بتأثر عميق وحزن كبير، تم استقبال جثامين المغاربة السبعة، ضحايا انفجار القطار الذي وقع ليلة الاثنين - الثلاثاء الماضيين بشمال إيطاليا، التي وصلت بعد زوال يوم الأحد إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء. وكبيرا كان عدد الأقرباء الذين توافدوا على المطار من أجل استقبال جثامين ضحايا هذا الحادث الذي خلف مصرع22 شخصا، من بينهم أفراد عائلة مغربية تنحدر من الدارالبيضاء وهم السيد محمد عياد وزوجته عزيزة أبو طالب وطفلاهما حمزة عياد (17 سنة) وإيمان عياد(ثلاث سنوات)، وكذا الأخوان نور الدين وعبد اللطيف بومحالف اللذان ينحدران من مراكش، وصهرهما وهو مواطن مغربي مقيم بالخارج ينحدر من بني ملال. وقدم عدد كبير من سكان حي «مبروكة» بالدارالبيضاء، حيث توجد منازل أقرباء الفقيدين محمد عياد وزوجته، من أجل الوداع الأخير للأفراد الأربعة لهذه العائلة، ومرافقتهم إلى مقبرة «الغفران»، حيث تم دفنهم يوم الأحد، فيما يتم حاليا نقل جثماني الأخوين بومحالف نحو مراكش وجثمان صهرهما إلى بني ملال. وأعربت عائلات الضحايا، بهذه المناسبة، عن عميق امتنانها لجلالة الملك محمد السادس من أجل العناية السامية التي أحاط بها جلالته الضحايا وأسرهم. وقد قرر جلالة الملك التكفل بنقل وبمراسم دفن جثامين المتوفين في هذا الحادث، وأعطى تعليماته السامية إلى السلطات المعنية، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لأسر الضحايا، بوطنهم الأم. وقد انتقل مسؤولو مؤسسة محمد الخامس للتضامن والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى مطار محمد الخامس لمواساة أفراد عائلات الضحايا ومساعدتهم في القيام بالإجراءات الإدارية. وبعين دامعة، أوضح أحد أقرباء أسرة عياد، التي كان الأب قد هاجر إلى إيطاليا سنة1993، حيث كان يعمل بأحد أوراش صناعة السفن ليلتحق به أفراد أسرته سنة2000 ، أن «أسرة عياد، التي باغت أفرادها الانفجار وهم نيام، كانت تعتزم الانتقال في فبراير المقبل للاستقرار في منزل آخر بعيدا عن الأول نظرا لانخفاض سومته الكرائية .. إنه القدر». ذرف الكبار والصغار دموعهم بكاء على الضحايا وتحسرا على «حمزة الذي توفي وهو في ريعان شبابه» والصغيرة إيمان التي «لم تخط بعد خطواتها الأولى في الحياة». وحسب مغاربة مهاجرين يقيمون بفياريدجو (شمال إيطاليا)، حيث وقع الحادث، فإن الشقيقين نور الدين وعبد اللطيف بومحالف اللذين كانا يعملان بإحدى الضيعات المغطاة المخصصة لزارعة الورود، كانا قد عادا من المغرب إلى إيطاليا يوم الحادث حوالي الساعة السابعة مساء. وأضافوا، والحسرة والمرارة تعتصر أفئدتهم، أن الشقيقين عادا «ليلقيا حتفهما ساعات بعد ذلك في هذا الانفجار ومعهما صهرهما ورفيقهما المالي». وكان 22 شخصا، من بينهم سبعة مواطنين مغاربة، قد لقوا مصرعهم، وأصيب 25 آخرون بجروح، في هذا الحادث الذي وقع ليلة الاثنين - الثلاثاء الماضيين بمدينة فياريدجو عندما خرج قطار كان محملا بالغاز السائل عن السكة، مما أدى إلى انفجار إحدى عرباته قرب حي سكني مسببا انهيار خمس بنايات واندلاع حريق مهول.