شهد اليوم الثاني من المؤتمر العام السادس لحركة فتح الاربعاء مناقشات وصفت بأنها 'عاصفة'، ما استدعى تدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاحتوائها. وفي موازاة ذلك، وجهت فتح انتقادات شديدة الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لمنعها اعضاء فتح في قطاع غزة من المشاركة في المؤتمر الذي يعقد في بيت لحم في الضفة الغربية، واصفة سلوكها بانه 'ابتزازي'. ورفض مندوبو حركة فتح في المؤتمر أمس الصيغ التي قدمتها لجنة خاصة شكلها المجلس الثوري للحركة، لوضع مقترحات للتغلب على مشكلة انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري من خلال تمكينهم من التصويت عبر عدة وسائل كالتليفون أو البريد الالكتروني أو أي وسيلة أخرى يتفق عليها بسبب رفض حماس خروجهم من قطاع غزة، وهددوا بمقاطعة المؤتمر وعدم الاعتراف بنتائجه. وأقر الناطق باسم مؤتمر حركة 'فتح' نبيل عمرو بعد انتهاء الجلسة الصباحية للمؤتمر ان النقاشات كانت 'عاصفة' وشهدت خلافات، لكنه أكد أن الأجواء العامة توافقية، مشدداً على أن الخيار الجوهري للحركة في هذه المرحلة هو خيار المفاوضات. وعلمت 'القدس العربي' بان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية اضطر الى النزول عن منصة المؤتمر الاربعاء عندما ثار عدد من اعضاء المؤتمر في وجهه بعد ان قال بان تقرير اللجنة المركزية الذي كان من المفروض عرضه على المؤتمر هو خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي القاه في جلسة الافتتاح الثلاثاء. وحسب مصادر من داخل المؤتمر فان عددا من اعضاء المؤتمر ثاروا بالصراخ والهتاف ضد عبد الرحيم واعضاء اللجنة المركزية مما استدعى نزول الطيب عن المنصة واستدعاء عباس على وجه السرعة في ظل اطلاق عبارات مسيئة ضد المركزية. واوضح عضو في المؤتمر ل 'القدس العربي' انه عندما حضر عباس للاجتماع وحاول تهدئة الوضع وقف حسام خضر وطلب مداخلة، فرفض عباس وطلب منه ان يجلس الا انه رفض مما ادى لملاسنة بينهما قال فيها خضر لعباس 'انت عضو في المؤتمر مثلك مثل اي واحد ولا تختلف عنا بأي شيء'. وحسب العضو فان عددا من اعضاء المؤتمر تجمهروا حول خضر واقنعوه بالجلوس حتى يواصل عباس حديثه. ومن بين الخفايا التي شهدها المؤتمر في الجلسة الأولى، مشادة تحولت إلى اعتداء بالضرب من قبل حراس الرئيس عباس على توفيق الطيراوي، مدير المخابرات السابق، الذي يسعى للترشح لعضوية اللجنة المركزية. وبحسب المعلومات فان الحادث وقع حينما كان الطيراوي يحاول إدخال أعضاء من المؤتمر من الساحة اللبنانية، إلى القاعة، بعد ان واجهوا مشاكل في الحصول على البطاقات اللازمة. وتعرض أحد أعضاء المؤتمر من كبار السن إلى (بحسب ما علم يفوق سنه السبعين عاماً) ركلات من قبل الحراس، نقل على أثرها للمستشفى، حين هم بفض الخلاف، وإبعاد الحراس عن الطيراوي. الى ذلك أعلن عمرو أنه تم تشكيل 18 لجنة تغطي جميع الاهتمامات والهموم الفلسطينية، بما في ذلك لجنة خاصة بغزة ستتولى اقتراح سياسة موحدة لحركة 'فتح' تجاه غزة و'سيكون هناك تحديد للعلاقة مع حماس بعد ان كسرت الجرة'، في إشارة إلى تعنت 'حماس' ورفضها السماح بسفر أعضاء المؤتمر من غزة. وقال عمرو إن الجلسة رفعت وسيتوزّع أعضاء المؤتمر على اللجان، معلناً أنه 'لا يوجد سقف زمني للمؤتمر وسيستمر حتى إنهاء أعماله وهو غير ملزم بأي وقت أعلن في السابق' في إشارة إلى ما كان أعلن سابقاً أن المؤتمر سيستمر ثلاثة أيام. ونفى أن يكون أعضاء 'فتح' من غزة الموجودين في المؤتمر انسحبوا منه، لافتاً إلى أن نقاشاً محتدماً وقع خلال كلمة وجهها باسمهم سمير المشهراوي، لافتاً إلى تدخل عباس لتهدئة الأمور. وعن آلية انتخاب ممثلي غزة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، أكد عمرو وجود العديد من الاقتراحات لافتاً إلى أن الأمر عائد إلى لجنة شكلت لهذا الغرض 'وهي ستقدم خلاصة عملها لإقرار ذلك'. وشدّد على وجود إجماع على أهمية أن يكون لغزة الحضور الذي يتناسب مع حجمها في 'المركزية' و'الثوري'، وان ذلك سيؤخذ خلال الاقتراع.