واصل مؤتمر حركة فتح أشغاله على مستوى اللجان (18 لجنة) دون تحديد سقف زمني لانتهاء هذه الأشغال، مما يدل على عمق الخلافات و شراسة النقاشات الدائرة داخله، و هو الأمر الطبيعي -حسب المراقبين - بعد عشرين سنة من تاريخ آخر مؤتمر للحركة. و كان قد أعلن في السابق أن جلسات المؤتمر الذي افتتح الثلاثاء في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية سيستمر ثلاثة أيام. شهد اليوم الثاني من المؤتمر العام السادس لحركة فتح الاربعاء مناقشات وصفت بانها «عاصفة» ما استدعى تدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاحتوائها. وفي موازاة ذلك, وجهت فتح انتقادات شديدة الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لمنعها اعضاء فتح في قطاع غزة من المشاركة في المؤتمر الذي يعقد في بيت لحم في الضفة الغربية, واصفة سلوكها بانه «ابتزازي» وقد تركزت الخلافات حول عدم تقديم اللجنة المركزية تقريرها المالي والاداري والتنظيمي والسياسي, اضافة الى كيفية مشاركة اعضاء المؤتمر من غزة البالغ عددهم اكثر من اربعمائة عضو في انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري, وهما اعلى هيئتين قياديتيين في فتح. واقر الناطق باسم مؤتمر الحركة نبيل عمرو بان اليوم الثاني من المؤتمر كان «عاصفا» وقال عمرو خلال مؤتمر صحافي في بيت لحم عقب انتهاء الجلسة الصباحية للمؤتمر ان «اليوم الثاني من اعمال المؤتمر كان عاصفا لانه يوم توزيع وتشكيل اللجان, اضافة الى انه كان من المفترض ان تقدم اللجنة المركزية تقريرها ولكن المؤتمر استمع لبعض اعضاء اللجنة المركزية» واوضح عمرو ان "«الرئيس الفلسطيني محمود عباس تولى الحديث في المؤتمر وعرض الافكار التي يمكن ان يتضمنها تقرير المركزية» وكان مشاركون في المؤتمر افادوا في وقت سابق ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تدخل لوقف النقاش الذي احتدم بين اعضاء مؤتمر حركة فتح وقيادتها على خلفية التقرير الاداري والمالي الذي كان يفترض ان تقدمه القيادة. ونقل هؤلاء ان عباس تدخل في نهاية الجلسة الاولى, وقال «الشعب الفلسطيني كله ينتظر نتائج المؤتمر, وهناك من يتمنون ان تفشل فتح في مؤتمرها» واشار عباس الى الخطاب الذي القاه في الجلسة الافتتاحية, والذي اعتبره تقريرا شاملا وكافيا. الى ذلك, اتهم عمرو حركة حماس بالقيام «باجراءات فاشية وغير اخلاقية وابتزازية عبر منع اعضاء (قطاع) غزة من حضور المؤتمر العام» وخاطب حماس «عليكم ان تدركوا انكم لن تعيدوا شعبنا الى محاكم التفتيش» وشدد على ان فتح «لا تعترف بسلطة حماس ولا بمحاكم حماس» مؤكدا ان «اعضاء غزة الذين تمكنوا من الحضور سيعودون الى غزة بلدهم رغم تهديدات حماس لهم» وتحدث عمرو عن تشكيل «لجنة خاصة بغزة تتولى اقتراح سياسة موحدة لحركة فتح تجاه القطاع والعلاقة مع حماس بعدما كسرت الجرة بمنعها وصول افراد المؤتمر من غزة» ونفى وجود انسحابات من كادر غزة وقال «الجميع مجمع على اهمية ان يكون لغزة الحضور الذي يتناسب مع حجمها في اللجنة المركزية والمجلس الثوري» لكن عضوا في المؤتمر طلب عدم ذكر اسمه قال لوكالة فرانس برس «الحقيقة ان حوالى خمسين شخصا قريبين من القيادي في فتح محمد دحلان انسحبوا من الجلسة الصباحية للتشاورمن دون اعلان انسحاب رسمي من المؤتمر» وتابع عمرو «جرى انتخاب رئيس للمؤتمر هو عثمان ابو غربية ومكتب رئاسي للمؤتمر من خمسة اعضاء كما تم تشكيل لجان هي عبارة عن18 لجنة تغطي جميع الاهتمامات والهموم الفلسطينية» وقال ان «الجلسة العامة رفعت الآن وسيتوزع أعضاء المؤتمر على اللجان وستتم مناقشة كافة القضايا ولا سقف زمنيا للمؤتمر بحيث سيستمر الى ان ينهي اعماله وهو غير ملزم باي وقت حدد سابقا اي ان جلسات المؤتمر مفتوحة حتى ننهي اعمالنا» وكان اعلن في وقت سابق ان مؤتمر فتح الذي افتتح الثلاثاء في بيت لحم في الضفة الغربية سيستمر ثلاثة ايام. من جهة اخرى, اعلن عمرو ان «خيار المقاومة» يبقى قائما ما دامت اسرائيل لا تزال تحتل الاراضي الفلسطينية. وقال «ما دام الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال فمن حقه مقاومة الاحتلال وخيار المقاومة مكفول بالشرعية الدولية"» الا انه حرص على التوضيح ان خيار حركة فتح هو المفاوضات والمضي في عملية السلام. وقال «ان خيارنا المفاوضات والصمود والمضي قدما في عملية سلام تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه» وكان مؤتمر حركة فتح قد استهل اعماله الثلاثاء في بيت لحم في الضفة الغربية بخطاب لعباس اعترف فيه ب«الاخطاء» التي ارتكبتها حركته ودعا الى استخلاص العبر. ومن المقرر ان تقدم اللجان توصياتها للمؤتمر لمناقشتها في جلسة عامة جديدة.