أظهرت نتائج اولية لانتخابات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الثلاثاء أن مروان البرغوثي السياسي الفلسطيني الذي قضت اسرائيل بسجنه مدى الحياة انتخب لشغل مركز قيادي في الحركة. لكن أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني السابق وهو من كبار المفاوضين الفلسطينيين خلال محادثات سلام أوسلو عام1993 وأيضا خلال محادثات السلام الاخيرة مع اسرائيل خسر مقعده في اللجنة المركزية وهي نتيجة غير متوقعة. وقال ناصر القدوة وهو ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والذي فاز بمقعد في اللجنة المركزية لحركة فتح ان هذه نتيجة غير متوقعة وتمثل تغييرا كبيرا وهائلا. ويقضي البرغوثي 50 البالغ عاما عقوبة السجن مدى الحياة في اسرائيل بسبب تهم بتدبير قتل اسرائيليين. وينفي البرغوثي التهم. والبرغوثي شخصية مفوهة تتمتع بشعبية كبيرة وكان ينظر اليه في السابق على أنه خليفة لعرفات أحد مؤسسي حركة فتح الرئيسيين. وأظهرت النتائج الاولية غير الرسمية لاول انتخابات تجرى منذ20 عاما لاختيار اللجنة المركزية المؤلفة من18 عضوا ان حركة فتح انتخبت هيئة تنفيذية عليا جديدة لم يبق فيها في اللجنة سوى أربعة فقط من عشرة أعضاء من الحرس القديم. كما فاز نحو12 عضوا بمقاعد في اللجنة المركزية لاول مرة من بينهم مسؤولان امنيان بارزان سابقان هما محمد دحلان وجبريل الرجوب. ودحلان من بين الشخصيات التي يثور حولها الجدل لانه مبغوض من جانب أنصار حركة حماس بسبب الاجراءات الصارمة التي قادها ضد الحركة الاسلامية عندما كان على رأس جهاز الامن الوقائي الذي كانت تهيمن عليه فتح في قطاع غزة في التسعينات. وكان الرئيس محمودعباس قال ان حركة فتح التي تعقد اول مؤتمر لها منذ 20 عاما يجب ان تظهر للناخبين الذين خابت امالهم من قبل أن هذه بداية انطلاقة جديدة. وتسعى الحركة التي تزعمها الرئيس الفلسطيني الراحل طوال40 عاما الى التخلص من سمعتها فيما يتعلق بالفساد والمحسوبية وهو الامر الذي أدى الى خسارتها المفاجئة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت عام2006 لصالح منافستها حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تعارض السلام مع اسرائيل. وسيطرت حماس على غزة بعد مواجهة دموية مع قوات فتح بعد عام من ذلك التاريخ مما ادى الى انقسام حركة الاستقلال الفلسطينية. وبدأ مؤتمر فتح الأسبوع الماضي بحضور نحو2000 مندوب في مدينة بيت لحم بالضفة الغربيةالمحتلة. وجرت أغلب جلساته خلف أبواب مغلقة. وكان من المنتظر الاعلان في وقت لاحق من أمس عن نتائج انتخابات المجلس الثوري الذي يضم128 مقعدا وهو الجهاز الثاني الهام في فتح ومن المتوقع ان يحل فيه الجيل الجديد من أعضاء فتح محل الاعضاء المسنين. وجدد المؤتمر يوم السبت اختيار الرئيس عباس 74 عاما قائدا للحركة بالاجماع في تصويت جرى برفع الايدي كان من الصعب خلاله معرفة ما اذا كانت هناك معارضة لقيادته. غير أن منتقدي عباس يقولون انه ضعيف وان المؤتمر وهو الاول الذي يعقد على أرض فلسطينية قد لا يعزز وضعه. وفتح هي الحركة السياسية الفلسطينية الرئيسية وهي مستعدة للتفاوض من أجل اتفاق سلام مع اسرائيل. غير أنها تكافح للتغلب على تراجع شعبيتها. ولا يوجد نائب أو خليفة طبيعي للرئيس الفلسطيني. وتسيطر فتح على الضفة الغربية التي تفصلها عن غزة التي تهيمن عليها حماس اراض تخضع لسيطرة اسرائيل. وستكون الضفة الغربية وقطاع غزة دولة فلسطينية مستقبلا في اتفاق سلام مع اسرائيل غير انهما الان يحكمهما خصوم متنافسون. من جهتهااكدت حركة المقاومة الاسلامية حماس انها ستحدد علاقتها مع القيادة الجديدة لفتح من خلال الحكم على سياستها وتصرفاتها العملية, مؤكدة ان فتح امام اختبار حقيقي حول مدى التزامها بالثوابت والمقاومة. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس «سنحكم عليها قيادة فتح المنتخبة من خلال سياستها وتصرفاتها وممارساتها العملية». وبعد ان اكد ان حماس «لا تتدخل في طريقة اختيار حركة فتح لقيادتهاوقال برهوم «»»»نريد فتح حركة قوية ومتينة بعدما دمرت هذه الحركة وقوضت من خلال من تناوبوا عليها»»»». ودعا قادة حركة فتح المنتخبين الى «الاستفادة من اخطاء الماضي وعدم الانزلاق في المنزلقات الخطيرة السابقة»»»», واضاف برهوم ان قيادة فتح المنتخبة»امام اختبار حقيقي وجدي بمدى التزامها بالحقوق والثوابت ومدى الحفاظ على الوحدة الوطنية وتقديم كامل استحقاقاتها ومدى التمسك بخيار الصمود والمقاومة»»»». واظهرت النتائج الاولية غير الرسمية لانتخابات فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس, ان15 من اصل18 عضوا انتخبوا في اللجنة المركزية الجديدة هم من الجدد ومن جيل الشباب للمرة الاولى منذ20 عاما. في سياق اخردعت الولاياتالمتحدة أمس الثلاثاء مجددا الفلسطينيين والإسرائيليين الى تنفيذ التزامات خارطة الطريق من أجل تحقيق السلام في المنطقة. ونقلت مصادر صحفية اليوم عن روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله نريد أن نؤكد مرة أخرى انه من الأهمية لكلا الطرفين الفلسطينيين والإسرائيليين تنفيذ التزامات خارطة الطريق, وليس اتخاذ خطوات بأي شكل من الاشكال قد تقود إلى الحكم مسبقا على نتيجة المفاوضات المقبلة. وأكد السيد وود التزام الولاياتالمتحدة بالعمل على تحريك عملية السلام فى المنطقة. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون قد أكدت أهمية الالتزام بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط, مشيدة فى الوقت نفسه بمبادرة السلام العربية المطروحة للتوصل إلى تسوية سلمية مع إسرائيل.