لم تكن وحدها درجات الحرارة المرتفعة خلال موسم الصيف الحالي المتسببة في تأريق مضجع مواطني حي الوفاق بمقاطعة الحي الحسني، والمؤدية إلى أرق يدخلهم في دوامة من الشد والجذب من أجل الظفر بلحظات من النوم، بل انضافت إليها مجموعة من السلوكات التي زادت الطين بلة! فمواطنو الوفاق ، خاصة 3، باتوا محرومين من لذة النوم وصار أمر تحقيقه مستعصيا عليهم بفعل «استيطان» الأزقة من طرف مجموعات من المنحرفين ساعات الليل بأكملها إلى أن تبزغ أشعة شمس الصباح، يعاقرون الخمر ويتسامرون فيما بينهم، مُزجين الوقت بلفافات الحشيش والموسيقى الصاخبة، إن كان الأمر فيما بينهم سمنا عسلا، أما إن طفت مع توالي احتساء كؤوس الجعة «حسيفة» ما، فإن الكحول يزيد من تأجيج حدتها وتضخيمها لتنقلب المنطقة إلى ساحة للوغى والكر والفر، والتراشق بالحجارة وكل ما أوتيت أيديهم، مع إشهار الأسلحة البيضاء والتلويح بها في وجه كل من سولت له نفسه الإقتراب! عناصر أمن الحي الحسني نظمت مؤخرا حملة استهدفت المنطقة الحمراء المذكورة، وهي الزنقة 66 في جزئها الكائن بالوفاق 3 مستعملة سيارتي نجدة، تمكنت خلالها من ملئهما عن آخرهما، وهو ما يبين حجم الفورة والكثافة التي تحبل بها هذه النقطة التي صارت مرتعا لكل أنواع المنحرفين، سيما مع توفر «الأكسسوارات» المطلوبة، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل حول دور مفوضية أمن الوفاق التي لاحضور دال عليها بالمنطقة باستثناء مقر البناية! الحملة التي قامت بها عناصر أمن الحي الحسني خلفت استحسانا اسعا في أوساط السكان الذين يأملون في أن تتسم بالاستمرارية والديمومة لا أن تكون موسمية، وذلك بحثا عن شرط الراحة والسكينة الذي بات مفتقدا في ليالي وفاق الحي الحسني!