمر وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء. واعتبر قريع أن حماس بمنعها كوادر فتح في قطاع غزة من المغادرة للمشاركة في المؤتمر عملت على «تعميق الجرح وزيادة الكراهية» كما اعتبر أن «الجرح عميق جدا والممارسات قمعية والادعاء كبير، ولكن الكبير يحنو على الصغير». لكن رغم ذلك قال قريع إن فتح من الموقع المسؤول ستبقى حريصة على وحدة الشعب الفلسطيني والحوار ما دام هناك أمل بنتيجة. ووجه كلامه إلى كوادر فتح في غزة قائلا «كلنا معكم، كلنا غزة، كلنا واحد، ننطق باسمكم ونختار باسمكم». وفي هذا السياق أشارت التقارير الإعلامية في بيت لحم إن هناك توجها لإعطاء قطاع غزة نسبة تمثيل 30% في مؤتمر فتح والانتخابات، حيث سيتم اختيار ستة من أعضاء اللجنة المركزية من قطاع غزة، إضافة إلى ثلاثين عضوا في المجلس الثوري. وقد أقر المجلس الثوري لحركة فتح زيادة عدد الأعضاء الذين سيشاركون في المؤتمر العام للحركة، وشكل لجنة تبحث كيفية التعامل مع غياب أعضاء فتح في غزة. وقالت التقارير الإعلامية من مقر المؤتمر إن المجلس الثوري لم يتوصل إلى رؤية واضحة لكيفية التعامل مع غياب أعضاء فتح في غزة، وأن لجنة مكونة من تسعة أعضاء ستقدم توصيات بهذا الخصوص أثناء انعقاد المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام. وأوضحت نفس التقارير أن زيادة الأعضاء المشاركين في المؤتمر أثار جدلا، فبعدما كان العدد 1550، أضيف أكثر من سبعمائة عضو آخر أي ما نسبته 50% معظمهم من الضفة الغربية، وبينهم أيضا عدد من الأسرى في سجون الاحتلال وبعض النساء والأقليات ليصبح العدد المشارك 2267، سينتخبون في نهاية المؤتمر أعضاء اللجنة المركزية للحركة والمجلس الثوري. وأشارت ذات التقارير إلى أن الجدل القائم بهذا الخصوص مرده اعتقاد البعض أن هذه الزيادات جاءت لمصلحة أشخاص على حساب أشخاص آخرين ولترجيح أسماء على أسماء أخرى في الانتخابات. ومن المقرر أن تشكل لجان تبحث في الأيام الثلاثة القادمة أمور الحركة سياسيا وإعلاميا وماليا وتنظيميا، كما ستقدم الترشيحات لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري . ويواجه المؤتمر السادس لفتح استحقاقات كبيرة، خاصة تلك التي فرضتها الخلافات الداخلية في صفوف الحركة وآخرها تصريحات أمين سر فتح فاروق القدومي بشأن اتهام عباس والنائب محمد دحلان بالتورط في مؤامرة إسرائيلية «لاغتيال» الراحل ياسر عرفات. وكانت حماس اتهمت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية باعتقال 1143 من أبناء الشعب الفلسطيني منهم 878 من كوادر حماس منذ بدء حوار القاهرة بين الحركتين. وقال ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان في مؤتمر صحفي ببيروت إن المعتقلين «يتعرضون لصنوف من التعذيب لم يسبق لها مثيل، وقد نقل منهم العشرات للعلاج بسبب التعذيب، والشهداء بلغ عددهم عشرة قتلوا تحت التعذيب». وفي إشارة إلى مطلب عباس السماح بسفر المئات من كوادر فتح إلى بيت لحم للمشاركة في مؤتمرها قال حمدان «إذا كان مطلب محمود عباس ضروريا، فإن مطلبنا أكثر من ضروري». فتح تسعى الى انطلاقة جديدة تعقد حركة التحرير الوطني الفلسطيني الثلاثاء اول مؤتمر لها منذ عشرين عاما بهدف انتخاب قيادة جديدة للحركة التي تعاني من انقسامات واضعفتها هزيمتها امام حركة حماس في قطاع غزة. ويشارك نحو2300 مندوب في المؤتمرالسادس الذي يعقد لاول مرة في الاراضي المحتلة ويستمرثلاثة ايام في بيت لحم في الضفة الغربية, لانتخاب لجنة مركزية جديدة للحركة ومجلس ثوري, وتبني برنامج سياسي جديد. واسس الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في اواخر الخمسينات حركة فتح التي نفذت اول عملية مسلحة في1965 . وظلت الحركة تحتكر السلطة داخل مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية منذ1994 حتى هزيمتها امام حركة حماس في انتخابات2006 , قبل ان تخرجها حماس بقوة السلاح من قطاع غزة في يونيو2007 بعد مواجهات دامية. وواجهت حركة فتح اتهامات بالفساد والفلتان الامني اللذين عانت منهما الاراضي الفلسطينية الامرين قبل ان تقرر السلطة الفلسطينية محاربتهما بحزم في السنوات الاخيرة. والمؤتمر هو السادس الذي تنظمه الحركة منذ اخر مؤتمر لها في تونس في1989 . ولا تسيطر فتح التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس سوى على الضفة الغربية. كما ان نهجها السياسي الداعي الى حل تفاوضي للنزاع مع اسرائيل بعد سنوات من الكفاح المسلح يفقد مصداقيته في غياب تحقيق اي تقدم في مفاوضات السلام. ومع ان عباس متأكد من اعادة انتخابه رئيسا للحركة, تسري تكهنات بشأن تشكيلة اللجنة المركزية التي تضم21 عضوا ينتخبهم المندوبون. ويتوقع ان يخرج من اللجنة الحالية بعض من المسؤولين المخضرمين ليحل محلهم اعضاء اصغر سنا. ويبدو امين سر حركة فتح في الضفة الغربية المعتقل لدى اسرائيل مروان البرغوثي ورئيس جهاز الامن الوقائي السابق جبريل الرجوب والرجل القوي السابق في قطاع غزة والمقرب من الاميركيين محمد دحلان من المرشحين الاقوياء للانضمام الى هذه الهيئة القيادية. ويضم المجلس الثوري120 عضوا ينتخب المندوبون القسم الاكبر منهم في حين تعين اللجنة المركزية الجديدة الباقين. وتأججت الخلافات خلال الآونة الاخيرة بين الحرس القديم في فتح عندما اتهم امينها العام واحد مؤسسيها فاروق القدومي علانية محمود عباس بالتآمر مع اسرائيل لقتل ياسر عرفات. وكان القدومي يعارض انعقاد مؤتمر فتح في الضفة الغربية التي لم يزرها ابدا منذ الاحتلال الاسرائيلي في1967 . وواجه الاعداد للمؤتمر صعوبات مع رفض حركة حماس السماح لنحو400 من مندوبي الحركة بالتوجه الى الضفة الغربية. ولكن اسرائيل سمحت لنحو500 مندوب من الخارج بالمشاركة وخصوصا من لبنان وسوريا والاردن. اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري ان «المؤتمر العام السادس لحركة فتح يشكل منعطفا تاريخيا. فاما ان تجري حركة فتح الاصلاح والتجديد والتغيير المطلوب المبني على مراجعة التجربة السابقة واستخلاص العبر من الهزائم والاخفاقات (..) او ان تمضي في عملية الانهيار والتدهور والتشقق والتحول الى حزب سياسي للسلطة الفلسطينية قبل ان تنجز مهمتها في التحرر الوطني» وتوقع هاني المصري ان «يخرج المؤتمر بصيغة غامضة لن تحسم الامر بشكل قاطع (..) فتح ستكون في حالة انتظار التطورات اللاحقة دوليا حيث ستكون سياستها انتظارية وتجريبية لكنها لن تكون قادرة على الفعل والتاثير» بدوره توقع استاذ العلوم السياسية في جامعة القدس عبد المجيد سويلم «ان لا يخرج المؤتمر بوثيقة سياسية قادرة على توضيح معالم ومسار المرحلة المقبلة سيما ان حركة فتح قادت النضال الفلسطيني عشرات السنين ومطلوب منها ذلك لكنها عاجزة الان» وقال ان «هناك اشكالات داخلية عميقة ولذلك ربما سيخرج عن المؤتمر تعميم او بيان سياسي دون برنامج واضح وعلني» ويؤكد مشروع البرنامج السياسي لفتح الذي يعرض على مؤتمرها العام السادس رفض الحركة الاعتراف بيهودية اسرائيل ورفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في اماكن وجودهم. كما يؤكد المشروع «حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال بكل الاشكال وفق القانون الدولي بما فيها الكفاح المسلح» وهو يعلن ان فتح «رفضت وترفض واقع اللاحرب واللاسلم الذي تحاول إسرائيل فرضه» وتؤكد «التمسك بخيار السلام دون الاقتصار على المفاوضات لتحقيقه ولذلك نريد استعادة المبادرة لكسر الجمود» في المفاوضات مع اسرائيل. نظام فتح الأساسي على المحك «إن الثورة الشعبية المسلحة التي نخوضها تنطلق من موقف مبدئي وهو أن قضيتنا هي قضية الجماهير وليست قضية فئة مميزة منفصلة عن هذه الجماهير»، هذا نص النقطة الأولى في مقدمة النظام الأساسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني )فتح). وتنص المادة الأولى في الأهداف على «تحرير فلسطين تحريرا كاملا وتصفية الكيان الصهيوني اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا»، والأسلوب هو «الثورة الشعبية المسلحة هي الطريق الحتمي الوحيد لتحرير فلسطين». ومع انعقاد المؤتمر العام السادس لحركة فتح المقرر بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية، يتساءل الكثيرون عن مستقبل الكفاح المسلح وهل النقاشات ستمس بهذه الأسس أم لا؟ وتتباين تقديرات قيادات الحركة بشأن ما سيصدر عن المؤتمر، فرغم اتفاقهم على وجوب بقاء هذه النصوص كما هي، يشعر البعض بالقلق من بروز تيار يستجيب للاشتراطات الدولية ويدعو لتهذيب هذه النصوص وتلطيفها. ويقول عضو المجلس الثوري للحركة أمين مقبول إن النظام الأساسي والمبادئ والمفاهيم لن تشهد أية تعديلات، وإنما قد تحدث تعديلات في اللوائح الداخلية بما يتفق مع الوضع التنظيمي في الحركة، وانتقالها من الشتات إلى أرض الوطن. وأكد أن البرنامج السياسي «واضح ومحدد ومتفق عليه، ولن يُجرى عليه أي تعديل أو تغيير فيما يتعلق بالثوابت الوطنية، وما أقرته منظمة التحرير الفلسطينية في المجلس المركزي المنعقد بحضور أبو عمار قبل اتفاقية كامب ديفد الثانية». وأضاف أنه «لا تعديل ولا تغيير على الثورة المسلحة، وما تتضمنه مقدمة النظام الأساسي، ما دامت حركة فتح هي حركة تحرر وطني، ولن يضاف أو يشطب أو يعدل شيء فيها، وهذا ما اتفقنا عليه في اللجنة التحضيرية واللجنة السياسية، وهذا ما سيقرره المؤتمر العام». من جهتها تقول عضو المجلس التشريعي عن الحركة سحر القواسمي «إن برنامج فتح يخضع لأهدافها، ولا يمكن الخروج عنه»، لكنها تحدثت عن «برنامج يتعاطى مع كل المراحل وحجم التحديات الموجودة أمام الحركة»، مضيفة أنه «سيتغير بما يحقق أهداف الحركة دون الخروج عن الإستراتيجية والأهداف التي أنشئت الحركة من أجلها». ورغم استبعادها لتغيير جوهري في البرنامج السياسي، توقعت التركيز على «الصراع السياسي والمعركة السياسية، واستخدام أشكال النضال الأخرى المشروعة حسب الاحتياجات، وبشكل مدروس» في إشارة إلى توظيف السلاح لخدمة السياسة. ورفضت أن يكون لدى الحركة توجه بوضع برنامج سلمي للحركة، مضيفة أن هدف فتح هو تحرير الأرض من الاحتلال، وهذا ما تأمل الحركة إنجازه من العملية السياسية، «لكن أشكال النضال الأخرى ستبقى مشروعة وموجودة». بدوره يرى عضو المجلس التشريعي عن الحركة حسام خضر أن محاولة تغيير برامج الحركة وأهدافها «من أبرز الأخطار والتحديات في المؤتمر السادس»، غير مستبعد أن «يبرز تيار يطلب ملاءمة وتخفيف العبارات الجوهرية في نظام الحركة». واتهم خضر القيادة بأنها أخرجت المؤتمر بهذه الكيفية «من أجل تحقيق هدفها، وهو إبعاد الأنظار عن النظام الأساسي، وإشغال الأعضاء بقضية العضوية والانتخابات»، مضيفا أنها «فتحت الباب على مصراعية لتبادل الاتهامات بين الأعضاء، حتى يستجيب تيار للاشتراطات الدولية ويقوم بتعديل البنود الأساسية في نظام الحركة». ومع ذلك أعرب عن أمله في ألا تُمس هذه الثواب، مؤكدا أن التيار الوطني «هو الأقوى في الساحة الفتحاوية»، وأن فتح ستبقى حركة تحرر وطني تحافظ على حق المقاومة والكفاح المسلح وممارسته بكافة الأساليب. نحو انتخاب قيادة جديدة لحركة فتح بعد انقطاع استمر عشرين عاما، أي منذ المؤتمر الخامس عام 1989، تعقد حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مؤتمرها السادس بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية منذ أمس الثلاثاء. وقبيل أيام من عقد المؤتمر بدأت تتدفق قيادات الحركة وعناصرها من أنحاء العالم، فيما ينشط مستقبلوهم استعدادا لأكبر تجمع حركي لها على أرض الوطن منذ تأسيسها عام 1965، فيما فتحت فنادق المدينة ومنازل قيادات حركة فتح أبوابها استقبالا للضيوف. وتتوقع مصادر الحركة ألا يقل عدد أعضاء المؤتمر عن 2300 عضو، سيلتقون على مدى أربعة أيام ابتداء لمناقشة جملة من القضايا المتعلقة بالحركة، ثم ينتخبون قيادة جديدة لهم ويحددون برنامج الحركة للمراحل المقبلة. ويمثل المؤتمر مختلف الفعاليات والقطاعات التي تتواجد فيها الحركة، فهو يمثل أقاليم الداخل والخارج، وأعضاء المجلس الثوري، واللجنة المركزية والنقابات وأعضاء المجلس التشريعي، إضافة إلى كوادر السلطة الوطنية والأجهزة الأمنية والعسكريين المتقاعدين والعاملين والعشائر. ويختار أعضاء المؤتمر وفق ترتيبات خاصة تبدأ مبكرا في جميع القطاعات، فعلى سبيل المثال تتمثل الأقاليم بالانتخاب، وكذلك الساحات الخارجية، فيما يختار العسكريون حسب الرتبة والأقدمية. وتمثل النقابات والاتحادات بقياداتها الحركية. ويمثل الأسرى المحررون والقابعون في السجون أيضا وفق معايير خاصة. وهناك تمثيل للسفراء ومحافظي المحافظات والمرأة والشبيبة وغيرهم. تنظيميا يتساوى جميع الأعضاء في المؤتمر، ويبدأ دورهم بمناقشة البرنامج السياسي والنظام الداخلي للحركة، والبرامج الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، وينتظر أن يبلوروا مواقفهم تجاه عدد من القضايا الرئيسية مثل السلطة الفلسطينية والمفاوضات ووضع غزة. وبعد مناقشة مختلف الملفات، ينتخب أعضاء المؤتمر هيئة قيادية تسمى اللجنة المركزية مكونة من 21 عضوا، 18 منهم ينتخبهم أعضاء المؤتمر، و3 تنتخبهم اللجنة المنتخبة والمجلس الثوري للحركة، ويتكون إضافة إلى أعضاء اللجنة المركزية من 75 عضوا، و15 آخرين تعينهم اللجنة المركزية. وقد أنهت الحركة استعداداتها في مدينة بيت لحم، وأخذت قيادات الحركة من الداخل والخارج بالتوافد على المدينة والإقامة في فنادقها منذ ساعات صباح الأحد، حيث حجزت أسرة لأكثر من 2500 شخص، أو في منازل قيادات الحركة الذين فتحوا أبوابهم لاستقبال للضيوف. واختيرت مدرسة ترسنطة القريبة من أهم الفنادق ومن كنيسة وساحة المهد لإقامة المؤتمر فيها، فيما حدد مركز السلام القريب مركزا إعلاميا لاستقبال الصحفيين. وحسب برنامج المؤتمر يدعى في اليوم الأول أكبر الأعضاء وأصغرهم سنا لرئاسة المؤتمر والإشراف على انتخاب هيئة رئاسة جديدة مكونة من رئيس المؤتمر ونائبه ومقررين اثنين. وفي الجلسة المسائية يناقش جدول أعمال المؤتمر ويقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس القائد العام للحركة تقريرا عن أوضاع الحركة والأوضاع السياسية والأمنية بين فترتي المؤتمرين الخامس والسادس. يتخلل اليوم الثاني للمؤتمر الترشح لعضوية المجلس الثوري واللجنة المركزية لحركة فتح، وفي اليوم نفسه يغلق باب الترشيح، على أن تجري في اليوم الثالث (الخميس) عملية الانتخابات سريا في صناديق خاصة ثم تفرز في اليوم نفسه. وباستثناء نحو 80% من قيادات الحركة في قطاع غزة الذين لم يتمكنوا من المغادرة وعدد قليل جدا من قيادات الخارج الذين منعت إسرائيل دخولهم وصل جميع المدعوين من الخارج إلى رام الله وبيت لحم . وبعد انتهاء المؤتمر يتوقع أن تغادر قيادات فتح القادمة من الخارج لمواصلة عملها في الساحات الخارجية، فيما تسعى السلطة الفلسطينية لدى الجانب الإسرائيلي للحصول على بطاقات هوية لمن لا يحملها. إضافة إلى أعضاء المؤتمر وآلاف العناصر والقيادات الفتحاوية، يتوقع أن تشارك نحو ألف شخصية من السفراء والضيوف والمدعوين الزائرين وممثلي الهيئات والفصائل المحلية والدولية للمشاركة في الافتتاح.