أطلت علينا التلفزة (القناة الأولى) من خلال برنامج«سمر رياضي» بدعوة أحد رواد الكرة الوطنية، محمد الحطاب والذين أعطوا الشيء الكثير بعد بداية كالتي مر منها مجايلوه وهي الممارسة بالأحياء الشعبية والساحات وما أكثرها آنذاك، وكما يسميها المرحوم الأب جيكو: «التوار». جمع «التيرة» لاعبون صنفتهم تلك الفضاءات في غياب مراكز التكوين والملاعب المجهزة، رلا أن الموهبة كانت حاضرة وكذا النظرة الثاقبة للمدربين، كما حدث لضيف الحلقة حيث صدق حدس الإطار عبد الله السطاتي، أطال الله عمره، الذي غير مكان لعبه من حارس مرمى إلى مركر مدافع وسط، حيث التحق بفريق النهضة السطاتية قادما من برشيد. وبفريق سطات أثار عطاءه انتباه المدرب كليزو ليستقدمه إلى صفوف الجيش سنة 1962، وتمكن من فرض ذاته وإيجاد مكانه له داخل المجموعة العسكرية، في وقت ما أصعب أن يجد اللاعب مكانه في فريق الجيش، ولكنه تمكن من ذلك اعتمادا على لعبه الرجولي وإتقانه للحراسة الفردية، وخلال 8 سنوات أعطى الكثير سواء داخل الجيش أو الفريق الوطني، ولا أزال أتذكر آنذاك صلابة الحطاب خلال دوري محمد الخامس، حيث كان يراقب اللاعبين الكبار، وحيث كانت تشارك أعتد الفرق من أوربا وأمريكا اللاتينية. وبالفريق الوطني شارك ضمنه خلال إقصائيات الألعاب الأولمبية 1968، دورة البحر المتوسط بتونس، وإقصائيات كأس العالم 1970 وكأس العالم العسكرية، وتوقف سنة 1970 ليعود الى عاصمة اولاد حريز كلاعب ثم مدرب.. إنه نموذج اللاعب الذي أعطى كل شيء في زمن لم تكن الماديات طاغية، وضحى بكل ما يملك دون أن يأخذ أي شيء، ليدخل غياهب النسيان، وإذ تخلى عنه الجيل الماضي فكيف للجيل الحالي أن يتعرف على لاعب كبير اسمه الحطاب؟!