فكر في أخطائك أولا، ثم فكر مليا بفارع الصبر، في كل العثرات التي تقف في وجهك وتسلقها ... فكر أنك تركت دمك، وتركت عمرا لظلال القضبان وماء التنظيف وكأنك لست فقط غير معني، بل وكأنك منظف سجون.. فكر في الأخطاء كمربي رب الخطأ مثل طائر، فالخطأ الجميل يضع لك وله أجنحة لا تجعله يسقط على رأسك مثل سقف. كن حرا كالخطأ، ولا تكترث كثيرا لهذا الألم في دمك. لا تسأل أحدا صوابا خاطر بأخطائك كما يخاطر لاعب محترف بأثاثه الوحيد المتبقى له استقبل أخطاءك بلا ملائكة ولا مزمرين بلا مغنيات ولا مستقبلين بلا أصدقاء يحرصون على صوابك.. لا تكن يقينيا مثل بيان ختامي ولا مطمئنا كمسؤول عن البروتوكول ولا تفرط في اليقظة، مثل حارس امبراطوري بحثا عن الصواب. لا تستسلم للتاريخ مثل مسافر متعب استحلى المصعد الكهربائي. تأمل الطبقات التي يعرضونها في الفنادق الفخمة مثل أطباق الحلوى واسخر من صوابهم مثل برجوازي صغير لا تهمه المظاهر . كن الخطأ الذي يصنع اللوحة، وكن اللوحة التي يظهر فيها الثوار فرحين بالكومونة وبسقوط جدار برلين في نفس الوقت. لا تذهب الى الخطأ بموعد ، مثل طبيب أسنان. اتركه يدهسك مثل مظاهرة عمالية. الخطأ اللذيذ داء يشبه الحب. آه الحب: المهنة الوحيدة، كما تقول للحبيبة التي تحتاج المستحيل كي تكون. كن دقيقا في أخطائك مثل قلب اصطناعي، وانبض بأخطائك مثل ساعة الحسم في الخلية. القتلة كانوا دوما على صواب، كن الخطأ في جلد القتيل. كن الشهيد المخطيء ولا تكن الحي الذي يرتع في الواقعية مثل قطيع. عليك أن تساعد التاريخ على الارتباك. لا تتركه سعيدا مثل سهرة عائلية. لا تكن مرتبا كقطع الغيار وصافيا بلا خدوش. الخطأ مثل معجون الأسنان. الآخرون يكفيهم الصواب، وأنت أضف إليه أخطاءك، لأنك يساري لا تهتم بالسلع حتى ولو عرضت على شكل صفقة سياسية. تذكر هذا: الشيطان وحده لا يجدد أخطاءه. إنها نفسها سبعة أخطاء منذ بداية الخليقة. الموتى - لا أقصد الشهداء -وحدهم لا يخطئون. أنظر إليهم على صواب تحت التراب.! فكر جيدا ، في كل ما تأتي به الصدفة الماكرة التي تعيد على مسامعك اغنيات الحق في جهاز قديم من الخطأ.. (نص سبق نشره في لحظة صواب يسارية )