يعرف التعليم الأولي بجهة الدارالبيضاء الكبرى تأخراً ملحوظاً لا يساير ما حمله الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والذي يدخل سنته التاسعة، ولا يتماشى مع ما جاء به ما يسمى بالمخطط الاستعجالي 2012/2009، لتضمنه مجموعة من النقائص اعترف بها برنامج عمل الأكاديمية لسنة 2009، حيث أكد أن نسبة 56% من الممدرسين بهذا السلك تتابع دراستها في الكتاتيب القرآنية التي تسود العالم القروي بالجهة، والتي لا يشكل المضمون التربوي بها عرضاً عصرياً حقيقياً نقص في البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية تعدد المناهج الدراسية في التعليم الأولي، إن على مستوى اختيار المضامين والأنشطة أو على مستوى الطرق والوسائل الديداكتيكية نقص في وسائل التمويل والرعاية في المناطق القروية على وجه الخصوص غياب التنسيق بين مختلف المتدخلين في هذا المجال. البرنامج الذي وضعته الأكاديمية يعتبر تعميم العرض التربوي في سلك التعليم الأولي تحدياً كبيراً يرتبط نجاحه بالضرورة بالتنسيق الكبير المفروض بين جميع الشركاء المحتملين وبانخراطهم القوي، من وزارات وجماعات محلية ومنظمات غير حكومية وجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ ومتدخلين من الخواص. ولمواجهة هذه التحديات، أكدت الأكاديمية في برنامجها أنه سيتم القيام بعمليات إدارية ومحددة على ثلاث واجهات متوازية: 1 تأهيل العرض التربوي القائم، وذلك بتنظيم تكوين لفائدة المربيات والمربين الممارسين حاليا قصد إعادة تأهيل قدراتهم المهنية، حيث ستنظم لفائدتهم ثلاث حلقات تكوينية مدتها 5 أيام لكل فرد بمراكز تكوين الأطر التربوية من طرف مؤطرين مؤهلين. 2 تطوير العرض التربوي العصري في التعليم الأولي في مجموع الجهة، وذلك بتطوير البنيات التحتية وفق نموذج منسجم وعصري يحترم الخصوصية المغربية ويضمن للتلاميذ أفضل شروط التفتح والتعلم. أما بالوسط القروي، وخاصة المناطق الفقيرة، فسيعتمد توسيع العرض التربوي في التعليم الأولي بتدخل الأكاديمية نظراً لعدم جاذبية هذه المناطق بالنسبة للمتدخلين من الخواص. وفي هذا الصدد، جاء في برنامج عمل الأكاديمية بجهة الدارالبيضاء أنه سيتم فتح 15 وحدة دراسية للتعليم الأولي داخل المؤسسات العمومية بالجماعات القروية سنة 2009 ويواكب فتح هذه الفصول توفير اللوازم والأدوات المدرسية للتلاميذ المعوزين مجاناً. أما بالوسط الحضري، حيث تتاح إمكانات الحصول على مردودية أكبر للمستثمرين، فسيعتمد تطوير التعليم الأولي بالأساس على المتدخلين من الخواص. ولهذه الغاية، سيتم اتخاذ العديد من اجراءات الدعم والتحفيز قصد تطوير العرض التربوي الخصوصي في التعليم الأولي. وأكد نفس المصدر أنه سيتم خلق بنية خاصة بهذا السلك التعليمي وسيكون من مهامها وضع استراتيجية لتنمية هذا النوع من التعليم، وتأطير وتتبع القطاع والتنسيق مع مختلف الفاعلين فيه، على اعتبار أن هذه التدابير تسمح بتطوير كمي لبنيات التعليم الأولي، وجعل أعداد المتمدرسين به تنتقل الى ما يقارب 21000 تلميذة وتلميذ في أفق 2012. 3 توفير تأطير أفضل لقطاع التعليم الأولي. وفي هذا الإطار، سيتم تعزيز جهاز التفتيش في قطاع التعليم الأولي، بانتداب مفتشي التعليم الابتدائي في الفترة ما بين 2009 إلى 2012، وسيتلقون تكويناً تكميلياً حول خصوصيات التعليم الأولي. أما المؤسسات التي ستحتضن وحدات التعليم الأولي بجهة الدارالبيضاء الكبرى، فهي كالتالي: نيابة المحمدية: م/ م أولاد سيدي عبد النبي م/ م الشلال م/ م بئر لحلو جماعة الشلالات م/ م المجد جماعة سيدي موسى المجدوب. نيابة مديونة مدرسة الوحدة جماعة بن يخلف م. أولاد بوعزيز م/ م دار البارود جماعة سيدي حجاج م. الحمادات م. أولاد بلعربي جماعة المجاطية م. الحلحال جماعة الهراويين. نيابة النواصر: مدرسة الزاوية بلدية النواصر م/ م الجوابرة «مركزية لكروطة» جماعة أولاد صالح مدرسة الحفايا جماعة بوسكورة م/ م السكوم. م/ المسيرة الخضراء جماعة دار بوعزة. وللتذكير، فإن التعليم الأولي يتميز بكونه محتضنا في غالبيته من طرف قطاع التعليم الخاص، والكتاتيب القرآنية والمؤسسات العصرية ويتوزع بصورة غير متوازنة كماً ونوعاً في مجموع الجهة. واللافت هنا أن مسيري الجماعة سواء منهم القدامى أو الجدد، إضافة إلى ممثلي السلطة المحلية، يمرون على «الجوطية» صباح مساء، والموجودة بجانب طريق رئيسي مهم، وجميع العابرين والمتسوقين، يشاهدون بالعين المجردة الأزبال والقاذورات المتراكمة حوله، وأبشعها تلك المزبلة المقابلة للسوق، والتي أصبحت عبارة عن مستنقع دائم تنبعث منه روائح كريهة، وتعج به الحشرات والجراثيم، وما تنشره من أمراض وأضرار صحية وبيئية، سيما في فصل الصيف الذي تكثر فيه عدوى الامراض المختلفة: الحساسية، الحمى وغيرهما من الأمراض الناتجة عن «الميكروبات» المنتشرة هنا وهناك... ورغم كل هذا، نجد المسؤولين بالجماعة لا يحركون ساكنا، ولا يظهرون حماسا زائدا من النوع الذي أبانوا عنه أيام حملاتهم الانتخابية، ولو قاموا بمجهود عمل يوم واحد من قبيل تلك الحملة، لكانت عين حرودة في وضع أحسن.. لكن، للأسف، فالمصلحة الشخصية هي أولى الأولويات لدى هؤلاء؟