نشرت منظمة العفو الدوليةامس تقريرا مفحما حول الهجوم الاسرائيلي على غزة في دجنبر2008 و يناير2009 ، اتهمت فيه اسرائيل وحماس ب « انتهاك القوانين الانسانية الدولية» من خلال مهاجمة مدنيين. وشكل التقرير المعنون « عملية الرصاص المصبوب :22 يوما من القتلى والدمار في غزة» لائحة اتهام حقيقية لاسرائيل وجيشها مؤكدا حصيلة «اجهزة الصحة الفلسطينية» مقتل1400 فلسطيني ونحو خمسة آلاف جريح وتدمير مناطق واسعة من قطاع غزة مع هدم اكثر من2700 بناية خلال هذا الهجوم. وطلبت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا، من المجتمع الدولي « ان يدعم بلا تحفظ مهمة»» مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة المكلف التحقيق في الهجوم، وهي المهمة التي تقاطعها اسرائيل. وفي تقريرها الذي يقع في117 صفحة والذي يشكل اول دراسة معمقة لهذه الحرب، جددت منظمة العفو الدولية نداءها من اجل حظر « كامل وفوري»» على الاسلحة الموجهة لاسرائيل واسلاميي حماس الذين يسيطرون على قطاع غزة. وطلبت المنظمة من كافة دول العالم مباشرة ملاحقات قضائية بتهمة « جرائم حرب « و « توقيف المشتبه بضلوعهم فيها» . واتهمت العفو الدولية الجيش الاسرائيلي بانه « لم يميز بين الاهداف المدنية والعسكرية» مع انه لم يكن بامكانه الزعم بجهل وجود مدنيين في المناطق المستهدفةالامر الذي كانت نتيجته « مقتل مئات المدنيين العزل بينهم 300 طفل و115 امرأة و85 شخصا تزيد اعمارهم عن50 عاما» . كما اتهم التقرير الجيش الاسرائيلي باستخدام المدنيين بمن فيهم الاطفال ، « دروعا بشرية» من خلال اجبارهم على البقاء قرب مواقع احتلها بل واجبارهم حتى على تفحص مواد مشبوهة يمكن ان تكون مفخخة. ونفى التقرير في المقابل استخدام حماس او غيرها من المجموعات المسلحة الفلسطينية الاهالي « دروعا بشرية « بعكس التأكيدات الاسرائيلية. بيد انه اتهم هذه المجموعات ب « اقامة مواقع عسكرية قرب مناطق سكنية معرضة بذلك حياة المدنيين للخطر» . واتهمت العفو الدولية الجيش الاسرائيلي بانه قتل مئات المدنيين ليس فقط باسلحة فائقة الدقة مثل الصواريخ جو-ارض او القنابل الموجهة بل ايضا من خلال القصف المدفعي والقذائف المحشوة بالسهام المعدنية. كما اتهمت الجيش الاسرائيلي باطلاق قذائف الفوسفور الابيض « فوق مناطق ذات كثافة سكانية عالية» ما ادى الى حروق خطرة ومميتة في بعض الاحيان. واشارت المنظمة الى ان حماس والمجموعات الفلسطينية اطلقت مئات الصواريخ على اسرائيل خلفت ثلاثة قتلى مدنيين في حين قتل ستة عسكريين اثناء الهجوم الذي تسبب في نزوح مئات آلاف السكان في جنوب اسرائيل. وقالت المنظمة « لم تكتف حماس بعدم القيام باي تحقيق حول اطلاق الصواريخ بل انها تصر على تبرير هذ الاعمال غير الشرعية».