ينتظر أن يختتم المؤتمر العام السادس لحركة فتح أشغاله اليوم الخميس و ذلك بانتخاب أعضاء اللجنة المركزية الجديدة (21 عضوا) و أعضاء المجلس الثوري (120 عضوا) و هما الهيأتان الرئيسيتان في الحركة ، حيث يدور الرهان على تشبيب الهيأتين و ضخ دم جديد في شرايينهما. كما من المنتظر أن يصادق المندوبون ال1900 على البرنامج السياسي الجديد للحركة الذي ينص على رفض فتح الاعتراف بيهودية اسرائيل ورفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في اماكن وجودهم. اعترف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في افتتاح المؤتمر العام لحركة فتح الذي عقد في بيت لحم الثلاثاء بان حركته ارتكبت «أخطاء» ادت الى هزيمتها امام حركة حماس في غزة ودعا الحركة الى «انطلاقة جديدة» و«استخلاص العبر» وقال امام مندوبي حركته في مؤتمرها العام الذي يعقد للمرة الاولى منذ 20 عاما «بفعل انسداد آفاق عملية السلام وايضا بسبب اخطائنا وجملة من ممارساتنا وسلوكياتنا المرفوضة جماهيريا وادائنا الضعيف وابتعادنا عن نبض الجماهير وضعف انضباطنا التنظيمي, خسرنا انتخابات المجلس التشريعي الثانية وبعد ذلك خسرنا غزة» وكانت حركة فتح تهيمن بدون منازع على السلطة الفلسطينية. لكنها هزمت في الانتخابات التشريعية التي جرت في2006 في الاراضي الفلسطينية امام حماس ثم طردتها الحركة الاسلامية من قطاع غزة في يونيو2007 . وقال عباس الذي يترأس حركة فتح منذ وفاة قائدها التاريخي ياسر عرفات في 2004 ان «هذا المؤتمر يجب ان يشكل منصة لانطلاقة جديدة, تعزز نضالنا لاستكمال مهامنا الوطنية الرئيسة, وهي انجاز الحرية والاستقلال» واضاف انه «علينا ان نتعلم من اخطائنا ونسعى على الدوام الى تصويب مسارنا, وتصحيح طرق عملنا» واكد ان «مهمتنا الابرز كفتحاويين هي ان تستعيد حركتنا (...) مكانتها ووهجها وروحها الأصيلة كي تواصل القيام باعباء دورها التاريخي في قيادة شعبنا نحو الحرية والاستقلال» واجتماع فتح هذا هو المؤتمر العام الاول للحركة منذ1989 والسادس فقط منذ ان اسسها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في نهاية الخمسينات. واشار عباس الى رغبة الشعب الفلسطيني في «اخراج عملية السلام من طريقها المسدود مع التاكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وهو ما يقره القانون الدولي بما في ذلك المقاومة المسلحة» وهاجم محمود عباس رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني بنيامين نتانياهو متهما اياه بتدمير اي فرصة لاستئناف مفاوضات السلام من خلال رفضه تجميد الاستيطان وهدر حقوق الفلسطينيين في القسم العربي من القدس وفي وادي الاردن. كما اتهم الحكومة الاسرائيلية بممارسة «التطهير العرقي» في القدسالشرقية من خلال تدمير البيوت ونشر المسوطنين في الاحياء الفلسطينية. ووصف وزير الاعلام الاسرائيلي يولي ايدلستين مؤتمر حركة فتح بانه «إعلان حرب» على اسرائيل, وفق ما نقلت عنه صحيفة يديعوت احرونوت على موقعها الالكتروني «آي نت» وقال «انهم يقولون صراحة انهم يؤيدون مواصلة الكفاح المسلح» وحمل الرئيس الفلسطيني بعنف على «انقلابيي» حماس, مدينا «القمع» الذي تمارسه في غزة ضد ناشطي فتح. كما اتهمها بعرقلة الحوار مع حركته بهدف المصالحة الفلسطينية. وكانت حركة حماس قد رفضت السماح لنحو400 ممثل لحركة فتح في غزة التوجه الى الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر. وتعقيبا على بيان الرئيس الفلسطيني قال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري لوكالة فرانس برس ان «خطاب عباس لا يؤسس لاي مصالحة فلسطينية ويعكس نوايا سيئة ومليء بالتلفيق والتهريج ضد حركة حماس» وسينتخب المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام ويحضره نحو1900 ممثل, اعضاء اللجنة المركزية الجديدة (21 عضوا جديدا) والمجلس الثوري (120 عضوا) وهما الهيئتان الاساسيتان في حركة فتح. كما سيصادق على البرنامج السياسي الجديد للحركة الذي ينص على رفض فتح الاعتراف بيهودية اسرائيل ورفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في اماكن وجودهم. واطلقت حركة فتح على الاجتماع اسم «"مؤتمر الشهيد المؤسس ياسر عرفات انطلاقة جديدة نحو الحرية والاستقلال» ويعقد المؤتمر في بيت لحم جنوب الضفة الغربية وسط اجراءات امنية مشددة اذ انتشر مئات من رجال الامن في محيط قاعة المؤتمر وخضع الذين يدخلونها لفحص امني دقيق.