يحتفل مهرجان «تيمتار» بدورته السادسة بأكادير ، حيث سيتم الافتتاح يوم الأربعاء واحد يوليوز على الساعة الثامنة ليلا في ساحة الأمل ، ليستمر إلى الخامس في نفس الشهر. وقد خصصت للعروض ثلاثة أماكن ، هي: ساحة الأمل ، ساحة بيجوان والمسرح البلدي الذي يتوفر على خشبة على الهواء الطلق من أجل استقبال جمهور لا يتجاوز ثلاثة ألاف. لذلك فالبرمجة المخصصة لهذا الفضاء تتميز بعروض فنية تراعي شروط حميمية هذا الفضاء. أما «ساحة الأمل» المتواجدة وسط المدينة فيمكن لها أن تستقبل مئات الآلاف من المتفرجين الذين يتوافدون إليها بكثرة، خاصة وأنها القلب النابض للمهرجان. ساحة «بيجوان» توجد بمحاذاة البحر وتميزت منذ الدورات الأولى للمهرجان بواجهة هائلة لتقديم الموسيقى الشبابية. لقد دأب المنظمون ، منذ الدورة الأولى، على تخصيص عروض الليلة الأولى ب «ساحة الأمل» بافتتاح قوي يجعل الانطلاقة في حدودها الكبرى، كما أن الاختتام يتم في نفس المكان . ولكي يأخد الشعار معناه على أرض واقع هذا المهرجان، فإن الفنانين الأمازيغيين تعطى لهم الأولوية لافتتاح العروض الموسيقية مما استحسنه الجمهور الأكاديري عبر شهادات العديد من المتفرجين الذين أكدوا أهمية وضع هؤلاء الفنانين في المقدمة. فللإشارة يجب التذكير أن مجموعة من الفنانين استطاعوا تقديم إبداعاتهم الفنية فوق خشبات العالم بفضل برمجتهم ب«تيمتار» الذي يحرص كذلك على دعوة المبرمجين بالمهرجانات العالمية. بالنسبة لبرنامج هذه الدورة، يبقى مهرجان «تيمتار» وفيا لخصوصيته التي بوأته مكانة خاصة . اذ يعد من المهرجانات العالمية المتخصصة في موسيقى العالم. إذ تحول إلى قبلة تم وضعها في جدول المهنيين المهتمين بموسيقى العالم. وما يميز هذه الدورة ، هو التنوع على المستوى جغرافية العالم من خلال حضور البرازيل عبر عرضين موسيقيين خاصة حفل الافتتاح الذي سيقدمه المغني كارينلوس براون، الذي يعد اكتشافا بالمغرب، خاصة وأنه يحط الرحال للأول مرة بهذا البلد. حيث يعد هذا الفنان من رموز الموسيقى البرازيلية المعاصرة ، وهو الذي جعل موسيقى الصامبا تجاور موسيقى الريكي في ثمانينيات القرن الماضي. كولومبيا ، حاضرة بإيقاعات أمريكا اللاتينية،aمع فرقتين خايتيرودو سان خاسينتو و لا 33، فرنسا واسبانيا وتركيا وأوزبكستان وجامايكا وافريقيا الجنوبية و السينغال وكينيا والكاميرون ولبنان والجزائر وهولاندا وزنزيبار. أما المغرب، فحضوره القوي يتمثل في مجموعة من الفنانين كسميرة سعيد التي ستقدم يوم السبت الرابع من يوليوز حفلا غنائيا ينتظره الجمهور بشكل خاص، اذ ينتظر أن تقدم آخر أعمالها التي أنجزتها في ألبومها الأخير مع رجوع جميل إلى الأغاني التي توجتها كمغنية وكنجمة للغناء العربي. أسماء كثيرة نذكر على سبيل المثال لا الحصر: الرايس العربي الحيحي ، حميد القصري ، رشيدة طلال ، مازاكان ، رايسة عائشة تاشنويت ، حادة أوعكي ، عائشة رضوان وآخرون . وبالإضافة إلى هذه العروض الموسيقية ، ينظم المهرجان لقاء بالمعهد الفرنسي يوم الخميس 2 يوليوز يتناول موضوع المؤسسات الثقافية ودورها في مرافقة مهنية الفنان ووضعية سوق الموسيقى. يحضر لمناقشة هذه القضايا مهنيو الثقافة ومحللين وصحافيين. كما تتميز هذه الدورة بتكريم الفرقة الموسيقية «ازنزارن » التي اشتهرت الى جانب فرقة ناس الغيوان في سبعينيات القرن الماضي. إذ قدم المهرجان دعما كبيرا لهذه الفرقة لانجاز ألبومها الأخير، كما ستقام ندوة يشارك فيها باحثين للوقوف على قراءة منجزات وتاريخ هذه الفرقة الموسيقية التي ظلت محافظة على عمق انشغالها الانساني عبر موسيقى منفتحة على العالم مع حفاظها على هويتها العميقة.. مهرجان «تيمتار» الذي يعني علامات وثقافات يظل من العلامات الفارقة لمنطقة سوس ماسة درعة، التي ترعاه ليس كمهرجان أمازيغي منغلق على ذاته بل منفتح على الآخر في عالميته مقدما بذلك مكان هائلا للتصالح ولقاء للثقافات.